سقوط نجم يحتاج للإرشاد!! [c]
سقوط نجم يحتاج للإرشاد!!
يسيء بعض النجوم إلى أنفسهم ويخدشون نجوميتهم وإنجازاتهم ومكانتهم
الاجتماعية بتصرفات غير لائقة، وعدم قدرتهم على استثمار الوسائل الإعلامية كما
يجب·
وهناك من يمرّ بتجارب كثيرة ولا يتعلم منها، وتتوالى سقطاته دون أن يتعظ·
ليس ذلك فحسب بل يستسهل نفي أحاديث أو قضايا ((يتورط)) فيها·
ومما يؤسف له أن بعض المسؤولين أو من لهم مكانة مميزة في المجتمع ـ بغض
النظر عن نوعية هذا ((التميز)) ـ يعاضدون نجما ما غير مبال بالآخرين، تسوقه
أهواؤه إلى سقطة تلو أخرى·
لنا أن نقف أمام نجم ((عالمي)) كسعيد العويران الذي حفر اسمه بالذهب في
سجلات الاتحاد الدولي لكرة القدم ((فيفا))، وتضعه وكالات الأنباء العالمية في
مقدمة النجوم عند رصد تاريخ كأس العالم، مذكرة بهدفه التاريخي في مرمى
بلجيكا خلال مونديال 1994 في أمريكا الذي شهد أول ظهور سعودي في كأس العالم،
وحقق فيه المنتخب الأخضر حضورا مدهشا، زاده جمالا هدف العويران الذي شبهه
كثيرون بهدف النجم الشهير الأرجنتيني مارادونا في مرمى إنجلترا 1986 حينما
انطلق من المنتصف وراوغ من أمامه بما فيهم الحارس· وفي هذا المقام دائما ما
نُسأل كإعلاميين سعوديين من زملاء أجانب في منافسات عالمية عن العويران في
حياته الرياضية والعامة·
لكن العويران ـ وللأسف ـ لم يحافظ على شهرة لم يحققها غيره، بل ومما يؤسف
له أكثر أنه بحث عن شهرة من نوع آخر·
ظهر العويران على شاشة MBC الجمعة الماضي متداخلا خلال حوار تاريخي للأمير
سعود بن تركي رئيس الهلال، وبدلا من أن يكسب مزيدا من الحضور والاحترام،
سقط ((شر)) سقطة، وهو يحاول أن ((يكذّب)) الصحف التي نشرت خبر الرحلة الخاصة
التي أقلته والجمعان وآخرين· فرد عليه الأمير سعود مؤكدا أمام الملأ أن
المعلومات عن الرحلة الخاصة أكيدة، وهناك تسجيلات موثقة· وفي اليوم التالي
نشرت الشقيقة ((الرياضية))، ((منافيست)) الرحلة، كما نشرته الزميلة ((الرياض)) أمس
تدعيما لخبرها السابق في يوم مغادرة الرحلة، وسبق ونشره موقعا ((الزعيم)) و
((الهلال كلوب)) على ((إنترنت)) في يوم السفر· وهنا تبقى الوثائق أقوى في
تكذيب من يكذب مع سبق الإصرار والترصد!
ولم يقف العويران عند هذا الحد، بل أكد خلال المداخلة أنه واحتراما لنادي
الهلال منع الجمعان من الانتقال لنادي الاتحاد، فكان الرد الأقوى من رئيس
الهلال على الهواء مباشرة ((النظام لا يجيز له الانتقال لأنه أقل من 27
سنة))·
لاحظوا أن العويران لاعب محترف، خاض تجارب عدة، وواجه مشكلة مع ناديه
الشباب العام الماضي قبل أن يحصل على مخالصة مالية ليصبح حرا في توقيعه،
وإلى الآن لم يسجل لناد آخر!
هنا لا أقصد الإساءة للعويران أو غيره، وأنتهز خطأه الجديد لأنبهه إلى
أخطاء تسىء له، وفي المقام ذاته أدعو الله أن يصلحه وأن يهيئ له من يرشده
ويقوّم سلوكه·
وأسوق الملاحظة إلى من يساعد بعض اللاعبين، ويشجعهم ـ دون قصد، أو مجاملة،
أو حبا ـ على سلوكهم الخاطئ، وأؤكد لهم أن الرياضة مجال رحب للإصلاح،
وتقويم مسار بعض الشباب الذين يقتدون بالنجوم·
ومن السلوكيات الخاطئة القزع ((ترك بعض شعر الرأس وحلق جزء منه)) الذي نهى
عنه النبي ـ صلي الله عليه وسلم، والذي ـ للأسف ـ تفشى بصورة تدعو لفرض
أقسى العقوبات، وهنا لن أحدد لاعبا أو ناديا، بل عليكم التدقيق في الصور التي
تلتقط خلال تمارين الأندية هذه الأيام أو مباريات دورة الصداقة·
في المقابل لا نغفل حق نجوم آخرين يفعّلون دورهم خيريا وإصلاحيا في
المجتمع، وإدارين في بعض الأندية يطبقون الأنظمة جيدا·
وهنا الرسالة موصولة إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب، فمن واجبها أن
تستعد جيدا لمتابعة المخالفين، ومعاقبة من يتساهل في تطبيق الأنظمة أو لا
يتقيد التقيد بالتعاميم بمن فيهم الحكام الذين مسؤوليتهم كبيرة، ومع ذلك لا
يطبقونها في بعض المباريات·
بالمناسبة، ودرءا لبعض التأويلات، الجمعان مسؤول عن تصرفه الأرعن ليلة
نهائي السوبر الآسيوي، وهو الخاسر الأكبر إذا لم يتدارك خطأه، فهو ما زال في
مهد النجومية·
ختاما: نبتهل للمولى العلي القدير أن يهدينا وينوّر طريقنا ويصلح أمتنا،
وينصر ديننا·
خلف ملفي [email protected]
[/c]
اخر تعديل كان بواسطة » خلف ملفي في يوم » 05/08/2002 عند الساعة » 01:29 PM |