حتى لا يغرقوا في الديون مثل عادل عبدالرحيم
هل نرى صندوقاً تكافلياً لقدامى اللاعبين يساعدهم على قضاء حوائجهم؟


صورة ضوئية لخطاب عادل عبدالرحيم الذي بعث به لأعضاء شرف نادي الهلال

كتب - فيصل العبدالكريم:(لا أملك شيئا في هذه الدنيا غير الدعاء لله أن يفرج كربتي ويزيل همي ولي فيكم أمل لاينقطع وعشم لاينقضي أن تكونوا خير سند وعون لي)
موقف مؤلم..بل وزاد حزني على حزن مع كل حرف قرأته من رسالة لاعب نادي الهلال السابق عادل عبدالرحيم وهو ينتظر وقفة أعضاء شرف نادي الهلال وأهل الخير معه في محنته..وفي فك كربه الذي ألمّ به في شهر الخير عندما تكالبت عليه الديون وعزلته في غياهب السجون وغيّبته عن أهله وأحبابه..

عادل عبدالرحيم لاعب مثّل المنتخب ونادي الهلال في السابق.. ترك كرة القدم ولم تقدم له شيئاً وحاول البحث عن قوته وقوت عياله في التجارة وكما هي حال الدنيا تغيرت الأمور وغرق الرجل في بحر من الديون ومع ذلك لم يجد أحدا من هذه المؤسسة الرياضية الكبرى يقف معه!!

عادل عبدالرحيم أنموذج فقط لحالات مشابهة كثيرة للاعبين خدموا الوطن عبر المنتخبات والأندية الرياضية وفي كل الألعاب واعتزلوا مثقلين بالافلاس وضعف التعليم ولم يجدوا من يقف سندا لهم ومساندا في أوقاتهم العصيبة وتعففوا سؤال الناس تحرجا وليحافظوا على كرامتهم التي سلبت أساسا مذ أن وطئت أقدامهم الملاعب!

من حق عبدالرحيم وغيره أن يطالبوا بحقوقهم كونهم هم أول من أسسوا اللبنات الأولى لرياضة هذا الوطن هم ومن سبقهم من أجيال ومع ذلك خرجوا كمساكين جيبوهم تشكو الفراغ..بينما تتسابق الأندية في تنافس محموم على جلب لاعبين أجانب بملايين الدولارات (وليتهم يستحقون) وتناست أن هناك من أبناء النادي من يستحقون هذه المبالغ..قد يقول البعض وما علاقة النادي بشخص تاجر وأضاع ماله..ولكن ألا يستحق شخص خدم ناديه عشرات السنين دون ان يظفر بشيء أن يتكفل النادي به في أواخر العمر؟..خاصة وانه يشاهد من هم في جيل أبنائه يقبضون الملايين وهو يقضي لياليه في زنزانه يحصي ديونه ويغالب دموعه.

قد لا نلوم الأندية لأنها لم تجد من الرئاسة العامة لرعاية الشباب حتى الان ما يكفل حقوق اللاعبين السابقين ومن (يرغمها) على حفظ حقوق لاعبين خدموا وغادروا..ولكن على اللاعبين الحاليين أن يسيروا هم في هذا الأتجاه وأن يطالبوا بأنظمة تكفل حقوقهم بعد الاعتزال وإلا لن يجدوا (كسرة) خبز بعد سنوات ليأكلوها..وعلى كل لاعب ملأه الغرور أن يتذكر قدرة الله عزوجلّ وأنه قد يقف كموقف هذا الرجل المغلوب على أمره (عادل).

كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في أوقات سابقة لها وقفات إنسانية جبارة في هذه الجوانب ومع كل الرياضيين ممن هم في مثل حال عادل أو أشد سوءاً..والآن نحن نناشد الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل أن يقفا مع (أبطال) سابقين خدموا وطنهم في زمن غابر تحولوا بفعل الأقدار وفي أرذل العمر ل (مساكين).

ولعل إنشاء صندوق تكافلي لقدماء اللاعبين يساهم في دعمه رعاية الشباب والمؤسسات والشركات وأعضاء الشرف ويكون هناك مجلس إدارة ولوائح ونظام خاص أنجع وسيلة لقضاء حوائج الكثير من اللاعبين الذين تعرضوا لأزمات مالية خانقة أدخلوا بسببها السجن أمثال عادل عبدالرحيم.