كان الحجاج في بعض جولاته خارج المدينة ، ولما حان وقت الغداء قدم له في خيمته غداء شهي ، ولكنه كعادة العرب لم يرد أن يأكل وحده.
فقال لرجاله اذهبوا وابحثوا لنا عن رجل من البادية يأكل معنا ، فانطلقوا يبحثون فوجدوا راعي غنم فقير!

قالوا له: هيا أجب دعوة الأمير.
قال: ومن الأمير؟
قالوا: الحجاج.
قال: وماذا يريد مني؟
قالوا: إنه يدعوك.
فذهب إليه في خيمته فسلم
قل الحجاج: هيا تناول معنا طعام الغداء.
قال الراعي: لقد دعاني من هو أكرم منك فأجبته!
قال الحجاج: ومن هو؟
قال الراعي: دعاني الله إلى الصيام اليوم فصمت!
قال الحجاج: ولكنها نافلة واليوم شديد الحر.
قال الراعي: لقد صمت ليوم أشد منه حراً!
قال الحجاج: إن في الغد لمتسع لتصوم.
قال الراعي: وهل ضمنت لي عمري حتى أعيش إلى الغد؟
قال الحجاج: الحق أن هذا طعام شهي.طيب.
قال الراعي: والله ماطيبته أنت ، وما طيبه طاهيك ، وإنما طيبته العافية وطعام الجنة أشهى.!

ولم يجد الحجاج ما يقنع به الراعي فسمح له بالانصراف..!


المصدر
www.forislam.com