** توفي محمد الكثيري.... سقط الهرم وبقيت الهضاب! جف نبع الإبداع، وتوقفت نبضات الكتابة... وغابت عن آفاقنا سحر الحروف والكلمات!
** لقد غيب القدر الإلهي صحافيا وكاتبا موهوبا تفرد بأسلوبه الأدبي البديعي الجذاب.. وبرحيله فقدت الصحافة السعودية واحدا من أبرز كتابها الرائعين والمؤثرين الذين كتبوا بعبقرية الأساتذة الكبار، وكانوا في زمنهم روادا وفرسان فكر وكلمة صادقة لا يمحى أثرها مهما طال الزمن! لقد كان الكثيري بحسه الصحافي ، وملكته الإعلامية الفذة ، وكتاباته القوية الساحرة ، عنوانا للفن الكتابي الأصيل.. وكان بما منحه الله من (موهبة) مشعة رمزا للتفوق والنجاح في كل خطواته الصحافية التي لاقت من مناوئيه الغيرة والحجود! لكنه برغم ما واجه من عثرات وحساد كان لافتا ولامعا ومميزا، فحاز إعجاب آلاف القراء الذين أسرهم بما رسمه على صدر الصفحات من أفكار وحروف ممتعة وشيقة أعجزت عن كتابة أمثالها الكثير ممن يدعون فهما في الكتابة وفنونها!
** يالها من فاجعة!.... وياله من فقيد وحبيب وإنسان طيب الخلق ونقي السريرة، لن ننساك أبا هشام....... وسنسكب الدموع بحرارة وغزارة على تلك الأيام الخوالي التي جمعتنا برجل نبيل، وكاتب مذهل يندر أن يكون له ند ومثيل! وإنني مازلت أتذكر تلك النصائح التي خصني بها حينما عملت معه في مرحلتين صحافيتين الأولى كانت في جريدة (الجزيرة) حين كان الأستاذ محمد الوعيل رئيسا لتحريرها ، والأخرى كانت في جريدة (الرياض). وسأتذكر أيضا تلك الشهادة التي منحني إياها عندما أهداني كتابه (الهلاليون).
** وكلما التقيت به في مساحات وفضاءات الصحافة كان يقول لي : لايضرك ما ستجابه في الوسط الصحافي، وعليك أن تكون قويا حتى تحقق كل ما ترنو إليه، واعلم أن الموهبة بعد توفيق الله هي سلاحك في وجه كل مبغض وعدو للنجاح وأهله!!
** نعم لقد ودعنا محمد الكثيري الأديب الأريب، والقلم الناصع الرهيب، ودعنا ورحل إلى جوار ربه، وهذا هو القضاء والقدر فالحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه، .. وإن ودع أبو هشام أهله وصحبه وأصدقاءه، وذهبت بوفاته تلك الإبتسامة والثغر الباسم الودود ،فإن أنهارا من عبق كتاباته المبهرة ستظل بين أيدينا؛ نتعلم منها، ونستظل تحت أفيائها ونسماتها، وستزرع فينا دائما حب المبدعين الذين سقوا بعطر حروفهم واحة التميز التي لم ولن تكون لأي شخص مهما حاول أو ادعى!
** رحم الله زميلنا الراحل محمد الكثيري رحمة واسعة، وجعل قبره روضة من رياض الجنة إن شاء الله، وأسكنه الجنان مع الصاليحن الأبرار، إنه ولي ذلك والقادرعليه. وعلينا جميعا أن نستعد ليوم الممات، وأن نضع في يقيننا أن الموت حق ولا مناص منه.. ولا حول ولاقوة الإ بالله0

## رذاذ :
** أرجو من إدارة نادي الهلال أن تتبنى مشروعا خيريا باسم الراحل محمد الكثيري، وأقترح عليها أيضا أن تسمي أي منشأة في النادي باسم هذا الرجل الرائد الذي خدم الهلال في مواقع عدة، بل ونافح عن حقوقه وتأريخه، ويكفي أن الكثيري ترك للأجيال من بعده كتاب (الهلاليون) والعديد من المقالات الذهبية، وسنبقى ما حيينا نقرأ تلك الإبداعات التي تعد مرجعا عاليا في الكتابة والنقد0
** يقول الشاعر: هو القدر المحتوم إن جاء مقبلا
فلا الغاب محروس ولا الليث واثب
ألا إنما الدنيا غضاضة أيكة
إذا اخضر منها جانب جف جانب
** ويقول آخر:
كل شيء بقضاء وقدر ،،،،،،،،، والمنايا عبر أي عبر
** وقال الإمام علي "رضي الله عنه" :
ولاتبني في الدنيا بناء مؤمل ،،،،،،،،، خلود فما حي عليها بخالد
** وقال أبو بكر الوراق: للقلب ست حالات حياة وموت وصحة وسقم ويقظة ونوم، فحياته الهدى وموته الضلالة، وصحته الصفاء وعلته العلاقة، ويقظته التذكر، ونومه الغفلة0
Salh2001@ yahoo.com