مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 30/09/2007, 07:39 PM
هلالي وامقصر هلالي وامقصر غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 11/09/2006
المكان: الرياض
مشاركات: 690
معاويه بن أبي سفيان يعترف!

عن عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره أنه قدم وافداً على معاوية بن أبي سفيان فقضى حاجته ، ثم دعاه فأخلاه فقال يا مسور ما فعل طحنك في الأئمة ؟ فقال المسور : دعنا من هذا واحسن فيما قدمنا له . فقال معاوية : لا والله لتكلمني بذات نفسك ، والذي تعيب علي: قال المسور: فلم أترك شيئاً أعيبه عليه إلا بينته له. قال معاوية : لا بريء من الذنب ، فهل تعد يا مسور مالي في الإصلاح في أمر العامة ، فإن الحسنة بعشر أمثالها ؟ أم تعد الذنوب وتترك الحسنات قال المسور: والله ما نذكر إلا ما ترى من هذه الذنوب . قال معاوية فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه ، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلك أن لم يغفرها الله؟ قال مسور: نعم قال معاوية : فما يجعلك أحق أن ترجو المغفرة مني؟ فوالله لما إلى من الإصلاح أكثر مما تلي ، ولكن والله لا أُخير بين أمرين وبين الله وغيره إلا اخترت الله تعالى على ما سواه ، وأنا على دين يقبل الله فيه العمل ويجزي فيه بالحسنات ويجزي فيه بالذنوب إلا أن الله يعفو عمن يشاء فأنا أحتسب كل حسنة عملتها بأضعافها وأوازي أموراً عظاماً لا أحصيها ولا تحصيها من عمل لله في إقامة صلوات المسلمين والجهاد في سبيل الله عز وجل والحكم بما انزل الله تعالى ، والأمور التي ليست تحصيها وإن عددتها لك. قال المسور : فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر لي ما ذكر.قال عروة : فلم يُسمع المسور بعد ذلك يذكر معاوية إلا استغفر له.
وكان معاوية رضي الله عنه يفرق بين المعارضة السلمية والمسلحة ، فهو يطلق حرية الكلام والتعبير عن الرأي ما دام ذلك في حدود التعبير عن الرأي ، أما إذا انقلب الأمر إلى حمل السلاح وسلّ السيوف ، فإنه لا يجد مفراً من مواجهة هذه الثورات ، فقد روي أنه قال : إني لا أحول بين الناس وألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين ملكنا وقد ذكرت في كتابي عن معاوية الكثير من المواقف التي تدل على حرية التعبير، وحق المعارضة السلمية ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمعاوية وكيف يستقبل تلك الانتقادات .
وقد ظفر معاوية بتقدير زعماء المسلمين من أبناء الصحابة رغم نقد بعضهم المرير له ، وكان كثيراً ما يقول : إني لأرفع نفسي أن يكون ذنب أعظم من عفوي ، وجهل أكثر من حلمي ، أو عورة لا أواريها بستري ، أو إساءة أكثر من إحساني وكان أحياناً يتمثل بهذه الأبيات.

تعفو الملوك عن الجليل من الأمور بفضلها
ولقد تُعاقِبُ في اليسير وليس ذلك لجَهلهَا
إلا ليعرف فضلها ويخاف شدة نكلها
لقد كانت الشريعة مطبقة في الدولة الأموية والقضاء مستقلاً وحريصاً على إرساء قيم العدل ومحاربة المظالم ورد الحقوق إلى رعايا الدولة وحركة الفتوحات ارتبطت بالعقيدة والقرآن الكريم وهداية الناس ودعوتهم للإسلام والفتوحات من أعظم أعمال الدولة الأموية.
اضافة رد مع اقتباس