بين الشعور والتبلد شعرةُ دقيقة تٌـدعى الإحساس !!

وما أكثر المدعين بالإحساس وما أكثر المتبرئين من عدم الإحساس

فالإحساس يا أخي نغمةٌ جميلة ترنُ في أعماق القلوب الرقيقة لتوقض فيها كل معاني الشعور... بكل

ما يحمله الشعور من مرادفات تزخرُ بها قواميس اللغات .


أتعلمُ يا أخي أن الدمعة .... نعم الدمعة ... تلك القطرات الشفافه المنسابة كـ قطر الندى على جبين

وردٍ ذابل في صباح الشتاء .. أتعلمُ يا أخي كم هزت هذه القطرات من مشاعر وكم أدمت من قلوب

خصوصاً إذا كانت من مآقٍ تخشى الله في السرِ والعلن .. حينها تكونُ دلالةً على الإحساس المرهف ..

(( ويخرون للأذقانِ سُجَداً وبُكيَّا ))

وكم من إحساسٍ صادق إشتعل في قلب صاحبه شوقاً ليدق نواقيس اللقاءِ بمن أحب ....... هل

أحسست يوماً أن قلبك نبضاته تتسارع !!! وتزدادُ لهفاته .... مولعٌ بشيءٍ لا تدري ما هو !!!

وفجأةً تشتعلُ أهاته للتتسرب إلى فؤادك أحاسيسٌ جميلةٌ بأن حبيباً أو أملاً أو خبراً سعيداً قد إخترق

أساريرك وأبهجك ...... سبحان الله ..... إني لأجدُ ريحَ يوسفَ لولا أن تفندون .

هل أحسستَ يوماً أن النوم قد جافى مُقلتيك وأن الهمَّ قد تسرب إلى جنبيك ؟؟ كلما أغمضت عيناً أرقَ

فؤادك السُهاد !!! فـ صورة فلسطين تُطبقُ كابوساً على قلبك ولكن هذه المره كابوسٌ من نزيفِ دمٍ

قاني !!! أو أنَّ أطفال العراق وصرخاتهم الجوعى قد زادت ما تُعاني !!!

أو أنَّ سُجناءَ ( جونتانامو) يمرون أمام ناظريك يُساقون إلى الموتِ كـ الأنعام قد أرجفوا قلبكَ

الحاني !!! أو أن الحُزن قد إستفحل ليبكي الشيشان والبلقانَ أو ذاك الجُرح الأفغانيّ !!!

هل أحسستَ بهذا الشُعور ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أم أنكَ غارقٌ تصحو وتنام في بحر الأحلامِ والأنامِ!!!

رُبما أنكَ ستقول كم أنا ضعيفٌ عن حَمل هذه الهموم !!! وبقلبي ألفٌ شجن وألفُ نغمْ

لـكن أقولُ لك إن كُنتَ عاجزاً كما تقول هل أحسستَ يوماً بنفسك ؟!!!!! نعم لا تستغرب هل رحمتها من

الذنوب والمعاصي .. هل رحمتها من مستنقعات الظُلم والحقدِ والكراهية ؟

هل سموتَ بها عن متعٍ زائفه ودنيئه ........ وما أُبرئ نفسي إن النفسَ لأمَّارةٌ بالسوء