مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 29/05/2007, 04:24 PM
الطيار الهلالي الطيار الهلالي غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 24/04/2007
مشاركات: 338
يحدث في ملاعبنا !!

يحدث في ملاعبنا !!

معاذ البلوي

بدأوا يدخلون ساحات المدرج الكروي مسرعين .. متلهفين ولهانين بنصر مؤزر يعيدهم إلى قريتهم مبتهجين مكللين .. ساعتان بالتمام والكمال والتشجيع يصب عرق الواقفين .. إنه الهدف الأجمل ! ، الهدف الأحلى ، الهدف الأسمى! .. بعد قليل ، يخيم السكون على المشجعين لولا ما يترامى إلى السمع من أصوات شغب صغيرة تنبعث من بعض أفواه المتعصبين ، فتدل على ضيقهم من قاضي الملاعب الذي بدا الخوف يعم قلبه من أيادي الحاقدين .

كانت سماء ملبدة بالغيوم .. تدل على يوم مشئوم مزروع فيه فتنة وغيرة عمياء .. في هذه الأثناء بدأ الغروب يشيّع قتلى الساعات الأخيرة الذين كرسوا كل جهدهم وعقلهم ليحدثوا فتنة ضخمة تسمع صداها القاصي والداني ، كانوا أمام باب " الملعب " عابسين الوجه مقطبين الجبين ، والكراهية تملاً قلوبهم الضعيفة ، وإذ بأحدهم يدخل الملعب متسللاً عبر أحد المنافذ ليصل إلى قاضي الملاعب حتى يوبخه ويعنفه .. فحدث ما لم يحدث .. حدثت الطامة الكبرى .. تكسير وضرب وشتم ولعن ، وانتهت أخيراً بتدخل مهيب من أفراد الشرطة الفلسطينية ، الذين تمكنوا من تسوية النزاع بالرصاص المتراشق في الهواء .

- يحدث في ملاعبنا أن تصنف بعض المجموعات نفسها مشجعاً رياضياً يتحلى بكافة الأخلاق الرياضية ، عاشقاً ولهاناً بقميص ناديه ،واضعاً حنجرته على أهبة الاستعداد كيف يهتف بكل قوة أحباله الصوتية بأسماء لاعبيه المفضلين ، ثم ينطلق لسانه بأقذع الكلمات وأفظع العبارات ، غافلين عما يقومون به داخل الملعب من تعرض للذات الإلهية و لحرمة الدين وكرامة الوطن وحرمة دم الشهداء ، فإنهم يهدمون ما بناه الشهداء ورووه بدمائهم العطرة الزكية .

- وآن لأحد الأشخاص أن يتمرد على كبار قومه ، لكي يحقق مزامعه المنشودة التي بيّت لتنفيذها في ليلته الماضية ، فازورّت هذه المزامع عنه ممعنة في سيرها ، حتى دلفت إلى مبتغاها ، وأغلقت خلفها الستار المعتم بالسواد ، ثم انكفأت على رياضيي قومنا لتعطيهم دروساً في العربدة والزعرنة ، فتحدث أذى واضحاً تصيب كل قاصد للخير ومدافع عن الحق ومراميه في وجه قوى الكفر الكروي المتمترس حول شخوص قليلة يحاولون بشتى الوسائل – القمعية والتهديدية- من إحداث بحور فائضة بالكراهية تُفضي بنا إلى الاقتتال الرياضي الموصل إلى الهلاك الكروي .

- أما هذه الوجوه العابسة المقطبة الجبين، فيا لها من فظة .. غليظة القلب .. جشعة .. مصاصة دماء ، كوطاويط الظلام التي تثير الفتنة والتأويلات الخبيثة ، والتي تزرع الحقد والكراهية في نفوس مريضة مثلها ، فإنها لن تكون في مأمن من حساب الأيام ، لتعديها على نخوة الناس ومروءتهم ، بل إن ثمارهم التي انتظروها من زرع وحصد للكراهية كانت قد اصفرت وذبلت وخاب أهل البستان لإحساسهم بوجع الضمير الذي يؤنبهم لما فعلوه من تدمير لمقدراتنا الرياضية الممسوخة الكرامة والهوية ، والتي أصبحت موصوفة بالتبعية حيال ما اقترفته أيدي العابسين من لفظ للرياضة إلى الشارع المزدحم بالمارة والسيارات دون رحمة !! .

- وحين تدلهم الأمور ، ويصبح منطق "التمليط" هو المعيار الذي يطبقه هؤلاء بحذافيره الخبيثة ، وعندما ترتفع الأصوات المغنية ، التي بدأت متنافرة ناشزة ، ثم انتظمت في نسق موحد ، حتى يراها بعض الناس – وللأسف – ذات وقع في النفس رائق مستحب ، فإنهم يزدردون ريقهم الظمآن بضرب الناس وتكسيرهم دون إدراكهم لوقع هذه الأفعال على بلد بأسرها ، فإن مسؤوليهم – بعد انتهاء عملية الضرب- يحدجونهم بنظرات ظامئة لا ترتوي ، فيرجعون إلى بيوتهم متعثرين باستحياء ، لأنهم سمحوا لخبثهم ومكرهم بالقفز على السطح ليراهما الجميع بكل فجاجة ، الأمر الذي ترك انطباعاً تراجيدياً عن سلوكياتهم ، التي جعلتهم ينقلبون مرة واحدة أرانب مذعورة أمام صوت الحق البائن كوضوح الشمس .

وفي النهاية رسالة أبرقها إلى ضعفاء القلوب الذين تمكنوا من قلب كرتنا معارك ملتهبة ، مفادها بأن اختلاقكم للفتنة داخل الملاعب وحشدكم لعديد من الناس ليتستروا على جرائمكم النكراء لا تدل إلا على جهلكم وعدم تقديركم للأمور بالشكل الصحيح ، وإن عملية ضربكم لبعضكم وفيكم صلة القرابة وقذف لسانكم لألعن الشتائم في حال خسارة أنديتكم لا تنم إلا عن أناس أفقدها التعصب الأعمى عقلهم ، مما جعلهم مدعاة للسخرية أمام البعض ، ومهما فعلتم ومهما اقترفت أياديكم من جرائم ستبقى أعمالكم هي رأسمالكم الأول ، توصلكم إلى بر الأمان، أو ترجعكم إلى الوراء مئات السنين أيام الإنسان الحجري !!
اضافة رد مع اقتباس