مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 09/10/2002, 12:23 PM
صالح ابراهيم الطريقي صالح ابراهيم الطريقي غير متواجد حالياً
كاتب رياضي
تاريخ التسجيل: 09/08/2002
مشاركات: 240
حتى لا ينتج التلفزيون (غصب ثلاثة)

ما الذي نريده من القناة الثالثة؟.. وماذا يمكن أن تقدمه لنا كمجتمع على مستوى الفضاء المليء بالقنوات؟
يبدو السؤالان أصعب من بعضهما.. فيحار الكاتب من أيهما يبدأ إن كان يبحث عن إجابة لها قيمتها، أو سواد حبر يمكن أن يستوقف المعني بالقناة الثالثة (وإن كنت أرى أننا جميعنا معنيون طالما جميعنا ينتمي لهذا المجتمع) ليتحاور معه أو ليصلا معا إلى ما الذي نريده من القناة كمتلقين منها وكمسؤولين عليها، خرجا للعالم ليجدا المتلقي والمسؤول أنفسهما في مركب واحد إن غرق المركب غرق الاثنان.
قد تفي جملة (نريدها أن تنجح) كإجابة أولى على السؤال، ولكن هذه الإجابة إن كانت صادقة لا بد أن يتبعها سؤال (كيف؟)
وهذه (الكيف؟).. ستفرز أسئلتها، ما الذي رصد من مبالغ لنجاح المشروع، فالجانب الاقتصادي هو أساس نجاح المشروع، ثم من سيتكفل بتمويلها، الحكومة التي عليها أعباء كبيرة أم رجل الأعمال الذي ينتمي لهذا الوطن، والي متى سيستمر التمويل، وهل هناك جدول زمني يحدد متى ستعتمد القناة على تمويل ذاتها بذاتها
فالأولويات لدى الحكومة تتغير بتغير الظروف والاحتياجات، ورجل الأعمال لن يضحي إلى ما لا نهاية إن لم يتوقع في المستقبل أن هناك مردوداً على الأقل إنه يعلن في المكان الصحيح، ولا يلصق إعلاناته في الربع الخالي؟؟؟؟
وهذا الرصد المالي لا بد أن يتبعه عقل يدير هذه المنشأة، فيحدد أولوياته واستراتيجيته، ومن أين يبدأ؟ وهل باستطاعته إعادة المتلقي الذي هاجر إلى قنوات فضائية ليس من أولويتها توعية وتنوير وطرح الأسئلة التي تلح على المتلقي، بل هي توجد له قضايا وهمية، كان تجعله يتساءل من سينجح في انتخابات أمريكا كما تفعل (قناة الجزيرة) فيما 40% من الشعب الأمريكي لم يصوت في الانتخابات لان لديه مشاكله الاقتصادية والخاصة على المستوى اليومي، كذلك قناة (الجزيرة) تخدر المتلقي حين توجد تقسيما لا يثير الدهشة فقط، بل والشك، إذ تقنع المتلقي أنه غير مسؤول عن ضعف الأمة وأن المجتمع شيء والحكومة شيء آخر، فيما الواقع يقول: إن المجتمع ينتج سلطته، فالفرد ينتج أسرته، والأسر تنتج مجتمعا والمجتمع ينتج حكومته. أو هي القنوات تشبع رغباته الأولية والتي يشترك بها مع الحيوان كما تفعل قناة الـ (LBC) حين تنقل مسابقة ملكة جمال العالم على أن هذا الأمر بوابة الحضارة فيما هي هذه المسابقة إعادة الرق ولكن بالألوان.
أقول: هل باستطاعة العقل الذي سيدير هذه المنشأة، إقناع المتلقي بمشاهدة القناة الثالثة.. بعد أن تعود على تلك القنوات، وهل هذا العقل الذي يدير المنشاة يعلم أن الإنسان أسير عاداته؟
إن مثل هذه الأسئلة تجعل رؤية مستقبل القناة الثالثة أكثر وضوحا، لكنها لن تصبح واضحة تماما إلا حين نقرأ الماضي.. حين نتساءل لماذا لم تنجح القناة الأولى ومن ثم الثانية في إبقاء المتلقي معها بعد أن أوجد الفضاء خيارات عدة للمتلقي .
فهرب منها .. ثم راح يتندر عليها بوصفها (غصب واحد وغصب اثنين)، ورفضت القناتان الأولى والثانية طرح الأسئلة على نفسها لماذا هرب المتلقي عنها.
اذكر أن قناة (BBC) الإنجليزية قد وقعت في ورطة كهذه في السبعينات إن لم تخني ذاكرة القراءة حين سمح بدخول بعض القنوات الإيطالية والتي كان همها الربح، فراحت تشبع الغرائز الأولية للمتلقي. وأظنها طرحت السؤال لماذا بدأ يهرب المتلقي؟
يقول فيلسوف صيني: (الأبواب الجيدة لا تحتاج لأقفال)، وهكذا هو عقل الإنسان إن ترك دون أن يعمل سيصبح بسيطا لا يستطيع أن يلبي إلا الرغبات الأولية للحياة، وما تحتاجه القناة الثالثة إثارة هذا العقل الراكد.
ما تحتاجه ليس استقراء المستقبل فقط، بل وقراءة تاريخ القناتين الأولى والثانية لتعرف أين مكمن الخلل في طرحها؟.
وبدون قراءة الماضي ، واستقراء المستقبل .. سنجد أنفسنا متورطين كمجتمع في صنع (غصب ثلاثة) .

اخر تعديل كان بواسطة » صالح ابراهيم الطريقي في يوم » 09/10/2002 عند الساعة » 12:29 PM