الموضوع: مدينة العجائب
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 31/10/2002, 05:09 AM
adhbi adhbi غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 20/03/2002
المكان: Khober
مشاركات: 117
مدينة العجائب

ü حتى كتابة هذه الأسطر قضيت في قاهرة المعز أقل من 24 ساعة بحوالي ست ساعات·· تلمست خلالها على حميمية العلاقة التي تربطنا بالشعب المصري الشقيق·· فعندما تجولت في الحسين وخان الخليلي·· وتسمرت لساعات بين فوضى أشباه السيارات بشوارع العاصمة المصرية، لم أشعر بالغربة أو الوحشة أو الضجر، ولم تُكتم أنفاسي من دخان عوادم السيارات وروائح البنزين المطعم بالرصاص والزنك·· وغيره·· وليس خالياً منه والذي استولى عنوة مع النسبة الأكبر ان لم تكن الأعظم من الأوكسجين النقي الذي تحول لعملة نادرة·· يبحث عنه الشعب المصري كبحثه عن العملة الصعبة من كل القادمين إلى أم الدنيا·
ü هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها مصر، ورغم الساعات القصيرة التي قضيتها في المدينة العجيبة والغريبة بطبيعتها·· وحياة شعبها·· إلا انني فعلاً تحسرت على عدم زيارتي لها واسقاطها من برامجي السياحية الصيفية·
ü من أهلها تشم رائحة التواضع والبساطة، ومن الزحام الشديد تكتشف الطبقية والأحوال الصعبة التي تعيشها الغالبية، ومن جلسة بأحد المقاهي في هواء القاهرة الطلق··ــ وليس النقي ــ ترى العجب العجاب·· فمن المواقف ما تدمي القلوب·· ومنها ما تكسرها·· وأخرى تضحكها·· وتبكيها·· نعم كل هذه التقلبات العاطفية تعايشها خلال ربع ساعة أو نصفها ومهما كانت درجة استيائك وتضجرك مما يصادفك من مواقف، الشيء الجميل الذي تودع به مكانك الابتسامة والرضا الذي يجبرك الشعب المصري على تجرعه شئت أم أبيت·· ليضيف نكهة خاصة ولذيذة جداً على طبيعة الشعوب وعاداتها أكدت في مطابخ أم الدنيا المخصصة لكسر الجمود والملل والرتابة·· الذي غالبا ما تصادفك في العديد من مدن العالم التي لا يمكن أن تشعر بها بالأمان والدفء العاطفي الذي ينتابك وأنت تشق عباب الآلاف المؤلفة والحشود من شبان مدينة الاثني عشر مليون نسمة·
واذا ما تركت الأمواج البشرية التي تكتظ بها ممرات وشوارع القاهرة واتجهت نحو الجنوب حيث تعانق الأهرامات السماء بشموخها وعراقتها كأحد أعجب عجائب الدنيا السبع·
ورغم أنك قد لا تحتاج لأكثر من 20 ــ 30 دقيقة لأن تكون تحت الأهرامات الا ان الصورة هنا مختلفة كليا·· في الجنوب حيث الأهرامات تشم عبق التاريخ العريق الذي تركه الفراعنة لاحفادهم كشهادة ضمان على قوة عزيمتهم التي لم تقهر ولن تقهر مما تعمقنا بعلم الذرة والرقائق الالكترونية التي هي الأخرى عجزت عن فك شفرة بسيطة من شفرات عظمة الفراعنة التي لو ورثوا جزءاً بسيطاً منها لأحفادهم لكان حال أمتنا العربية غير هذا الحال، ولا قتبست الرياضة جزءاً هي الأخرى من الورث تسلحت به لمواجهة العالم ومسح غبار التخلف الرياضي الذي خيم على رياضتنا العربية وتذيلت العالم·· الا من رحم ربي!! من أخذوا على عاتقهم حفظ ماء الوجه وعكس الوجه المشرق الذي غاب من أغلب ملاعبنا وصالاتنا المفتوحة والمغلقة·
اضافة رد مع اقتباس