عندما بدأت السينما أطلق عليها العالم .. اسم الفن السابع .. إلا أن سقوط بعض الأعمال " الفنية " عند عرضها وتكبيد القائمين عليها خسائر فادحة .. جعلت البعض يهجر هذا المجال " الفني" إلى غير رجعة . هذه الإخفاقات جعلت المهتمين بالسينما يغيرون نظرتهم إلي القيمة الفنية للأعمال السنيمائيه .. وبد أو بالنظر إليها بمبدأ الربح والخسارة وإمتاع الجماهير .. واصبح نجاح الأفلام السنمائيه يبنى على مردود شباك التذاكر وليس على القيمة الفنية للعمل .. مع العلم بأن القيمة الفنية أصبحت مجرد اوسكارات أو جوائز شرفيه فقط؟ أما كسب عشق الجماهير وإمتاعهم بعد كل عرض واعتلاء القمة في الترتيب فهو للمنتجين الذين يستثمرون أموالهم لكسب المزيد من الجماهير التي تعني له إيراد اكبر. ويسعى المنتجون إلي جذب الجماهير إلي شباك تذاكرهم بظم المع النجوم الجماهيرية وافضل المخرجين وطاقم تصوير وإضائه وفنيون صوت وجرا فيك ومونتاج .. حتى حدا هذا الشيء بالمنتجين إلي رصد مبالغ خيالية .. وأرقام فلكية وإشراك اكثر من نجم في الفلم الواحد . وليس من المستحيل أبدا أن تجتمع القيمة الفنية للعمل مع المردود المادي إذا اصبح المنتج يمتلك الذكاء واللماحة بجانب العنصر المادي .. وبهذا تحولت السينما من فن .. إلى صناعه تحكمها كل القوانين التجارية التي من اهما أن يكون حجم العائدات دائما اكثر من المصروفات .
إذا فما العيب في أن تكون كرة القدم صناعة أيضا .. يكون فيها المنتج هو أعضاء الشرف الداعمين .. والإدارة هي المنتج المنفذ .. ويتم البحث عن افضل المخرجين والمخرجين المساعدين .. اقصد الدربين ومساعدي المدربين وطاقم فني متكامل .. والسعي وراء التعاقد مع المع النجوم للقيام بالأدوار الرئيسية في الفلم أقصد الفريق .. ألن يجعل ذلك الجمهور يستمتع بالمشاهدة ويخرج منتشياً بعد نهاية العرض ..
إذا كنتم قد اقتنعتم كجماهير بأن ذلك سيضفي المزيد من المتعة على المشاهدة .. بغض النظر عن آي جوانب عاطفية أخرى _ مع احترامي الشديد بمن لا يستطيعون التخلي عنها_ وقد استمتعتم بمشاهدة عادل إمام مع علي بدر خان كما أحببتموه مع سمير سيف .. وضحكتم ملئ أفواهكم وهو إلي جانب عمر الحريري كما فعلتم ذلك وهو بجانب احمد راتب .. ألم تصل المتعة ذروتها عندما اجتمع عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلي واحمد زكي وحسن مصطفى كفريق عمل واحد .. إذا فلننبذ التعصب والعواطف ولنستمتع بالمشاهدة .. والمنتج الذي يستطيع جمع هذه المقومات في فريقه العملي الواحد .. فليفعل ولنستمتع .. اعلم أن هذه النقلة من الصعب على البعض التعايش معها ببساطة .. فهناك من هم مهووسون بنجوم أو مخرجين .. كما أن هناك نجوم يحبذون العمل تحت قيادة مخرج معين أو منتج معين .. ولكن في النهاية اجر الممثل هو الذي سيحدد في أي فلم ستشاهده