هذه روائع أبثها لمن يعشق الشعر العربي الفصيح العامودي.

قال بشار بن برد:
قلْ ما بدا لكَ من زورٍ ومن كذبٍ ... حـلمي أصمُّ وأذني غيرُ صمّائي

قال السريّ الرفاء من شعراء العصر العباسي:
وشمائلٍ شهدَ العدو بفضلها ... والحقُّ ما شهدت بهِ الأعداءُ

وقال أبوتمام :
وما من شدةٍ إلا ستأتي ... لها من بعدِ شدتها رخاءُ

وقال ابن الفارض:
قــــــلبي يحدثني بأنك مـــــتلفي .... روحي فداك عرفت أم لـم تعرفِ

ما لي سوى روحي وباذلُ نفسهِ .... في حبَّ من يهواه ليس بمسرفِ

لــو أن روحي في يدي ووهبتها .... لمـبشري بقـــدومكم لـــم أنصفِ

قـــــلْ للعذولِ أطلت لومي طامعاً .... إن الملام عن الهوى مستوقفي

دعْ عنك تعنيفي وذقْ طعمَ الهوى .... فــإذا عشقت فــبعدَ ذلك عـــنّفِ

وقال أبو فراس:
إن الغنيَّ هو الـــغني بـنفسهِ .... ولو أنهُ عاري المناكب حافِ

ما كلّ ما فوق البسيطةِ كافياً .... وإذا قـــــنعت فكل شيءٍ كافِ

وقال المتنبي:
ومن البليةِ عذلُ من لا يرعوي .... عن جهلهِ وخطابُ من لا يفهمُ

وقال العباس بن الأحنف وهو من شعراء الغزل العفيف في العصر العباسي:
قولا لمن كتبَ الكتابً بكـــفّه .... ارحم فديتك ذلّتي وخضوعي

مازلت أبكي مذ قرأتَ كتابكم .... حتّى محوت سطورهُ بدموعي

وقال قيس لبنى (ابن ذريح)
إن تكن لبنى قد أتى دون قربها .... حــجابٌ منــــيعٌ ما إليهِ ســـبيلُ

فإنّ نســـيم الجوّ يــجمعُ بيــننا .... ونبصر قرنَ الشمسِ حين تزولُ

وأرواحنا بالليلِ في الحيّ تلتقي .... ونــعلــمُ أنّا بالنـــهارِ نـــقـــيل
ُ
وقال البحتري في وصف ممدوحه :
دانٍ على أيدي العفاة وشاسعٌ .... عن كلّ ندٍّ في الندى وضريبِ

كالبدرِ أفرط في العلوِّ وضوؤه.... للعـــصبة السارين جد قريبِ

أي أن ممدوحه قريب من الفقراء واضعفاء ومع ذلك بعيد أن يشابهه مثيل في بطولته وبأسه وكرمه مثلهُ مثل البدر قد زاد ارتفاعاً وعلوّاً رغم أن ضوؤهُ قريبٌ من الفرقة والجماعة التي تسيرُ في الظلام الدامس والحالك.
وتقبلوا تحياتي