مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 16/10/2007, 04:37 PM
المهندس الهلالي 999 المهندس الهلالي 999 غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 18/02/2007
المكان: بكـل مكـان
مشاركات: 2,350
Arrow المجلس الأوروبي يرفض نظرية (الخالق الواحد) تعالى الله عما يقولون

صوّت قبل أيام المجلس الأوروبي في مدينة ستراسبورج على رفض نظرية (الخالق الواحد) تعالى الله عما يقولون.

وطالب البرلمانيون برفع نظرية الخلق من مناهج العلوم في المدارس بدعوة تعارضها مع حقوق الإنسان والحقوق العلمية للمخترعين والمكتشفين.

يذكر أن لجنة العلوم والثقافة في المجلس الأوروبي هي التي وضعت هذا التقرير منذ أكثر من شهر.. وهو تقرير يجعل العلماء شركاء للخالق الواحد فيما يبتكرون من علوم. ولايردون ذلك إلى الوحي الإلهي الذي يُعلِّم الإنسانَ ما لم يعلم.. بل يردُّونها إلى العلماء وعقولهم على أساسٍ علميٍ بَحْتٍ من التجارب والخبرات.

ولا شكَّ أنَّ ما قررته لجنة العلوم والثقافة في المجلس الأوروبي من رفض ما قام عليه الكون من الأزل إلى الأبد - بأن الله وحده (الخالق) لكل شيء في هذا الوجود - هو عودة إلى (الوثنية) الهمجية وظلمات الجاهلية بكل انحطاطها وسفاهتها وخروجها عن فطرة الله التي فطر الناس عليها.

بهذا القرار الأوروبي الجاهلي.. يكون الفرق بين أهل الجاهلية الأولى وأهل الجاهلية الأوروبية المعاصرة قد زال..! فمشركو الجاهلية الأولى يعترضون على مبدأ حصر (الألوهية) في الله وحده.. {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}؟!

ومشركو أوروبا المعاصرون يرفضون مبدأ أنَّ الله هو (الخالق) وحده.. تعالى الله عما يقولون.. لقد التقت هاتان الجاهليتان على صعيد واحد.. هو الجحود لحق الله في وحدانيته بالعبادة، ووحدانيته في الخلق والتكوين.

فهل هناك شرك أوضح من هذا الشرك؟! لقد زيَّن لهم غرورُهم بالمبتكرات والمخترعات المعاصرة أن يطالبوا لأنفسهم حق (المشاركة) مع الله في الخلق والإبداع.. مع أن كل ما وصلت إليه البشرية من تقدم وتطور آلي هو (العَرَضَ) وليس (الجوهر).. أي أن كل ما عملوه في هذه الدنيا هو استلهام لبناء قائم بذواتهم.. ومُنشِئ هذا البناء العقلي والذهني والفكري الأساسي هو الله جل جلاله. يقول تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}(96) سورة الصافات، أي أن الله خلقكم وخلق عملكم الذي تقومون به.. لأن (ما) هنا مصدرية.. يجوز أن تكون صلة، أي خلقكم وخلق الذي تعملونه، ويقول تعالى: { أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (16) سورة الرعد.

نعم، من حق العلماء الذين استخدموا عقولهم التي خلقها الله فيهم أن تُذكر ويُشكر لهم إنجازاتهم العلمية.. والتي أفادت البشرية كثيراً وإن أضرتها أحياناً كثيرة.. حيث تعلَّموا وبحثوا ونقَّبوا في البلاد حتى وصلوا إلى (الأعراض) الكونية مستمدينها من الركائز والأسس التي هي خلق الله - وهي جواهر الأشياء - ولكن ليس من حقهم أن يدَّعوا ما تأباه وتنفر منه العقول السليمة والفِطَر المستقيمة.

الخْلَقُ هو إيجاد الشيء من العدم.. فهل أحد من الذين يعارضون تفرُّدَ الله بصفة (الخالق) الأوحد قد خلق شيئاً ولو صغيراً وحقيراً ك(الذباب) مثلاً..؟

فلقد تحدَّى الله تبارك وتعالى المشركين الذين يَدْعون مِنْ دون الله؛ بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ}(73)سورة الحج. والذباب من أصغر وأحقر الحشرات.. ومع ذلك لم ولن يستطيع أحد أن يخلق مثله.. فكيف بخلق ما هو أعظم منه..؟ وما لا يليق إلا بالله الخالق الواحد القهار؟..

عندما يمعن الإنسان في ماديته الصرفة تنحسر في دواخله الروحانية على نحو يقوده إلى الغرور الذاتي والعُجب بالنفس وبما أنجزت حتى ليحسب ويظن نفسه مصدر كل شيء ومحور هذا الكون.

{إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى(7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8)}

منقول للكاتب عبدالله بن إدريس من جريدة الجزيرة
اضافة رد مع اقتباس