نكمل باقية سلسلة رسل اولي العزم بإبراهيم عليه الصلاة والسلام:
هو اسم (سرياني) ومعناه بالعربية (أب رحيم), (ثاني الرسل من أولي العزم).
آتاه الله رشده في صغره. وابتعثه رسولاً- واتخذه خليلاً في كبره.(ورد ذكره في القرآن الكريم تسعاً وستين مرة). قال الله تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ }
أي كان اهلاً لذلك.
ولد عليه الصلاة والسلام بأرض ((بابل))خرج مع أبيه ((آزر)) وامرأته((سارة)) وابن اخيه ((لوط بن هاران)) عليه السلام. من أرض الكلدانيين إلأى أ{ض الكنعانيين فنزلوا((حران)) -وهناك مات أبوه.
كان أهل ((حران)) يعبدون الكواكب والأصنام. ولم يكن على وجه الأرض آنذاك من يؤمن بالله سوى(إبراهيم وسارة ولوط). قال تعالى:
{وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{16} إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{17} وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ{18}}.
قال تعالى:
{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }.
هذذ وكانت أول دعوته لأبيه ((آزر)) وكان ممن يعبدون الأصنام. قال تعالى:
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً{41} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً{42} يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً{43} يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً{44} يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً{45} قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً{46} قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً{47} وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً{48} }.
وقصته عليه الصلاة والسلام مع الطاغية الجبار((النمرود)) الذي ادعى لنفسه الربوبية. ومحاجته له. حتى (أبهته)لعنه الله.وقبل ذلك تحطيمه لأصنام قومه واتهامه كبيرهم(استهزاء منهم) وماتبع ذلك من عزمهم على إحراقه نصرة لتلك الآلهة التعيسة. وحفظ ربه له بأمره للنار أن تكون برداً وسلاماً. ثم هجرته بزوجته (هاجر) وطفله(إسماعيل) إلى جبلية لاماء بها ولازع وتركهما هناك إنفاذاً لأمر ربه سبحانه وتعالى. وماتلي ذلك من رفعه للقواعد من البيت وابنه إسماعيل ثم ابتلائه بذبح ابنه البكر(إسماعيل) عبر رؤيا صادقة رآها. وبعد ذلك فداؤه. كل تلك الأحذاث العظيمة ورد ذكرها. مفصلاً في آيات بينات في كتاب الله المجيد.يتعبد بتلاوتها.
تزوج عليه الصلاة والسلام أربع زوجات ورزق منهن بـ(13) ولداً وهن:
1- سارة: ورزق منها ابنه الثاني ((إسحاق)) عليه السلام.
2- هاجر: ورزق منها ابنه البكر ((إسماعيل)) عليه السلام.
3- قنطورا: ورزق منه ستة ابناء هم(( مدين , مادان, زمران , شوح, يقشان , شياق))
4- حجون: ورزق منها خمسة أبناء هم: (( كيسان, لوطان , سورج, أميم, نافس))
هذا وقد عاش عليه الصلاة والسلام (200) سنة. ودفن في المزرعة التي كان قد اشتراها في (حبرون)وفيها قبر زوجته الأولى(سارة)- والله أعلم.