مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 22/10/2007, 05:56 AM
NAJDY NAJDY غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 06/04/2006
المكان: حبيبتي نجد
مشاركات: 984
الفكر والمال.. عندما يعمل كلا بحده - للمهندس / طارق التويجري

الفكر والمال.. عندما يعمل كلا بحده





حوار جميل ذلك الذي جمعني ذات مساء بثلاثة من الاصدقاء مشاربهم العلمية مختلفة (اديب اكاديمي.. واقتصادي.. وهندسي) لكنهم يملكون ذات الرحابة من الفكر والثقافة والمعلومات المميزة.

تحدثنا فيما تحدثنا عن الحركة الرياضية السعودية وتناميها المتذبذب او قل المتعثر.. هكذا اجمعنا على وصف نمط تناميها..
شدني جداً بل اعجبني تصويرهم للامر (وكأنهم اهل اختصاص) كلا ووجهة نظره.. تحدثنا بشكل خاص عن اللاعب السعودي مما يعاني؟ ماذا ينقصه؟ ما امره.. يرى الاقتصادي تركي ان الاشكال يكمن في ان الاستثمار الحاصل وبجميع اشكاله دائماً ما يتركز على لاعبي الفريق الاول دون غيرهم لذا هو استثمار قصير الاجل فضلاً على ان عوائده ليست كبيرة، ويرى كذلك ان عقلية اللاعب المبتدئ غالباً ما تكون قاصرة فمخزون (الكفاح) و(اثبات) الذات لديه قليل جداً وذلك لعدم تشربه (بعد) بأن اللعب اصبح مهنة واختصاصاً ومستقبلاً يجب ان يعول عليه الكثير..
بينما حمل المهندس فهد الاتحاد السعودي المسؤولية الكبرى فيما يحدث كجهة تنظيمية وتشريعية يجب ان تحكم عملية تسيير الاندية (كمصانع انتاج) للمواهب المختلفة وقال ان الاتحاد السعودي يجب ان يتدخل بشكل او بآخر في تحديد المدارس التدريبية وكفاءتها وآلية ومدة عملها في الاندية وخصوصاً العمل التنظيمي في الفئات السنية، بل انه يرى ايضاً ان هذا التدخل يجب ان يمتد الى مستوى الفريق الاول وخصوصاً ما يتعلق بعملية (اختيار) اللاعبين الاجانب ونوعيتهم وقال من المفترض ان يكون هناك لجنة فنية مختصة في الاتحاد السعودي مهمتها (اجازة) او تصديق اختيار النادي للاعب الاجنبي وفق معايير فنية بحتة..
اما صديقنا سعادة الدكتور وبنظرة اكاديمية صرفة ذكر بأن الجانب الشبابي هو مشروع قومي تنموي نهضوي له علاقة بغالب جوانب الدولة واهتماماتها ان كانت امنية او تعليمية او اقتصادية او اجتماعية وذكر بأنها تعد الوسيلة الابرز بعد تعاليم الدين في كسر الطبقية الاجتماعية بين شرائح المجتمع فهي تجمع الغني والفقير وتضع ا لنخبويين والبسطاء في قالب واحد، بل انها الوسيلة الاهم لكبح جماح الموروثات القبلية (السلبية) ونعراتها المقيتة التي تفتك بأبناء المجتمع الواحد، وقد اشترط الدكتور نجاح (المؤسسة الشبابية) وتحقيق اهدافها بوجوب ارتباطها المباشر مع الجامعة حيث شدد على حتمية انطلاق وتنفيذ مخططاتها من خلال البحث العلمي والذي يتولى بدوره دراسة نسيج المجتمع بمنظور سيكولوجي واقتصادي وهكذا..
ويشرحه الى تكوينات صغيرة (الاسرة والحي والمدرسة) حتى يصل الى التوصيات السليمة والنتائج المطلوبة وهكذا ابحر الدكتور واسهب.
وعلى هذا استمتعت بحديثهم الثري والذي كان بحق ندوة مصغرة لارباب دراية ومنظور وافق. اما عني ورأيي فأتركه الى المقال بحول الله ولكن قبل ان اختم اود التذكير بأن النجاح في التنمية - اي التنمية - وتحقيق الرقي والتطور فيها لا يقوم الا بوجود (الفكر والمال والعزيمة) بدون احدهم لا ينجح الآخر بل انه يتبدد ويضيع ويصبح هباء منثوراً ولعل النموذج الرياضي القطري الحاضر بماله دون (فكره) مثال حي على ذلك. وحتى لقاءنا القادم إن شاء الله بودي ان يسأل كل قارئ لهذه السطور نفسه ما رصيدنا من هذه المقومات الثلاثة.. الفكر.. والمال.. والعزيمة.. ومن ثم ماذا صرفنا منها؟.




مع التحية ..
اضافة رد مع اقتباس