|
شيلوا عفشكم وتعالوا هنا........
ملاحظة:
العنوان موجه لأولئك الذين شرفوني في (ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب)..
قبل البدء مع دفتر الذاكرة...
تحية للبابة ومحبة....
وماذا أفعل بكل ما عشت وكتبت في الماضي..أ أخفيه أم أمحوه أم أتناساه..أم أنساه!!
هو ليس قابلاً سوى للنزف..وعيناي لا تتقنان الضحك في مدن الملح..!!
لا تعتقد حين ترى أحداً خرج إلى الحياة ليجد أجواء بيته هادئة وإخوته قلة ويستعمل حاسة السمع أكثر من حاسة النطق..
لاتعتقد أنه سيعيش في عزلته ليتنفس الهواء فقط..لأنه على الأقل سيكون قارئاً نهماً...
لا أقصد للكتب وحدها..الكتب وحدها لا تعني إنساناً يقرأ لأن الصمت أيضاً يساوي إنساناً يفكر..والتفكير أيضاً قراءة أيضاً..
ربما وجدت نفسي في عزلة حتى ظُنَّ أنني شخصية خجولة منطوية..
وبالطبع ليس كل كائن يتنفس سيتكهن أن خلف كل جدار عوالم متخفية..
أغلبهم يشخصون المرض على أنه خجل وانطواء..
وأنا كنت كشخصية تجلس في آخر الجمهور تشاهد المسرحية وتراقب كيف يتحرك الشخوص على خشبة المسرح وتلاحظ بقع الضوء التي تتحرك معهم وكأنها جزء منهم..
كانت تصغي وقد تلاشت بينها وبين الشخوص مسافة الجمهور الجالس مثلها في العتمة..والذي لايمكن أن يجلس صامتاً تماماً..
كان الناس يحترفون إطلاق الأحكام السريعة..ربما لأنهم ماهرون في الكلام..لا في الصمت..
فإن كل شخصية صامتة في طفولتها..هي شخصية غير جذابة مقارنة بالأطفال الذين يحاولون لفت الانتباه بالكلام والتقليد ولغناء وغيره..
لم أتمكن في طفولتي أن أحلل الأمر هكذا..
ولذا لم أجد عزاء فيما يعتقده الآخرون فيذَ..برغم أنني لم أحاول أن أكون شخصية لماعة تحب الضوء..
لكنني عاقبتهم..فتركت كل آذانهم..وصنعت لي صومعة أتلو فيها بوحي وضيقي..
ثم تحولت إلى (كاتبة)..
كنت أقول:
(الإنسان الذي لم يفهم صمتك..كيف له أن يتفهمك حين تتحدث بما عندك؟!!)
ما دام قرأ الصمت على أنه خجل..فهل في الحديث معه ما سيسميه(جرأة)..
هل ترانا حين نتحدث مع أحدهم نسعى لأن ننفي عن أنفسنا صفة الخجل!!
وتحولت إلى حبر ونص ولوحة بالرصاص..
لم يعد بعدها أي أهمية لأحكام الآخرين..
كانت عملية الكتابة والتصالح مع العزلة حالة رتق لكل ما صنعته الريح القاسية القديمة..
علينا دائماً أن نصنع شخصاً آخر فينا أقوى منا..وأعقل منا..وأقدر منا على قراءة الموقف..علينا أن نعتبر أن فينا شخصين..لأن الشعور بالوحدة شلل وموت وانهيار...
تحيــــــــــة لطفلة المطر...  | 