مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #22  
قديم 11/08/2007, 02:33 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أول العنقود
أول العنقود أول العنقود غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 29/04/2005
المكان: ســـــواح ...!!
مشاركات: 2,868
يعطيكم العافية أختي الدكتورة سارا


بمأ إن اللي منزل الاخبار إمرأة


عندي إضافة على هذا الاخبار

هذه رسالة مؤلمة وصلتني قبل أكثر من يوم
وقد ترددت في نشرها لقوة خطابها
والمطالبة بالنشر بالاسم الصريح

فقلت لعل الأخت تهدأ قليلاً وترسل رسالة
تطالب فيها ببعض التحرزات والتحفظات

ولكن هذا لم يحدث

فاستعنت بالله ونشرتها كما جاءتني

نص الرسالة :





أخي الكريم / هاأنا أعود للكتابة إليك في
موضوع المعلمات المغتربات ، بعد أن
أرسلت لكم صرختي وصرخة
زميلاتي فنشرتها مشكوراً تحت عنوان

( نداء صارخ من أحدى الأخوات المعلمات
المغتربات لولاة الأمر )


طالبنا من الإخوة في الساحات أن يهبّ رجل
غيور شريف ويتبنى قضيتنا ....ولكن لا حياة
لمن تنادي
.
اليوم اكتب لكم بحروف تنزف دماً وألماً
على زميلاتي التي كانت إحداهن تحثني على
وجوب عرض قضيتنا للرأي العام .


نعم على طريق الريا ض - شقراء كانت تسير
حافلة الموت لنقل المعلمات ..وكان من
فيها حريصات أن يصلن في الوقت المحدد لأن
مديرات مدارس شقراء تجرد كثير منهن من
الإنسانية فيجب أن نصل قبل السابعة
والنصف وإلا !!


لا يهم أننا ننطلق قبل الفجر ونعاني
يومياً من أخطار الطرق ..بل المهم أن نصل
فقط !!!

كانت الحافلة تسير وفي داخلها زميلات لي
طالما شاركتهن جلستهن وضحكاتهن وآمالهن
...

هناك وفاء التي تطلب النقل لحريملاء منذ
تسع سنوات ولم يأتي هذا النقل في الوقت
الذي يتم كل عام تعيين معلمات من الرياض
وباقي المدن للتدريس في حريملاء في نفس
تخصصها !!..

كم بكت بصوت مرتفع وهي تشكو لي هذا
التناقض بنت حريملاء تعين في شقراء وبنت
الرياض وشقراء تعين في حريملاء !! كانت
حبيبتي وفاء فتاة
مليئة بالنشاط والمرح وكانت الأولى على
دفعتها في الكلية وكانت تتميز بذكاء حاد
فكانت أديبة لا يشق لها غبار في الأدب
..كان اغلب حديثها عن حلمها الكبير (
النقل ) ولكنها انتقلت إلى جوار ربها قبل
أن يتحقق حلمها .


أما البندري الأم الرحيمة لثلاث أطفال
..أصغرهم في الأشهر الأولى من عمرة
...طالما حدثت صغارها ووالدهم بحلم النقل
والاستقرار معهم ..وبالامس ودعتهم بقبلة
وضمت صغيرها ولم تعلم أنها ضمّة الوداع
...بالأمس اتصلت إحدى زميلاتي بمنزلها
ورد عليها طفلها الكبير ذو العشر سنوات
سألته عن والدة فقال : بابا راح يجيب ماما
من شقراء عشانها تاخرت .


آآآآه يا صغيري كيف لو علمت أن والدك
سيحضر معه والدتك الحنونه ولكنها جثة
بلا حراك قد فاضت روحها إلى بارئها وهي
تحاول ان توفر لكم العيش الكريم .
وباقي زميلاتي أحداهن تعينت معي قبل سبع
سنوات وهاهي اليوم ترقد بإصابات بليغة
في مستشفى حريملاء أسأل الله لها
وللأخريات السلامة والعافية .


آه لو مر موكبك يا خادم الحرمين يوم
الأربعاء 23/1/1427 في السابعة والنصف
صباحاً على طريق الرياض - شقراء
لكنت رأيت منظراً لن تنساه ما حييت
فالطريق أصبح كأنه ساحة حرب فأمامك على
الإسفلت رجل مقطوعة وبعدها بأمتار جسد
ملقي على الطريق بقدم واحدة ..تحاول
صاحبة هذا الجسد أن تستر نفسها وهي تصارع
الموت عندها يأتي أحد الأخوة ويغطيها ثم
تفيض روحها إلى بارئها ....

وعلى الجانب الآخر من الطريق فتاة أخرى
في مقتبل العمر تصارع الموت ورأسها قد
فتح نصفين ...وفي كل مكان أجساد ضعيفة
تصارع الموت وقد كانت قبل قليل
تضج بالحياة ..والسائق المصاب نسى نفسه
فهو يصرخ ويولول ..ويقف على رأس كل فتاة
يحدثها وقد فقد إدراكه من هول المنظر .


آآآه يا خادم الحرمين ..لو تعلم انك في
الوقت الذي كنت تنام فيه متعباً بعد ليلة
حافلة بالعرضة النجدية ..في هذا الوقت يا
ملك الإنسانية كانت كثير من بناتك يسرن
في ظلمة الليل على طريق الموت.. يطلبن
لقمة العيش الشريفة ...وقد وقعنا تحت
وزارة لا ترحم الضعيف تنقل الشاب وتترك
الفتاة ....في الوزارة أناس لا يعملون فقط
يتكلمون !!


لو كانوا يعملون ما جلست فتاة متغربة تسع
سنوات ومدارس منطقتها مليئة بالمدرسات
المغتربات !!

ففي الشمال وقراها الكثيرة تمتلئ
بالمغتربات من الرياض والشرقية وحين
تتخرج فتاة من أحدى كليات الشمال فإنها
تعين في جيزان ونجران !!!........وكأن
التغريب للفتيات هو هدف الوزارة !!!


يا خادم الحرمين والله لتسألن أمام الله
عن وفاء والبندري والمئات من بناتك
اللاتي قتلن على الطرقات
.
يا خادم الحرمين .....ننتظر منك أمراً أن
تنقل كل معلمة لها خمس سنوات وأكثر حتى
لا يتم تكدسهن ....ولا تعين معلمة إلا في
مدينتها والقرى التابعة لها وهذا سهل
فكل مدينة فيها كلية ....نرجوا التدخل
السريع فقد بلغ السيل الزبى .

الأخ الكريم / أرجوك ثم أرجوك عدم تغيير
العنوان وأرجوا النشر باسمي الصريح فأنا
لا أخشى شيئاً



وأرجوا مراجعة الإملاء فأنا أكتب وأنا
في وضع لا أحسد علية ولولا أن أحدى
الزميلات رجتني باكية أن اكتب عن هذا
الأمر لما استطعت .


أختك / لطيفة محمد .


(أم البنات )




من يهتم بحال هؤلاء النساء