مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 19/10/2007, 06:02 PM
بوجاسم الهلالي بوجاسم الهلالي غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 07/10/2004
المكان: k$a
مشاركات: 689
Post الان رواية (( ذيك السنة )) هنا


الرواية موجودة باكثر من 500 منتدى

الرجاء عدم التعليق بتاتا في الموضوع حتى تكتمل الرواية


يجهل الناس في هاذي الدنيا أن الطقاقة لها قلب ومشاعر

وافكار وروئ أبعد من الطق والطار والزيران

ووالله الذي رفع سبع سماوات ونزل سبع لو فتحت شادية العسكر قلبها وعقلها لقرأتم قصة التحولات الاجتماعية والتغيرات السنتوجرافية وتاريخ الاستشراق وكتاب النفط ومسودة الصحوة وخلاخيل الحدوة وشهوة المسيار

وما الله به عليم وانتم سادرون

من خوية ليبرالية لسواق الشيوخ فرج الله

إلى زوجة مسيار لشيخ الشيوخ بريك السعد


يتبع

==============================================
(1)


فرج الله كان فتى أسمر فيه طلاوة وتكسوه حلاوة ويحب سماع فريد الاطرش ومشاهدة أفلام حسين صدقي

ملازمته لعمته الخمسينية وهو يسوق بها السيارة في شوارع الرياض او يسافر معها لمكة والطائف عودته على حياة الارستقراطية وآدابها وعاداتها وبذخها

عشت معه في الرياض القديمة صولات وجولات

ماكان يبخل علي بشيء

وأنا يا كثر ما غنيت له أغنيتي المفضلة وانا اتمايل متعمدة أن أشعل النار في قلبه المشتعل


يا يا دلع يا دلع دلع

وبالحلوين تطلع ..

روحي حبت روحك وقلبي فيك تولع ..

ويا كثر ما رقصت له ومنحته الرحيق المختوم بلا حساب ولا محاسبة

كان زمااان بسيط وجميل

أما بريك السعد فهو رجل لايعرف طلاوة ولاتكسوه حلاوه عرفته عندما انقلب الزمان وصارت الرياض غير الرياض .

كان الفرق بين فرج الله وبريك السعد كبيرا

لايوجد بينهما سوى قاسم مشترك واحد هو الولاء للشيوخ بطريقة أو بأخرى.

كنت لفرج الله حبيبة وحدانية لاشريك لي ولم يكن لي كفؤا أحد ..

وكنت لبريك زوجة مسيار ورقم عشوائي في سلسلة حريمه

وبين الفتى الطائر والرجل المسمر إلى الأرض تبدلت اشياء عديدة

لكن بقي شيء واحد لايتغير

هو روح الطقاقة الخفيفة المتمردة بفطرتها التي تقاوم أي حزن أو ضياع بمزيد من الطق والطق .. والغناء والطق

==============================================
(2)


أركبني فرج الله سيارته الخاصة الفولكس واجن ذات اللون الارجواني الفاقع التي اشتراها قبل أشهر معدودة بعد 12 سنة من الخدمة المتواصل ليلها بنهارها لعمته وبناتها وعبداتها

وبدأ يمخر بي عباب شوارع الرياض في طريقنا للمربع.

كان فرج يدخن طول الطريق ليغالب قلقه وهو يوصيني بمايجب أن أفعله وأقوله لعمته..

العنود ستقيم حفل عرس لاحدى بناتها وطلبت أن تراني وتتأكد من خبرتي شخصيا فلم تكتفي بالمديح الكثير الذي سمعته من فتى عمري الطائر

نجحت في الاختبار ولم أخرج منها إلا وراسي دايخ من أجواء القصر الباذخ بحدائقه ونوافيره ومن كثرة التعليمات والتوجيهات الموجهة لي وعن طريقي لباقي بنات الفرقة.

نبي أغاني سميرة توفيق وهيام يونس

احفظوا اغنية محمد عبدو الجديدة ماهقيت إن البراقع يفتنني

البسوا كلكم جرسيه أحمر مو كل وحده تلبس شكل

وتبودروا .. مانبي ديرمان وما ديرمان

من سبع ونص تكونون جاهزين بطيرانكم

توالت التعليمات وانا ارد بعبارة وحده حفظني اياها فرج في السيارة:

ان شاء الله عمتي .. تامرين يا عمتي

في طريق العودة كان فرج يهنئي بدخولي لمملكة السعد والهناء

ويعدني بأن الخير من الآن سيغطيني حتى عظام جدي الخامس عشر

أوقف السيارة أمام بيتنا في حي السبالة .. وإذا بالشايب راجع من صلاة العصر يتلمس الطريق بعصاه

خطف فرج مني قبلة سريعة طبعها فوق الشيلة الشيفون الشفافة وهو يكتم صوته وأنفاسه عن أبي ثم نزل من السيارة:

هاااه يا عم تراي رجعت الامانة كاملة مانقص منها يد ولا رجل

ضحك أبي ببراءة ذاك الزمان حتى بانت لثته التي تساقطت كل أسنانها

عندما دخلت بيتنا شعرت بالفارق يخنقني ..

الفاصل كان مئة سنة .. بل ألف سنة .. بين جنة المربع وطين السبالة

==============================================
(3)

كادت خيالات القصر أن تطيّر عقلي
تمددت على فراشي وأنا استرجع مادار في الساعة الماضية
حبيبي فرج الله يحب لي الخير ويريدني أن أصبح أشهر طقاقة في الرياض
يريدني أن أحرق المراحل وأقفز مرة واحدة من الطبقة المسحوقة إلى طبقة النبلاء
يريدني أن أصير نجمة متألقة ..
طقاقة برجوازية تملك المال والنفوذ في عالم الرياض السفلي المليء بالضعفاء والخدم والخويا حيث يبدأ التاريخ من الطار وينتهي بالزار

وهذا لايمكن أن يحدث إذا كنت خطواتي لاتترك السبالة إلا لها أو حولها
كان يجب أن تمتد خطوتي لخارج السبالة بشوارعها الضيقة ودكاكينها الصغيرة وحفرها وغبارها وأوحالها

كان يجب أن تمتد خطوتي لذلك العالم الناعم والدنيا الرغيدة .

إلى المربع حيث القصور والرياش والنوافير والموائد والسيارات والوجوه النظيفة جدا واللهجة النجدية المتعالية

اجتهدت خلال الأسبوعين المتبقين على الزواج في التحضير وتدريب البنات.
عملنا (بروفة) تلو الأخرى لأغاني هيام وسميرة توفيق ومحمد عبدو
كنت أدرب البنات بتوجيات فرج كيف يمشين ويجلسن ويلقين السلام ويضحكن حيث كل شيء محسوب بدقة متناهية في وسط عالم لا ننتمي له ولا ينتمي لنا

اشتريت طاقة قماش جيرسيه من سويقه وشيال جديده وجزم ذات كعوب دقيقة تشبه الدبابيس
عملت كل شيء في طاقتي حتى أنجح في الليلة الموعودة وينتشر صيتي في الرياض كلها خاصة بين نساء القصور

وحين لم يتبق على الحفل سوى ليلتين مر بي فرج وطرق الباب ثلاث طرقات كعادته.
فتحت وأنا أسوي شيلتي على رأسي.
كنت سعيدة ومستثارة جدا لقرب حلول الموعد. ولكن صدمني وجهه المتجهم وعينيه المنكسرتين.
قال : خلاص يا شادية يا عيوني ماعد فيه عرس !

كدت أقع على الارض من هول الصدمة.
كيف لم يعد هناك عرس. لقد اعتذرت عن ثلاثة أعراس وضحيت بما كنت سأجنيه منها بسبب انشغالي بالتحضير لعرس بنت الشيوخ.

قلت بيأس:
اش بلاهم ..
رد وهو يعطيني ظهره :
بلاهم اللي بلاهم ..عمتي هونت عنك، جابت فرقة مصرية أو مدري حجازية معهم رقاصات ..
شعرت وكأن جردلا من الماء البارد سكب على رأسي حتى أفقدني الكلام

==============================================
اضافة رد مع اقتباس