مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 08/10/2007, 10:39 AM
نبض الابداع10 نبض الابداع10 غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 23/12/2003
مشاركات: 110
ناجي المتفاني" درس عظيم لنا جميعا

قرأت مقالاً في جريدة الاقتصادية صباح السبت الماضي أبكاني ألماً وفرحاً، ذلك لأنه تحدث عن مقدرة الإنسان في تحقيق المستحيل بالإخلاص والصدق والمثابرة.



ففي الصفحة 36 من الجريدة أعاد الكاتب نجيب خالد الزامل نشر رسالة مؤثرة جداً لأحد القراء اسمه ناجي، ناجي شاب يافع يبلغ من العمر 18 عاماً لكنه مصاب بسرطان الدم (لويكيميا) ومعاق أيضاً بسبب حادث سيّارة، ومع ذلك فلم يستسلم لا للمرض ولا للإعاقة..



قصة ناجي مليئة بالألم والأمل معاً، الألم حين نرى كيف رفضه المجتمع حيث لم يسمح له النظام بالالتحاق بالجامعة بسبب الإعاقة رغم النسبة التي حصل عليها في الثانوية العامة 99.3% (وهي نسبة لا يحصل عليها الأصحاء ولا الأسوياء إن جاز التعبير)، والأمل لأن ناجي بدا متشبثاً بأمله محارباً نبيلاً لأجل تحقيقه ولم ييأس حتى الآن.



ناجي لا يستطيع الكلام أيضاً، ويا له من ناجي هذا العظيم حقاً، سرطان، أبكم، معاق يسير بكرسي متحرك، لكنه رفض أن يعيق روحه عن الانطلاق لتحقيق آماله، فسجل في مدرسه نظامية ولم يذهب إلى مدارس خاصة بالمعاقين، يقول ناجي في رسالته: " وأصررتُ أن أكون طالباً في مدرسة خاصة عالية المستوى للأصحاء، لأنني لا أعتقد أنني أقل منهم، ولأن قلمي كان يعمل في أوراقي طوال الوقت، وهكذا أستطيع التفاهم مع الجميع بلا مشكلة .. رفضت أن أعتزل الناس، وخرجت للعالم محاولاً أن أكون ناجي الذي يحب حضور المحاضرات والندوات الثقافية، ناجي الذي يهوى الأمسيات الشعرية، ناجي الذي يعشق معارض الفنون، وناجي الذي يرغب في أن يتعرف على أصحاب جدد ".



وتقدم ناجي للجامعات لإكمال دراسته الجامعية فمعدله 99.3%، ولكنه فوجئ برفض الجامعات قبلوه بسبب أن النظام لا يقبل أمثاله من المعاقين؟؟؟؟؟ يقول ناجي: " تخرجتُ في الثانوية العامة أخيرا بمعدل 99.3 في المائة، واعتقدتُ أنها نسبة جيدة تتيح لي مجالاً واسعاً لأن أختار بنفسي ما أريد دراسته من تخصص، إلا أنني فوجئتُ بأن الجامعات في بلدي تستثني المعاقين من قائمة المستحقين للانتساب لها بأسباب أو بأخرى .. وكأنما هو فرض علينا أن نعيش أسراً أبدياً في إعاقة أجسادنا.. ثم نموت رهن القيود !"



ولكن ذلك لم يوقفه فاخذ يعمل في الرسم وبيع اللوحات التي يرسمها ليصرف على نفسه رافضاً أن يكون عالة على مجتمع رفضه، " عملتُ حتى فترة قريبة في الرسم وبيع لوحاتي وإن كنتُ أتمزق في داخلي، فبيع اللوحات عندي هو أشبه ببيع الأبناء .. لكنني مضطرٌ لذلك، سعياً وراء مصدر الدخل المنشود، فقد أصبحتُ رجلاً.. وحرامٌ علي أن أكون عالةً على أحد..".



لكن ناجي يتساءل مستغرباً معاملة مجتمعه له وكأنه عالة عليه؟ يقول ناجي:"مجتمعي يعاملني وكأنني عالة عليه، فهل من الأفضل لنا أن نموت يا عمّي نجيب، فـنريح الأصحاء من همّنا؟ هل أننا نزاحم الأصحاء بكراسينا المتحركة في هذه المساحة الضيقة؟ فهل تستحق منكَ هذه القضية وقفة؟ إنها غصة في حلقي، لعل بالبوح بها تفيد غيري من الذين ما زالوا يعانون .. أما أنا فارتحالي قريب".



قصة ناجي لا تزال حية، لقد جعلتني أشعر أن طاقة الإنسان لا حدود لها فناجي ضعيف جسدياً لكنه يملك روحاً مشرقة وهمة عالية تدفعه لتجاوز حدود الإعاقة والمرض وعدم القدرة على الكلام، ليثبت لنا أن الإعاقة الحقيقية هي ما يوجد بداخلنا من الأوهام وليست إعاقة الحركة أو الكلام أو المرض. فهو يتواصل مع الآخرين يكتب ويرسم ويبيع ويشتري ليرنا كم هو عظيم في هذا العالم. لقد أدار وقاد دفة الأمور وهو لم يخرج من كرسيه المتحرك قيد أنمله. بالفعل ناجي تملك روح القيادة بحذافيرها وترجمها من خلال صرخات الإنجاز المتتالية إلى احترام وتقدير وريادة أجبرت الكثير من الأصحاء الانحناء تقديرا لها.

رابط المقالة على موقع الصحيفة:



http://www.aleqt.com/article.php?do=...ate=2007-10-06
اضافة رد مع اقتباس