[c]بسم الله الرحمن الرحيم [/c]
تحية وبعد ... دائما ما نتساءل عن الإيمان الذي لابد أن نعرفه ونعمل به .. ولا يتضح ذلك إلاّ بمعرفة مفهوم الإيمان .. ومفهوم الإيمان ليس مجرد إعلان المرء بلسانه أنه مؤمن ، فما أكثر المنافقين الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم : ( ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وماهم بمؤمنين ) - والإيمان ليس مجرد قيام الإنسان بأعمال وشعائر اعتيد أن يقوم بها المؤمنون ، فما أكثر الدجالين الذين يتظاهرون بالصالحات ،وقلوبهم خراب من الخير والإخلاص لله : (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ، وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ، يراءون الناس ، ولا يذكرون الله إلا قليلاً ). - والإيمان ليس هو مجرد معرفة ذهنية بحقائق الإيمان ، فكم من قوم عرفوا حقائق الإيمان ولم يؤمنوا كبرا وحسدا : ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوّا ) إن الإيمان في حقيقته ليس مجرد عمل لساني ولا عمل بدني ولا عمل ذهني ..بل هو عمل يبلغ أغوار النفس ، ويحيط بجوانبها كلها من إدراك وإرادة ووجدان .. فلا بد من إدراك ذهني تنكشف به حقائق الوجود على ماهي عليه في الواقع .. ولا بد أن يبلغ هذا الإدراك العقلي حد الجزم الموقن ، واليقين الجازم الذي لا يزلزله شك ولا شبهه .. ولا بد أن يصحب هذه المعرفة الجازمة إذعان قلبي ، وانقياد إرادي يتمثل في الخضوع والطاعة لحكم من آمن به مع الرضا والتسليم : ( وماكان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) .. ولا بد ايضا من العمل بمقتضيات العقيدة ، والإلتزام بمبادئها الخلقية والسلوكية والجهاد في سبيلها بالمال والنفس .. كل ما سبق يكّون الإيمان الحق أو العقيدة الحقّة .. ( من كتاب الايمان والحياة ) للشيخ د/ يوسف القرضاوي .. أختكم .. شذى الهلال .. 
