مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 26/10/2002, 03:32 PM
ابنُ نَفْسي ابنُ نَفْسي غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 08/09/2002
مشاركات: 71
الحلقة الثانية من مسلسل ..........التوبة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه هي الحلقة الثانية من مسلسل التوبة
من لم يقرأة الحلقة الأولى فهذا رابطها

http://alzaeem.com/vb/showthread.php?threadid=88855

الحلقة الثانية :

وما هي إلا أيام قلائل حتى جاءها المخاض .. فولدت وليدتها من حيث لا ترى بين يديها من يأخذ بيدها أو يساعدها على خطبها غير عجوز من جاراتها أمت بشأنها فمشت إليها وأعانتها على أمرها
بضع ساعات ، .. ثم فارقتها تكابد على فراش مرضها ما تكابد .. وتعاني من صروف دهرها ما تعاني .


ولقد ضاق صدرها ذرعا بهذا الضيف الجديد ، وهو أحب المخلوقات إليها وأكثرهم قربا إلى نفسها فجلست ذات ليلة ، وق وضعت طفلتها النائمة على حجرها وأسندت رأسها إلى كفها وظلت تقول :

ليت أمي لم تلدني ، وليتني لم أكن شيئا
لولا وجودي ما سعدت ولولا سعادتي ما شقيت وإن كان في العالم وجود أفضل منه العدم فهو وجودي .
لقد كان لي قبل اليوم سبيل إلى النجاة من هذه الحياة أما اليوم وقد أصبحت أما ، فلا سبيل .
أأقتل نفسي ، فأقتل طفلتي ؟ أم أحيا بجانبها هذه الحياة المريرة ؟
لا أحسب أن الموت تاركي حتى يذهب بي إلى قبري ، فماذا يكون حال طفلتي من بعدي؟
إنها ستعيش من بعدي ، وتشقى في الحياى شقائي لا لذنب جنته ، ولا لجريمة أجرمتها ، سوى أنني أمها .

هل تعيشين أيتها الفتاة حتى تغفري لي ذنب أمومتي حينما تسمعين قصتي وتسمعين شكاتي ؟

لم يبق في يدي يا بنيتي من حلاي إلا قليل سأبيعه كما بعت سابقه ، فماذا يكون شأني وشأنك بعد اليوم.
محال أن أعود إلى أبي فأقص عليه قصتي لأنه لم يبق لي مما يعزيني عن شقاء العيش وبلائه غلآ أن أهلي لا يعرفون شيئا عن جريمتي فهم يبكونني كما يبكون موتاهم الأعزاء ولإن يبكو مماتي خير لي ولهم من أن يبكو حياتي .


وكذلك ظلت البائسة المسكينة تحدث نفسها تارة وطفلتها أخرى بمثل هذا الحديث المحزن الأليم ، حتى غلبها صبرها على أمرها فأرسلت من جفنيها قطرات حارة من الدموع هي كل ما يملك الضعفاء العاجزون ويقدر عليه القانطون اليائسون .


دارت الأيام دورتها وباعت الفتاة جميع ما تكلك يدها ، وما يجمل بدنها وما تشتمل عليه غرفتها من حلى وثياب ، وأثاث ورياش ولم يبق لها إلا قميصها الخلق وملاءتها وبرقعها، ولم يبق لطقلتها إلا أسمال باليات تنم عن جسمها نميمة الوجه عن السريرة فكانت تقضي ليلها شر قضاء حتى إذا طار غراب الظلام عن مجثمه أسبلت برقعها على وجهها واتزرت بمئزرها ، وأتنشأت تطوف شوارع المدينة وتقطع طرقها ، لا تبغي مقصدا ولا تريد غاية سوى الفرار بنفسها من همها ، وهمها لا يزال يسايرها ويترسم مواقع قدميها .

وأحسب أن عجوزا من عجائز المواخير رأتها فألمت ببعض شأنها .... نكمل في حلقة قادمة


أخوكم

ابن نفسي
اضافة رد مع اقتباس