مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 07/10/2002, 02:10 PM
نجمة الإبداع نجمة الإبداع غير متواجد حالياً
نجمة المجلس العام
وعضو سابق باللجنة الإعلامية
تاريخ التسجيل: 03/09/2001
المكان: على جناح الحب وبساط الأمل
مشاركات: 3,624
Post شبابُنا في مهب الريح... فهل من منقذٍ؟

أسعد الله اوقاتكم بكل خير نجدد التحايا المعطرة لكم من خلال نبض حرفي متدفق عطاء فأهلا بالجميع :

المرأة نصفُ المجتمع، وعليها يقع العبءُ الأكبر في تربية النشء، بيدها وحدها أن تجعل مجتمعها إما صالحاً أو طالحاً... وكيف يكون ذلك؟

إن الأم المسلمة التي تصُون كرامتَها، وتحفظ نفسَها من كل ما يجرها ويسحبها نحو طريقٍ ذو أشواكٍ وأوحالٍ، تبتعد عن كل ما ينال من وتحفظ جمالها بالحجاب الإسلامي، لتتحصّن بقوة بأشواك منيعة، تُصرف عنها كلُ عينٍ تتجرأ عليها، فالمرأة في جمالها وردةٌ فواحةُ العطر، وإذا كانت الوردةُ تحفظ جمالها بأشواكٍ لتصُدّ عن نفسها الأذى، فعلى المرأة أيضاً أن تحفظ جمالها عن عيون ذئبية شرهة تتربص بها لتنال من طهرها وعفافها اللذين يمثلان عنصرين أساسيين لبناء الأجيال الصالحة.

والعلاقةُ التي تربط بين هذين العنصرين وبين الأجيال هي علاقةٌ وثيقةٌ، فقد أثبت علماءُ النفس أن الطفل يكتسب من أمه صفاتها الخُلُقية والنفسية، فحينما يتغذى الطفل على حليب أمه تنتقل جميع مزايا الأم وصفاتها إلى طفلها عبر هذا الغذاء الأولي.

إن الأم المسلمة الملتزمة بدينها عليها أن تغلق الأبواب.. كل الأبواب المؤدية للفساد. وبإحكام تام، وتعمل جاهدة على تربية أبنائها تربيةً إيمانيةً سليمة، لتهيئهم لكل ما قد يعترض طريقهم مستقبلاً من صراعات داخلية أمارة بالسوء.. تأخذهم بالتالي في دربها نحو الانحطاط.

والأبناء هم نواتج المجتمع الذي يصلُح بصلاحهم، ويفسد بفسادهم، وأساس ذلك كله الأم، لأنها هي المنتجة لتلك الأجيال جيلاً بعد جيل، فهي أشبه بمدرسة متكاملة. إذاً تلعب المرأة دوراً كبيراً في بناء الأمم الصالحة أو في فناء الطالحة منها وصدق الشاعر حين قال:


[poet font="Simplified Arabic,4,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/7.gif" border="double,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعباً طيبِ الأعراق[/poet]
لو قمتَ بزراعة بذرةٍ وتعهدتها بالاهتمام والرعاية، تُنبت بعد ذلك نبتةً صالحةً، وتثمر ثمراً طيباً، فمن يزرع يحصد نتاج الحرث الذي زرعه، إن صالحاً كان أو طالحاً، وإن خيراً كان أو شراً، وما الدنيا إلا دارُ حرثٍ وعملٍ لدار جني الحصاد والثمر.. وما الحياة التي نحياها إلا مقدمة لعوالم أخرى، وهي دارٌ فانيةٌ زائلة حيث قال الشاعر:

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/7.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ألا إنـــــما الدنـــــيا كأحلام نائم وما خــــير عيش لا يكون بدائم

تأمل إذا نـــلت بـــــالأمر لــــذة فأفنيــــــتها. هل أنت إلا كحالم؟[/poet]

وخيرُ مرحلة قادرة على الحرث، ويمكنها الاستفادة من هذه الدنيا.. هي مرحلة الشباب التي تتدفّق منها طاقةٌ هائلة، وقوةٌ كامنة يتحرك بها العالم ويُدار، فلو أحسنت استخدام تلك الطاقة في عمل الخير للفرد وللاجتماع لساعد ذلك على بناء مجتمعٍ إسلامي قوي صامدٍ يقف في وجه أعدائه الطامعين، ولجنى الفرد الخير الكثير في دنياه الفانية، والخير الأكثر والنعيم الدائم في آخرته الخالدة.

لذا علينا أن نَصُب اهتمامنا على البانيات للأجيال القادمة، فهن المنتجات لتلك السواعد الفتية، ويجب العمل جاهدين على تهيئة الظروف التي توافق شريعتنا، وتزيد من مناعة هؤلاء البانيات، لتدعم ذلك من وسائل صلاحها، لأن صلاحَها مرتبطٌ بصلاح أجيالها.. فعلى الكل الوقوف صفاً واحداً ويداً واحدة للمساندة في إقامة مجتمعٍ إسلامي جديد قائمٍ على كتاب الله، مقتدٍ بسنة رسوله الأعظم، سائرٍ على نهج أهل بيته الأكرم، ومتحلٍّ بفضائل الخلق التي تكون بمثابة جدران منيعة لأسوار المجتمع، فالأخلاق هي الحصن الحصين والدرع المتين والجوهر الثمين لأي مجتمع أراد القوة والحصانة ليقف بصلابةٍ ضد الأعداء، قال الشاعر واصفاً مناعة الأخلاق:


[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/7.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت فإن هُمُو ذهبت أخلاقُهم ذهبوا[/poet]

وللأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فالرياح في أيامنا تجري بما لا تشتهي السفن، وهذه الرياح ما هي إلا دخائلٌ على المجتمع تؤثر سلباً أو إيجاباً في نموه الفطري السليم.

وللجميع اعطر تحية وأرقها ...
دمتم بألف خير
اضافة رد مع اقتباس