الموضوع: من قتل الزعيم ؟
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 02/09/2002, 04:29 PM
صالح ابراهيم الطريقي صالح ابراهيم الطريقي غير متواجد حالياً
كاتب رياضي
تاريخ التسجيل: 09/08/2002
مشاركات: 240
من قتل الزعيم ؟

يبدو قدر الأندية الكبيرة كالهلال أن يكون الفوز عليها أشبه بسقوط الجبال ، ومثل هذا السقوط يثير خوف مشجعي الفريق بأن (الزعيم) مات والموتى لا يعودون ، والمنتصر وأعني الاتفاق ممثلا في مدير الكرة (الطويرقي) سيصاب بالنشوة ، فهزيمة الكبار توازي بطولة ، ومن حق (الطويرقي) أن يفرح وأن ينتشي وأن يرى الفوز ككأس جديد ، بيد أنه لا يحق له أن يصدق أن ما حدث من بناءه ، فمن المستحيل أن تبني فريقا خلال شهر إلا إن كنت تصنع المعجزات ، والمعجزات ليست من عمل الإنسان ، المنجزات هي ما يستطيع صنعها الإنسان بعد وقت يصل إلى خمسة سنوات إن كنا نتحدث عن صناعة فريق كرة قدم جيد .
لنبتعد عن (نشوة الطويرقي) الذي يرى أنه رأف بحال الهلال ، ونبحث عمن تسبب في سقوط الجبال/الزعيم/الهلال .
باستطاعتي أن أردد كما يردد الكثير أن المصيبيح هذا الشرير المدمر والهادم والقاتل والطارد لكل النجوم ، والمسؤول عن ضعف اللياقة وهروب الجمعان ، وربما ستخرج تلك الصحفية وتحمله مسؤولية انفجار (تشر نوبل) .. هو المسؤول عن موت الزعيم .
ثم أضع رأسي على وسادة الجهل وأنام مطمئنا أني حللت المشكلة دون أن يؤرقني سؤال :
ما الخطأ الذي أرتكبه المصيبيح لأصححه بعد طرده .. فلا تسقط الجبال من جديد؟
أظن الإجابة على هذا السؤال تضيء لنا أفق جديد .. ما الخطأ الذي أرتكب ليتم تصحيحه .؟
لنبدأ من رأس الهرم ، أعني رئيس النادي ، ثم نمضي لمجرم الحرب المصيبيح .

[c]الرئيس وأعضاء الشرف[/c]

أظن يوافقني الجميع حين أقول : إن بناء نادي نموذجي يحتاج إلى مبالغ كبيرة تصل إلى 100 مليون سنويا ، فيما يصرف على النادي 17 مليون سنويا كما يقول آخر رئيس لنادي الهلال الأمير سعود بن تركي ، حين خرج ليعلن أنه صرف على الهلال 34 مليون لمدة عامين .
وهذا المبلغ 17 مليون يصنع سمعة وشهرة لرجل الأعمال على مستوى الرأي العام ، أي هي عبارة عن دعاية لا أكثر ولا أقل ، وإن كانت أهداف رئيس النادي/رجل الأعمال صنع نادي نموذجي ، فالمبلغ لا يساعد .
قد يتبادر لذهن البعض أن الهلال فيما مضى كان يقدم مواهب بشكل سنوي ، وأتفق مع من يقول هذا ولكن متى وكيف وما الذي حدث لتجف الموهبة ؟
متى كان الهلال يقدم المواهب ؟
حين قرر الأمير بندر بن محمد أن يستلم المدرسة بعيدا عن النادي ، وصار يصرف عليها بشكل خاص ، وميزانية ليس للنادي علاقة بها .. في ذاك الوقت كانت المدرسة بيد الخبير (بروشتش) و(الطوخي) ، بعد رحيل العجوز (بروشتش) ، جاء (كوبالا) .. ليكمل المسيرة .
ومدرب الناشئين ليس مدربا عاديا ، يملك أعلى الشهادات فقط ، بل له خاصية إيصال وتعليم وتدريب اللاعب عن طريق اللعب ، بمعنى أنت تستطيع أن ترفع الجانب اللياقي للاعب المحترف حين تطلب من الجري بالكرة من أول الملعب لآخره (5) مرات ، وتمرير الكرة بين قدميه كتمرين للتوافق العصبي العضلي أي تأدية عملين في وقت واحد الجري والحفاظ على الكرة بين قدميك ، وهذا أمر ممل لكن المحترف سيقوم به ، بيد أنك لا تستطيع أن تطالب الطفل بهذا العمل عن طريق التدريب دون أن تقسم الفريق إلى قسمين وتجعل بينهم مباراة من يقوم بهذه المهمة قبل الأول يعتبر فائزا .. وهنا سينفذ الطفل هذه المهمة لأنه يتعامل معها على أنها لعبة وليست أمرا واجبا .
وهذه الخاصية كانت موجودة بالمدربين الذين دربوا في المدرسة ، وهؤلاء المدربون صنعوا أولئك النجوم .
بعد ذلك ترك الأمير بندر المدرسة أي توقف ضخ المال للمدرسة وتحولت إلى إدارة النادي ، فأضيفت أعباء أخرى على ميزانية النادي والتي هي 17 مليون .
في عام 1413 تقدم الأميران تركي/وفيصل بن سلطان لدعم درجتي الناشئين والشباب ، وبدأ العجلة تعمل من جديد ، وخرج عدة لاعبين أهمهم (نواف والدوخي والشلهوب) .. في عهد (زوران) إن لم أكن مخطأ .
في عام 1316 هـ عادت درجة الشباب للإدارة وأصبح لزما على الإدارة أن تقتص من 17 مليون ريال لتمويل هذه الدرجة ، في عام 1419هـ عادت المدرسة والناشئين للإدارة وأصبحت الأعباء تزيد على الإدارة والمبلغ مازال 17 مليون ريال .
وهذه العودة ، جعلت الأمور تتغير وتصبح المدرسة أقل إنتاجية لأن المدربين أقل إمكانات ، وكان غالبيتهم إما مستجدين أو سعوديين تنقصهم الخبرات .. والمحزن أن كل المدربين السابقين ذهبوا دون الاستفادة من خبراتهم أي لم يوجد آلية لامتصاص هذه الخبرات ، هل العيب في الإدارة أم العيب في الممول ؟
لا يهم أين العيب لأنه حدث ومضى الجميع دون أن نستفيد من خبراتهم .. وسأخرج قليلا هنا عن الموضوع لأشرح آلية تبدو ذات قيمة لامتصاص هذه الخبرات ، وتتلخص هذه الآلية في اتفاق بين النادي وكلية التربية لمعرفة الطلاب المهتمين في مجال التدريب ، لجبلهم كمساعدين لمثل هؤلاء الخبراء ، ويشترط على مساعد المدرب السعودي تسجيل كل طرق التدريب وتزويد النادي بنسخة، ثم يشترط النادي على الخبير في العقد تحديد يوم في الأسبوع لمناقشة مساعد المدرب السعودي في الأمور ، وتوضيح أهمية كل تمرين قام به المدرب وما فائدته ، أيضا يطلب من الخبير وضع تقييم لعمل مساعد المدرب .
وهنا نجد أن النادي أصبح لديه (طرق تدريب الخبير الألماني) وطرق تدريب الخبير (اليوغسلافي) ، ويستطيع أي باحث أن يطلع على مثل هذه الطرق ، ويصبح النادي مدرسة لصناعة لاعبين جيدين ومدربين أيضا .
أعود لما بدأته فأكمل بالسؤال الثالث ما الذي حدث لتجف الموهبة .؟
باختصار المادة هي المسؤولة عن عدم وجود خبراء ، فمثل هؤلاء المدربون يصل راتبهم بحجم راتب المدرب العالمي ، مع مراعاة فوارق الدول .
وهنا .. نضع يدنا على أول الأخطاء .. هل يعني هذا أن المصيبيح ليس لديه أي أخطاء ؟

[c]المصيبيح المجرم والبريء[/c]

حاولت مع بعض الأخوة الكتاب ، تحديد ماهية أخطاء المصيبيح ، التي كتب عنها .. وكانت الإجابة تأتي إنه يحارب النجوم ، وحين نقول لهم : (لماذا لم يحارب الجابر أو التمياط أو الدعيع أو عبدالله سليمان .. فهم أكثر شهرة ونجومية من أي لاعب ؟
تأتي الإجابة عائمة وغير واضحة ، يقول الدعيع عن المصيبيح : (ما يطلبه منا المصيبيح هو الإنضباط ، وحين تأتي في الوقت المحدد وتلتزم بالمواعيد ، تختفي المشاكل بينك وبينه ، وحين لا تلتزم تصبح عرضة للعقاب ، بغض النظر من هو المتأخر لاعب احتياط أم نجم ).
هل معنى هذا أن المصيبيح بلا أخطاء ؟
في البدء علي أن أقول إن المصيبيح على مستوى (المدير الإداري) بالنسبة للأندية ، لا يوجد أفضل منه ، فهو مطلب للكثير ، أذكر تصريح لعضو شرف الأهلي عبدالعزيز عبدالعال يقول (الأهلي ينقصه مدير كالمصيبيح) .
ومع هذا أرى أن للمصيبيح أخطاء تتمثل في :
** عدم بحثه بطرق أكثر دقة عن مدربين للمدرسة والناشئين والشباب ، واعتماده الكلي على الوكلاء ، فيما هو يستطيع أن يختار مدربين بطرق أكثر دقة ، على سبيل المثال يراسل اتحادات (روسيا ، يوغسلافيا ، كرواتيا ، رومانيا) موضحا لهم أنه يحتاج إلى خمسة مدربين في هذا المجال ، ويطلب سيرتهم الذاتية مصدقة من قبل الاتحاد نفسه .. لماذا من هذه الدول .. ولماذا مصدقة ؟
هذه الدول متوسط دخل الفرد بها أقل من أوربا الغربية ، وهذا يساعد طالما اقتصاديا لا يستطيع تغطية قيمة خبير من الدول الغربية ، والفارق بين الكتلة التي كانت تسمى شرقية والكتلة الغربية على مستوى الكفاءة التدريبية قد تكون تميل للكفة الغربية بعد سقوط (الكتلة الشرقية) لكنها أي الكفة لا تميل كثيرا .. فقد كانت الكتلة الشرقية قبل السقوط تنافس وبشكل شرس في مجال الرياضة ، وكانت البحوث والدراسات والمقاييس الرياضية والاختبارات متقاربة جدا ، بيد أنك ستجد فرقا كبيرا في الراتب ، فأنت تستطيع إحضار مدرب من يوغسلافيا مغمور عالميا بقيمة 3 آلاف دولار ، لكنك تحتاج إلى صفر أمام هذه الثلاثة لو أردت إحضار مدرب من ألمانيا على سبيل المثال .
أيضا تصديق السيرة الذاتية للمدرب من اتحاده تمنح السيرة مصداقية أكبر لأن الاتحادات في أوربا تخاف من مسألة التزوير حتى لا تستغلها الكتلة المعارضة ضدها فتسقطها أو تطالبها بالاستقالة ، كذلك سيرسل لك من قبل كل اتحاد ما يعادل 3 مدربين لكل درجة أي ستكون الحصيلة 36 مدربا ، فتجد أنك قادر على الاختيار وتحديد ما الذي تريده .
وهذا الخطأ لا يتحمله المصيبيح وحده ، فأنا أحمله الإدارة لأنني أرى إدارة نادي بدون خبراء في هذا المجال ، أشبه برجل لديه 17 مليون ويريد أن يتاجر في الأسهم دون أن يكون لديه خبراء فيضيف على فقره فقرا .
** ثمة خطأ آخر لدى المدير ، وهو سلبيته وعدم تعاطيه في الجانب النفسي ، فاللاعب السعودي يتأثر كثيرا في الجوانب النفسية ، بل أن الحافز الخارجي هو الجانب الذي يستثير الدافع وهو أمر داخلي في الإنسان ، فيحرضه على التركيز وبذل أعلى مستوى لدى اللاعب ، وهذا الحافز لابد أن يختلف من لاعب للاعب ، فلكل لاعب نمط شخصية حين تستطيع معرفتها تستطيع استثارتها بشكل إيجابي لمصلحة الفريق .
** هناك خطأ ثالث يرتكبه المصيبيح ، وهو عدم وضع اجتماع قبل المباراة بين الجهاز الفني والإداري لتبادل الرأي حول أي مباراة سيخوضها الفريق ، هذا الاجتماع ليس للتدخل في مهام المدرب ، بقدر ما هو مشاركة من قبل الجهازين الفني والإداري لطرح الأفكار حول الفريق الخصم ، ولاعبو الهلال .. وكيفية عملهم في التدريب ، وهل هناك جوانب نفسية تعيق أحد اللاعبين ليتم تجهيز هذا اللاعب فرديا ، وما هي أفضل تشكيل للفريق ، وكل هذه الأمور وهذا الاجتماع مشاركة من الجميع لتصبح الرؤية أكثر وضوحا أمام المدرب ، ففي النهاية على المدرب أن يختار تشكيله النهائي فهذا عمله ، ولكن رؤية المدرب والمدير الإداري أفضل من رؤية المدرب وحده ، ورؤية الجهازين الفني والإداري مع تقرير الجهاز الطبي الأفضل .
** وآخر أخطاء المصيبيح هي .. مأزق اللاعبون مع الإدارة والعقود والمكافئات ، فهناك مشاكل واجهت الشريدة والتمياط وغيرهم في مسألة العقود ، كذلك مسألة مكافئات الفوز لم يتم البت بها رغم أنها تعتبر أهم الحوافز التي تساعد على العطاء ، والمصيبيح وإن لم يكن مسؤولا عن صرفها ، إلا أنه لا يشعر اللاعب أنه يقف بصف اللاعب ويحارب من أجل حقوقه ، وقد يكون المصيبيح يفعل هذا بالخفاء لكن اللاعب وهو المعني في هذا الأمر لا يعرف ويظن أن المصيبيح لا يتعاطف معه .
وربما هذه هي المشاكل ، ورغم كل هذه المشاكل إلا أني لا أرى هناك مدير فريق قادر على تقديم ما هو أفضل مما يقوم به المصيبيح .. على الأقل حسب معرفتي .
فسلطان بن نصيب كانت مهامه الأولى والدائمة لعب (البلوت) مع الرئيس ، وصالح النعيمة صديقي ، يؤكد من خلال تصاريحه إن على المصيبيح أن يفرق بين النجم والاحتياط ، وهذا الأمر ضيع (الغشيان ، وحرمنا من خلاصة موهبة الثنيان ، وأضاع بعض اللاعبين الذين مازالوا عالقين في ذاكرة الجماهير ، ومازال الجمهور يعض أصابع الندم على ضياع هذه المواهب بسبب عدم الإنضباطية .
وبين الإدارة والمدير ، وحرب ضد المدير غير مبررة ، يظن البعض أن الزعيم مات ، ولا أظن أنه مات ، بل هو ينتظر أعضاء الشرف في باريس ليتفقوا ، ويحتاج إلى أن تتوصل لجنة التطوير أن الأندية بلا موارد بسبب أن الرعاية تأخذ 40% من دخل المباراة فيما باق الناديين يأخذ كل منهما 30% .. يحتاج إلى جماهير تشترك في عضوية النادي لترفع دخله ، يحتاج أيضا إلى شفافية في الإدارات المتعاقبة ، وأن تدار الأمور بوضوح حتى يصبح المشجع شريك في التمويل ، فالأمور حين لا تكون واضحة سيتساءل الجمهور أين تذهب الأموال ومن ثم سيقول الجمهور لماذا علي أن أضخ مالا لا أعرف أين يذهب ؟
وإلى ذاك الحين سيظل الزعيم في غرفة العناية المركزة ينتظر من يمده بالمال/الدم ليستيقظ من ثباته ، وطالما هناك من يتنفس حب الهلال .. هذا يعني هناك من يحلم بعودة الزعيم .. وسيعمل على ذلك .