مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #10  
قديم 14/08/2002, 08:24 PM
صـالح رضـا صـالح رضـا غير متواجد حالياً
كاتب رياضي
تاريخ التسجيل: 20/09/2001
المكان: جده
مشاركات: 159
احتراف الفقراء 2_3 !

بسم الله الرحمن الرحيم

استكمالا لموضوع (( احتراف الفقراء )) .. فسوف نناقشه هنا مرة آخرى ..
ومن جوانب أخرى هي من اسباب تخلف كرتنا السعودية ..
والتي بدأت التراجع منذ دخول نظام الاحتراف المكلف لأنديتنا الفقيرة .
لذا سنعود إلى واقع رياضتنا وواقع كرتنا السعودية بعد أن ظنناها تخطت إلى «العالمية» ..
وهذا الواقع يتمثل في التالي :

** ضعف القاعدة الرياضية مرة أخرى لأهميته ..
فبالأضافة الى اهمال القاعدة من قبل الأندية واعتمادها على اللاعب الجاهز سواء كان سعوديا او اجنبيا ..
كما ذكرنا سابقاً .
إلا ان القاعدة ليست ضعيفة بل معدومة بمفهومها الصحيح في مدارسنا قبل أنديتنا..
حيث ان المدارس هي القاعدة المثالية لاكتشاف المواهب الرياضية والكروية ومن ثم تبنيها.
ولكن.. تصوروا..
التلميذ في المرحلة المتوسطة يأخذ في الأسبوع الدراسي وخلال خمسة أيام حصة واحدة فقط ..
«تربية رياضية» لا تسمن ولا تغني من جوع ومع ذلك نسميها تربية رياضية تجاوزاً!!
إذاً الواقع مخالف لمفهوم التربية الرياضية..
فجل معلمي التربية الرياضية المدرسية لدينا يتبعون قاعدتهم الذهبية «العب يا ولد»!!
ثم يقذفون الكرة في الفناء ليتعارك الفتية فيما يسمى «تربية» ..
وهي تذكرنا بالطريقة العقيمة لبعض أنديتنا سابقاً «طقها والحقها».
هذا وأتعجب كيف بتلميذ في المرحلة المتوسطة يتعايش مع المراهقة المبكرة !
والتي من خصائصها «فورة» الطاقة العضوية والنفسية ليقابلها حصة رياضية واحدة فقط لا غير ..
مقدارها «45» دقيقة فقط أو أقل في الأسبوع!!
وهنا لم نطبق التربية ولا اكتشاف المواهب في مدارسنا لصقلها واحتضانها ومن ثم تقديمها للوطن عبر أحد أندية الوطن..
عليه فأساس الرياضة الوطنية الحقة لدينا تبدأ من حصة التربية الرياضية الفقيرة في مدارسنا..
وانطلاقاً من المدرسة كقاعدة إمداد بالمواهب لكل الرياضات ..
نجد أن الاهتمام والمتابعة من المدرسة والمجتمع مفقودة في احتضان المواهب الواعدة ..
إلا من رحم ربي ممن يحصلون على فرصة للوصول إلى تطوير أنفسهم في الأندية ..
وبالتالي تنصب هذه الموهبة في المحصلة النهائية..
ألا وهي منتخبات الوطن.

** ضعف القرار :

وهذا الأمر هام جداً فضعف الحزم على الخارجين في وسطنا الرياضي عن المبادئ والقيم ..
جعل هناك من يفسر الحلم بالضعف وحسب أهوائهم وتوجهاتهم..
فالحزم هو العزيمة في اصدار الأمر، وهذا ما ينقص رياضتنا وكرتنا الآن ..
وإلا ما معنى تلك التجاوزات والانفلات الانفعالي والعقلي والصحفي لمجرد هزيمة فريق في مباراة ما ..
وكأنى بالكرة فوزاً دون خسارة..
وما معنى الصمت على ذلك الانفلات خاصة بعد أن خرجت عن أخلاقيات هذا الوطن العزيز.
هذا ونحن شعب نفخر بديننا وعروبتنا وقيمنا..
ولكن بالنظر إلى كرة القدم لدينا نجد أنها قد ملئت ببعض من ابتليت بهم أوساطنا الرياضية ..
والذين يحاولون هز المبادئ الضاربة في أعماق نفوسنا وفي جذور عقولنا..
وكذلك هز القيم المكتسبة التي نشأنا عليها..
فاهتزت تلك الصور المثلى بسبب بعض تصرفات منسوبي الوسط الرياضي..
فتربى أبناؤنا على الشك والريبة والتشكيك في كل أمر..
لم لا وهم يرون «كبار» الكرويين لدينا قد خرجوا عن المبادئ والقيم من خلال الصحافة أو عبر الفضائيات.
إن اهتزاز مبادئنا وقيمنا من أجل الكرة ليس سببه الكرة والرياضة بل ما يفعله بعض منسوبيها..
وهو أمر مرفوض شكلاً ومضموناً..
وعلى القيادات الرياضية أن تكون أكثر حزماً مع تلك الفئات التي أمنت العاقبة ..
فأساءت الأدب داخل الملاعب وخارجها.
هذا ولا أدل على الانفلات الأخلاقي مما حصل قبل مباراة المنتخب ومنتخب ألمانيا ..
من اتصالات على محطة «art» وعلى الهواء مباشرة ..
متمنين هزيمة المنتخب السعودي وكأنهم من مهجني فرنسا أو الراين!!
أو الاتصالات الشامتة بعد المباراة..
فهؤلاء المتصلون «السعوديون» يؤكدون عمق الهوة التي حفرها المتعصبون ..
فكبر الشق على رقعة القرارات المتسامحة من المسؤولين ..
وأيضاً التمادي من بعض ما ابتليت بهم المملكة من صحفيين من دول شقيقة مما رسخ الانتماء للأندية على حساب الوطن.

** ثالثة الأثافي هي التحكيم..

وما أدراك ما التحكيم.. فجلنا تابع نهائيات مباريات دولة الإمارات الشقيقة ..
والتي أدارها حكام أجانب وانتهت دون اعتراضات أو تظلمات على التحكيم..
بينما تملك الإمارات أحد أفضل الحكام العالميين وهو الحكم علي أبو جسيم ..
وآخرون لا يقلون عنه تألقاً وكفاءة ..
وحسن تصرف ومع ذلك وضعت الإدارة الرياضية بالإمارات الشقيقة الأمور في نصابها الصحيح ..
وأوكلوا أمر النهائيات إلى حكام أجانب نجحوا في إدارة المباريات فنجحت لديهم النهائيات..
وكذلك فعلت دولة قطر فكانت النهائيات مسك الختام لمسابقاتهم الكروية حيث انتهت على أفضل صورة..
وعلى العكس ما انتهى إليه الدوري لدينا من تصرفات وحماقات كانت ولا زالت هي الأولى من نوعها في ملاعبنا.
لذا فمن صالح الكرة السعودية ضرورة الاستعانة بالحكام الأجانب ..
على أن يكونوا من الدول الأوروبية وذلك عبر اتحاداتهم الأهلية لترشيح من يرونه.
وأود أن أذكركم هنا بأنه لو كان حكم مباراة النهائي لدينا ..
حكماً أجنبياً لما حدث ما حدث من الخروج على الروح الرياضية سواء داخل الملعب أو خارجه ..
ولما تطرقت إليه بعض الصحف والتي خرجت عن المعقول والمقبول..
فذلك الفريق الذي يلعب على الأقدام ومن الثواني الأولى من المباراة ..
بحجة بليدة وهي أن الحكام لا يستطيعون طردهم من الدقائق الأولى للمباريات!!..
لو كان الحكم أجنبياً فكم سيبقى من ذلك الفريق الخشن لاكمال الشوط الثاني؟!!
وهنا أجزم أن النتيجة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار..
لذا أحبتي فكروا أيضاً إن في ذلك انقاذاً للحكم السعودي من تلك الضغوط ..
والتي أجزم أنها الأكثر في العالم .
عليه فحكامنا يستحقون دخول موسوعة جنيس لقوة التحمل..
علما بأن جلهم أفضل من حكام الأشقاء الذين يشاركون في المونديال..
ولكن حكامنا يتعرضون لأجواء موبوءة بالتعصب وضيق الأفق وبذاءة الألسن.
فأرحموهم وارحموا الأندية وأرحمونا معها بإحلال الحكم الأجنبي في مباريات الحسم والنهائيات ..
لنختتم مواسمنا بنجاح بعد أن نغلق طرق الشر لمن في قلوبهم مرض .
وللحديث بقية ان شاء الله .






[align=center][align=center]أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه [/align][/align]