مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 23/10/2002, 12:53 PM
صالح ابراهيم الطريقي صالح ابراهيم الطريقي غير متواجد حالياً
كاتب رياضي
تاريخ التسجيل: 09/08/2002
مشاركات: 240
المدرب (فاندر ليم).. ومسح الجوخ

بالأمس تم التوقيع مع المدرب والخبير الهولندي (جيرارد فاندر ليم) ، وأظنه مدربا قديرا لأني أثق بالمشرف على منتخبنا الأمير تركي بن خالد وبفكره كذلك ، فهو يرى أنه من المفترض ألا يكون هناك جوقة من الإداريين يرافقون المنتخب ويتدخلون به وبخصوصياته ويرافقون اللاعبين إلى غرفهم لترديد (شدو حيلكم) ، كما يحدث سابقاً ، وأن كلمة (مدير الفريق) تعني المدرب الذي من المفترض أن يكون صاحب القرار بكل شيء ، وإن طالب رئيس البرازيل بضم (روماريو) فعليه أن يستأذن من المدرب ، وأن مدير الفريق هو المسؤول عن وضع البرنامج ، وإن لم يعجبك عمله لا تتدخل به بل أقله .. وقبل الإقالة اسأل نفسك لماذا/كيف أحضرت المدرب ؟
وبهذا الفكر أرى أننا نمشي في بداية الطريق ، وأتمنى أن يبقى كل المنسقين للمنتخب بعيدين عن لاعبي المنتخب وعن مدرب المنتخب ، فمسؤول الحجوزات ليس بالضرورة أن يدخل مع اللاعبين للتدريب أو يجلس ليشاهد التدريب أو يقدم استشاراته للمدرب ، لأن عمله ليس تقيم المدرب واللاعبين ، أيضا العلاقات والمنسق الإعلامي ، وووو إلخ .. عليهم أن يدخلوا تحت مظلة (المدير الفني)، فهو من يضع البرنامج ، بهذا المنهج سيرى اللاعب أن المدرب تحول من (خادمة) كما يحدث سابقا إلى القائد ، وعليه تنفيذ ما يطلب .
ثمة أمر آخر أود وأتمنى لو ينتبه له المعنيون بالمنتخب ، ألا وهو ما الذي يمكن أن نأخذه من هذا الخبير غير تدريب وإعداد المنتخب ؟
من وجهة نظر خاصة ، أرى أننا كنا نخدع أنفسنا كثيراً ، حين رحنا نردد أن (المدرب السعودي) وصل إلى مصاف المدرب العالمي ، وصدقنا هذا ، وفي أول تجربة عالمية نسينا ما كنا نردده وصببنا جام غضبنا على المدرب السعودي .. وأخاف أن نغضب من المدرب الخبير الهولندي ، فنعود لنردد (المدرب السعودي) أفضل ووصل لمصاف المدرب العالمي .. دون أن نمد له يد المساعدة .
أتمنى ألا أبدو للقارئ أنني ضد المدرب السعودي هنا ·
فأنا ما أعنيه أنه علينا مواجهة حقيقتنا ، وأن الخبرات تنقصنا في هذا المجال، وعلينا أن نوجد طريقة لتعويض ما نحتاجه ، فالفروقات بين المدرب السعودي والعالمي ، ليست فروقات ذهنية بقدر ما هي خبرات .
وفي المؤتمر الصحفي للمدرب(جيرارد فاندر ليم) رأيت فريق عمله وهم هولنديون ، وهذا ليس سيئاً ، ولكن هل نوجد فريق عمل سعودي يساعد هذا الفريق ، ويمتص هذه الخبرات كما يمتص الخبير ثروتنا ، ليأتي الوقت الذي يصبح لدينا اكتفاء ذاتي في هذا المجال ؟
المدرب الخبير ، لن يعمل طوال السنة مع المنتخب ، فهو قد يعمل بين 3 إلى 4 أشهر في السنة ، هناك شهر إجازة ، ويبقى لدينا 7 أشهر مع المدرب الخبير ، فكيف نمتص كل هذه الخبرات ونضخها في المدرب السعودي ؟
وقبل هذا من هو الفريق السعودي الذي سيساند هذا الفريق ، وهل يملك خاصية حب اكتساب المعرفة ؟
وهذا الفريق السعودي المساند هل يمكن له كتابة هذه التجارب ، ليتم تعميمها على بقية المدربين ؟
قد لا يتسع المقال لشرح آلية معينة ، في كيفية امتصاص كل هذه الخبرات ، لهذا سأكتفي بقصة صديق أصبح مديراً عاماً ولم أعد ألتقي به كثيراً .. بحكم المقامات .
قبل سنوات كان هذا الصديق والذي يقدس العمل ، قد قام بمغامرة خطرة حين قدم استقالته من المؤسسة كانت كبيرة حسب رأيي ، وسألته لماذا قمت بهذا وأنت لك مكانتك في المؤسسة .
أخبرني أن صاحب الشركة بدأ يلبس (الجوخ) ، وبدأت الكائنات الفطرية تحمل له (الجوخ) ، وتمسح له (الجوخ) ، وبدأ هؤلاء (الفطريون) يصبحون مستشارين له ، وهذا مؤشر على أن المؤسسة تتجه للإفلاس ولا أحب أن يرتبط اسمي بالفشل .
بعد خمس سنوات ، أخبرني هذا الصديق أن صاحب المؤسسة (أبو الجوخ) ، هاتفه وطلب منه أن يأتي كمدير عام للشركة بالراتب الذي يريده فالمؤسسة بدأت تتدهور ، وأنه سمع عن صديقي الكثير ، لهذا يريده بالشروط التي يضعها صديقي .
قال لي صديقي قبل خمس سنوات ، أنه وافق وكان أهم شرط يوضع في العقد ، هو أن يكف صاحب المؤسسة عن ارتداء (الجوخ) ، لتموت الكائنات الطفيلية ، التي تحب النخر في أساسات أي شركة أو مؤسسة .
حاولت أن أفهم ما دخل هذا في النجاح ، لم يخبرني .. ولم أعد ألتقي به بحكم تقديسه للعمل الذي سرق كل وقته ولم يبق منه إلا ما يكفي لبيته .
لست أدري هل هذه القصة تساعدنا في اختيار الفريق السعودي المساعد للخبراء الأجانب أم لا .. فأنا إلى الآن لا أعرف ما الحكمة التي أرد أن يوصلها لي صديقي في مسألة (الجوخ).؟