الموضوع: محروم
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 11/05/2007, 11:39 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عريب عبدالله
عريب عبدالله عريب عبدالله غير متواجد حالياً
إشراقة المجلس العام
تاريخ التسجيل: 13/10/2004
المكان: الرياض
مشاركات: 3,979
Unhappy محروم

"هو ذا!
محروم الذي يطالعك أمله وحبه وفرحه وبؤسه في هذه الصفحات التي تملأ يديك وعينيك وقلبك!"

بقلم صلاح لبكي



أجل!...... أنا محروم !........
محروم!....
كلمة أثارت وتستثير الأستغراب لاسيما بين القراء الذين يستطيعون تطبيق الأسم على الشخصيه
التي تحمله أو تتوارى من خلفه لأول وهله , فهل أنا محروم حقاً؟
إن الجواب سيكون بالسلب . لماذا؟
لأن الذي يحمل هذه الصفة أو يستتر وراءها, أمير , شاب في مقتبل العمر ,غني , وزير لوزارتين
,من أسرة حاكمة , إلى غير ذلك من الصفات التي تمنع الحرمان وتقضي عليه.
هذا هو الوجه الظاهر لماضي وحاضري؟
ولكن متى كان الظاهر كافياً للحكم على الأشياء ورسم حقائقها وأوضاعها ومتى كانت الظواهر تعبر
عن البواطن ؟؟؟
إذا لم تصدق ذلك فإليك الصفحة الكامنة من تاريخ حياتي, فأنا لم أولد وفي فمي ملعقة من ذهب كما يظن
الكثيرون .
قبل أن أتخطى السنه الأولى من عمري أبعدت الظروف أبي عني سنوات كثيرة متعاقبة لاشتغاله بالحروب
والغزوات وشد أزر أبية وتوطيد ملكة.
ولمع الصبا في نفسي_وأنا على هذه الحالة_ فلمعت معه أحاسيس وعواطف وثارت لثورته نوازع قلبيه
لم أستطع كبتها_وعجزت عن تحقيقها ,وتركت في نفسي أبلغ الأثر من الحرمان_حتى الآن _ولهذا فأنا
لاأزال محروماً,فهل وعيت ذلك أيها القارئ؟؟ أعتقد هذا ولن أستطيع الإيضاح أكثر من ذلك , ولكن
أرجوا أن تسمح لي أن أتفلسف قليلاً في معنى الحرمان.
فالحرمان مرادف للشقاء أو بداية له أو هو دليل عليه , والشقاء عكس السعادة.
والسعادة ماهي؟وفي أي شيء تكون؟هل هي في المنصب والجاه؟أم هي في الإمارة والوزارة؟
أم هي في الشباب والجمال؟أم هي في الثروة والمال؟! إن كانت كذلك فأنا سعيد كل السعادة.
ولكنك تعلم أيها القارئ العزيز أن السعادة ليست في كل هذه الصفات والمميزات.إن مقرها النفس ومنبعها الإحساس.
فأنت سعيد إذا احسست بالسعادة ولو فقدت كل أسبابها الظاهرة ومقوماتها المعبرة.
وأنت محروم من السعادة إذا فقدت الإحساس بها ولو إجتمعت كل مقوماتها واعتباراتها.
لماذا ؟لأن إحساسك متأثر بعوامل أخرى من الألم والأسى تشغله وتستأثر به عن الشعور بالسعادة.
ولهذا وحده أنا محروم ,وتفسير ذلك سبق وأن شرحته لك في صدر هذه المقدمة.
عزيزي القارئ:
أعتقد بعد ذلك أنك تطالبني بشيء من تربيتي وتعليمي,ومجمل حياتي ,ولن أبعدك عن ذلك!
لم تقم بتربيتي مربية إنجليزية أو فرنسية,بل تربيت وترعرعت في كنف جدي العظيم_الملك الراحل
عبدالعزيز _أمداً لم يزد على خمس سنوات تركت في نفسي ,على قصرها,أبلغ الآثار.
ثم تولت تربيتي والدتي ,التي كنت وحيدها في هذه الحياة,فكرست كل جهودها ووقفت حياتها في سبيل
تنشئتي نشأة صالحة, وحافظت علي,في صدق وإيمان من الوقوع في مهاوي الزلل ,وعلمتني بحق
أن أعرف من أنا؟غير مذكية فيّ الغرور,ولكن لتعدني لما يتطلبه وضعي في المستقبل,ولتفهمني أن عليّ
من الواجبات نصيباً أوفى من أي نصيب .
ولكنها رحمها الله,دفعت ثمن ذلك,باهظاً,صحتهاأولاً وحياتهاأخيراً.فلها إذاً الفضل الأول في توجيهي وتربيتي.
وعلى رُبَى نجد قضيت السنوات الأولى من حياتي كأي واحد من أطفال ذلك الزمن,وهناك تلقيت مع
أقراني من نابتة الرياض مبادئ القراءة ,وحفظت أكثر أجزاء القرآن.
ثم أنتقلت إلى الحجاز,حيث رأيت والدي لأول مرة وعشت بقية عمري في كنفه, وقد حرص,أمد الله في حياته,
علىتعليمي كل الحرص ,ولكنه لم يجعل لي مدرسة خاصة أو مدرسين خاصين,بل ألحقني بمدرسة من مدارس
الشعب في: المدرسة و"الحارة"وشاركته في أفراحه وأحزانه,وشاطرت أبناءه ممن سعدت بمزاملتهم آلامهم
وآمالهم ,وربطت حياة التلمذة السعيدة بيني وبين أفراد منهم,لاأزال أحتفظ لهم بالحب الصادق وأعتز بصداقتهم
أي إعتزاز.
وكان التعليم_إذ ذاك مع لأسف_ في أولى خطواته فلم تصب البلاد منه سوى التعليم الإبتدائي الذي أخذت شهادته.
وهأنذا الآن أسطر لك هذه المقدمة وشهادتي الإبتدائية في إطار يزدان بها مكتبي,ويداعب ذهني في نفس الوقت
هذا السؤال:هل نلت هذه الشهادة عن جدارة وحملتها بإستحقاق,أو أنه كان لمركز والدي فضل كبير في أخذيها؟
انقطعت دراستي _بعد هذا_وكان الفراغ الذي يحيط بي كبيراً,وكانت حياتي محدودة,ولكن الله هيأ لي عاملين
أستطعت بهما أن أزجي هذا الفراغ وأكم فاه,وهما:حب المطالعة التي أدمنتها_إن جاز هذا التعبير_إلى درجة بعيدة,
ولرياضة التي كنت من هواتها.وكنت أحب من الكتب ماله علاقة بالتاريخ,قديمة وحديثه,وما يتصل بالأدب شعراً
كان أو نثراً,وأعتقد أن لهذه الهواية _هواية المطالعة_كبير فضل في تثقيفي وتعويضي مما قد فات.
وأنتقلت بعد هذه الفترة من حياتي إلى مدرسة الحياة الكبرى,وكان أستاذي في هذه المدرسة الحياتية والدي.
والدي الذي كان أستاذاً عظيماً بكل ما في العظمة من معان,ولاأقول هذا لأن هذا الأستاذ أبي,كلا والله فكثيراً
ماحاولت أن أتجرد من هذه العاطفة لأحلل شخصيته,فأخرج من كل هذه المحاولات وأنا مؤمن بأن أبي رجل
مثالي وعبقري عظيم,فإذا كنت على شيء من طيبة الخلق أو أنني أتمتع بميزات كما يقول بعض الناس عني,
فالفضل الأول لوالدي فيها.
ومرت بي_هذه الفترة_ظروف أعتقد أنها مرت بسواي,وتعرضت كما غيري_للنجاح والإخفاق,والغنى والفقر
,والمتعة والحرمان .
فأنا لاأحب التدليل على شعور تكمن وراءه غاية,أو تكريم يكون وسيلة إلى شيء ما,ولكن عزائي الوحيد أنني
أحب وطني وشعبي,حبّا لايعادلة حب,وأتفانى في عملي وأخلص لمبادئي العليا التي غرسها ولدي في أعماق
نفسي,ومنتهى سعادتي شعوري بأني أحب الكثير من مواطني الكرام,وأعتقد أنهم يبادلونني نفس الشعور.
وبعد ياعزيزي القارئ العزيز_فهذا شعري بين يديك_وقد سمعت له وقرأت عنه من ألوان الثناءوالإطراء
ما أعزوه إلى حسن ظن بعض الكتاب في ,أو في شعري,ولست أتواضع في هذا ولكني أقرر أوأعترف .
بيد أني إلى جانب ذلك أدعي أني أقدم إليك _ياعزيزي القارئ_في هذه المجموعة صورة من شعوري
وإحساساتي المختلفة كما هي ,لم يجملها التزويق,ولم تلونها الأصباغ ؛ لأنني أريد أن يكون شعري
"صورة طبق الأصل"لحياتي,وصدى حقيقيا ًلشعوري وعواطفي,وآمالي وخيالاتي وإنفعالاتي النفسية.
وذلك هو الشعر.فهل وفقت؟الجواب عندك ياعزيزي القارئ,وعليك السلام.


عبدالله الفيصل
جدة:22 رجب1373



يقول الشاعر الفرنسي بول فاليري

"هناك الموقف الشاعري
وهناك الكلمة الشاعرية
وهناك..الإنسان الشاعر"



هذا هو عبدالله الفيصل الإنسان الشاعر.....



ولد عبدالله الفيصل في مدينة الرياض في الخامس من شهر ذي القعدة سنة 1341ه الموافق1922م
هو الأبن الأكبر للملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز وجده هو الملك عبدالعزيز باني الجزيرة وموحدها

والدته الأميرة سلطانه السديري رحمها الله




أول قصيدة كتبها كان مطلعها ..


حيران في سفح الهرم
أشكوا البعاد من السقم
جسمي بمصر ومهجتي
والروح في كنف الحرم
قد هدني بعد الذي
ياهل ترى صانوا الذمم؟




عبدالله الفيصل هو واحد من ألمع الشعراء السعوديين المعاصرين الذين
بلغوا الغاية في التعبير عن عاطفة الحب والإحساس المرهف بالجمال.
يقول عبدالله الفيصل في إحدى حواراته..

"أحببت أربع مرات وكنت فاشلاً في حبي خلال المرات الأربع....
ومن هنا شعرت بعقدة تجاه الحب...الحب الصادق من الطرف الآخر...
وربما كان هذا هوأحد أسباب شعوري بالحرمان,وأحد أسباب شكي الدائم
بالحب والحبيبة"


لقد تمكن الشك من قلبه ومن نفسه فلم يعرف موطناً للراحه
وأدهى من ذلك أن حبه هوكان حباً صادقاًجارفاً ومن هنا
كان عذابه أكبر فيصل الى قمة الحرمان وقمة الشك
في قصيدة بعنوان عواطف حائرة.......



أكاد أشك في نفسي لأني
أكاد أشك فيك وأنت مني
يقول الناس إنك خنت عهدي
ولم تحفظ هواي ولم تصني
وأنت مناي أجمعها مشت بي
إليك خطى الشباب المطمئن
وقد كاد الشباب لغير عود
يولي عن فتى في غير أمن
وها أنا فاتني القدر الموالي
بأحلام الشباب ولم يفتني
كأن صباي قد ردت رؤاه
على جفني المسهد أو كأني
يكذب فيك كل الناس قلبي
وتسمع فيك كل الناس أذني
وكم طافت علي ظلال شك
أقضّت مضجعي واستعبدتني
كأني طاف بي ركب الليالي
يحدث عنك في الدنيا وعني
على أني أغالط فيك سمعي
وتبصر فيك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولاً
ولكني شقيت بحسن ظني
وبي مما يساورني كثير
من الشجن المؤرق لاتدعني
تعذب في لهيب الشك روحي
وتشقى بالظنون وبالتمني
أجبني إذ سألتك هل صحيح
حديث الناس خُنُتَ؟الم تخني؟






وهناك قصائد كثيرة تعبر عن هذا المعنى وتجسده أحلى وأصدق
تجسيد ففي قصيدة يا ناعس الطرف



ياناعس الطرف قد فازت أعادينا
واستبشروا بمناهم في تجافينا
وكف عنا كؤوس الصفو ساكبها
وعاد بالشجو والأحزان يسقينا
وودعتنا أماني الوصل مسرعة
حتى غدونا بمنأى عن أمانينا
واستسلمت لظلام اليأس أنفسنا
إلا العُلالات من ذكرى تلاقينا
وكان بالأمس شادي الورق يطربنا
لكنه إذ يغني اليوم يشجينا
فقد سمعتم الى إرجاف عاذلنا
وقد أطعتم وشايات الهوى فينا
ما كان ظني بكم يا منتهى أملي
أن الوشاة تقصّيكم فتقصينا
وأن ما زعم الحساد مقتدرٌ
أن يطمئن إليه قلبكم حينا
وأنكم تؤثرون الشك إن عرضت
به البوارق من إرعاد لاحينا
وأنكم قد صممتم عن معاذرنا
لم تسمعوها وأسمعتم أهاجينا
زعمتمونا نقضنا عهدكم وغدا
لنا بغيركمو شغلٌ يعنّينـــا
وما عنانا سواكم في الدنى أحد
ولا غرينا به إن بات يُغرينا
إنا وإياكم نجمان في فلك
يديره الحب في آفاق ماضينا
مهما أختصمنا فإن الشوق يجمعنا
أو افترقنا فإن الحبّ يدنينا
فما ترى اليوم من صبري ومن جلدي
فللكرامة فضلٌ من تــأسّينا




وتزداد وضوحاً في قصيدة فيم التساؤل؟


حالي بمعترك الحوادث حالي
فيم السؤال ولات حين سؤال
فيم التساؤل والسؤال وقد بدا
لك ماترى من محنتي وهزالي
أأنا الملوم لأنني أنزلت آمالي
بموكب حسنك الخذال؟؟؟
أم كان حسن الظن مني زلة
جوزيت عنها فاجع الأهوال
لم الق من صفح لديك وإن يكن
ذنبي اليك ومنك في إقبالي
أقبلت محتشداً اليك بمهجة
أصفى من المترقرق السلسال
فأعرتني أذن السميع معللا
أملي برقة كاذب ختال
فظننتني أضحيت أسعد عاشق
أمتعته برضى وطيب وصال
وغدوت أبسم للورى متجاهلا
عين الرقيب وقولة العذال
غرداً أهز معاطف الأغصان من
نغم الغدو لديك والآصال
مايزعج الصد المؤرق بالي
في حلم فردوس وراحة بال
يا شقوة الآمال لما أن بدت
للعين شمس وفاك وشك زوال
شيعتها بدم الجفون وكابدت
في إثرها عيناي سهد ليال
ومشى اليقين اليّ بعد تشكك
في القلب هيج همسه بلبالي
ورأيت كيف خدعت فيك وطالما
خدع الظماء ببارق الأوشال
فرجعت للظماء الذي هو قاتلي
بعد الفراق وخيبة الآمال
ومن العجائب أن أجيئك عاتبا
أتراك تصغي ساعة لمقالي؟؟
هي منية مرت بقلب قد سلى
عن حبه لما رآك السالي
ولّى من الحب الذي ولّى فما
لي ناشراًَ منه الصحائف مالي؟!
فلقد طويت براحتيك كتابه
ودفنت فيه سوانحي وخيالي




وفي قصيدة أمل يخيب يتضح لنا حرمانه وخيبة أمله وموت حبه



ودعت أيام الربيع الناضر
ودفنت آمالي ووحي وخواطري
ووأدت مافي القلب من ذكرى الصبا
ونفضت عن ذهني خيال الشاعر
لاحب والغدر الخئون يحوطه
ولّى الغرام مع الحبيب الغادر
هي وردة ظمأى وقد رويتها
_إذ قل عنها الغيث_ماء نواظري
أيقظتها بل صغتها في قالب
من نور آمالي وزين مشاعري
ومنحتها قلبا_على أترابـهــا
قد عزّ_ يرعها بحب طاهر
لم أدر حين سقيتها ورعيتها
أني سأجزى بالعقوق السافر
ياقلب لايحزنك ما ضيعته
من حبك الوافي لعهد غابر
بل لايروعك الزمان بمكره
إن الكريم ليبتلى بالماكر
هل كان ذاك الود الا خدعة
خلابة مبذولة من فاجر !
كم ذا بذلت صداقة ومحبة
وجنيت مايجني فقيد بصائر
فاربأ بنفسك أن تكون معذباً
وانظر إلى الماضي بعين الساخر
فالحب ماينأى بقصدك عن هوى
زيف كأهواء الدعي الهاجر




وفي قصيدة إشراق نرى وهج السراب الذي يمر سريعاً
فهو كالزمن لايمكن اللحاق به.....



مثلما يشرق الضياء على الأفق
وينهلّ عبر خضر الروابي
وكما تسبح الخمائل في العطر
وتهمي بالطّيب مثل السحابِ
هكذا تشرق الأماني بنفسي
وتهزُّ الأحلام غضّ اهابي
فأحس الوجود ملكي..وأنسى
كل ما فيه من أسى وعذابِ
وتكاد الساعات وهي سراعٌ
تتخطى بالجري ... وهج السرابِ
هي عمري ..أردته جامد الخطو
لتبقى عزيمتي وشبابي
***
..يا حبيبي , قل لي: أتشعر مثلي
بارتعاشاتِ حبنا الغلاَّب؟؟؟؟
وأجبني هل أنت طيف غريبٌ
عن دنا الناس , إن صحبت اغترابي
يا حبيبي..هل انت مثلي شجيٌّ
لايرى في الحياة غير ضباب ؟؟
وإذا ما التقت بعيني عيناك
حسبت الوجود مغنى تَصابِ
قل ولا تخشى لائماً فهوانا
لم يدنس بالزيف أو بالكذاب
هو عهد القلوب صَحّتْ وفاءً
وأبت للغرام غدر الذئاب
عهد قلبين مؤمنين بأن الحب
...أسمى من خدعة وارتياب
لا تكلني للصمت يلهب قلباً
لم يعد فيه موطن لالتهاب
لا تدعني اهيم خلف ظنوني
فلبعض الظنون وقع الحراب
لا تقل حسبك العيون مجيباً
ربما أخطأت عيوني صوابي
لاتلذ بالحياء مادمت تدري
صدق حبي وعفتي في رغابي
قل ولو هامساً ..أُحبك .. أهوى
فيك كل المنى الكبارِ..العذابِ
إن قلب المحروم يرجوك نطقاً
وحرام حرمانه من جواب



وله الكثير من القصائد لايسعني الوقت لإدراجها
ومن أحبها وأقربها الى نفسي قصيدة وجدانية راااائعة
لو لم أقراء من الشعر الا هي لكفتني ولولم يكتب من القصيد الا هي لكفته
قصيدة مناجاة صادقة بعنوان إلى الله فيها مناجاة وإعترافات
وتوبة ولجوء الى الخالق الذي لايرجى عفو ولاخير من سواه



إلهي يارباً عبدتك طاعة
وتقوى وإيماناً بأنك تعبد
إليك فؤادي خاشعاً وجوارحي
إذا سرت أو وقّفت أو أتهجد
ومادمعت عيناي الا توسلاً
وشكراً لنعماك التي لاتحدد
وجودي وما يحوي الوجودبأسره
رذاذ عطاياك التي ليس تنفد
وهبت لنا الدنيا وذللتها لنا
فلان لنا صخر وأعشب فدفد
وأطلقتنا شكلاً وعزماً ومنطقاً
على خير مانهوى ونرضى وننشد
وميزتنا بالعقل حتى نرى به
سراطاً قويماً حيث نهنا ونسعد
وقلت لنا سيروا عليه فضللت
بصائرنا الأهواء للعقل تفسد
وهمنا على درب الغوايات حوما
فما قَصُرت باع ولا أحجمت يد
ظمئنا ولم تشبع ظمانا جهالة
وتهنا عن العقل الذي فيه نرشد
وهامت رؤانا في متاهات غينا
كأن لنا يوم وليس لنا غد
فمنا أُناس قد عصوك جهالة
ومنا من استهوى خطاهم تمرد
وقد هجر الإيمان بعض أضلهم
زبانية الشيطان عمداً فألحدوا
ولولا نفوس منهم قد تمسكت
بهديك تستجدي رضاك وتعبد
تسبح باسم الله في الصبح والمسا
ونحوك يعلوا حسها حين تسجد
لما ظل في الدنيا من الخير بارق
ولا طاب للأخيار في لعيش مورد
&&&
إلهي ... ما يوماً عصيتك مرة
وكنت بعصياني إلى العمد أقصد
وما شدني للذنب شرك بمبدع
يخر له نجم ويسجد فرقد
وما كنت مغروراً بعزمي وقوتي
ولا غرني جاه ومال وسؤدد
ولكنه ضعفي أمام غرائزي
وبهرج دنيا خالب ومسهد
فما أنا الا واحد من بني الورى
يعيش ظِمئاًوالأماني شرد
إلى أن نرى في الشيب بدء نهاية
لما كان يغوي عقلنا ويبدد
فنلجاء للباري نفوساً هلوعة
ونطرق من أبوبه ليس توصد
&&&
إلهي... بعد الذنب جئتك راجياً
حنانك يامن تستعان وتقصد
وأسألك الغفران رفقاً بأضلعٍ
من الخوف نار الذعر فيها توقد
دعوتك ياربي لتغفر زلتي
وما أكثر الزلات حين تعدد
فما أنا معصوم ولا أنا قاصد
تحديك يامن طوعه الأمس والغد
ذنوبي وإن كانت كثار فأدمعي
على توبتي عنها تنم وتشهد



ومن بداياته قصيدة كتبها في مقتبل شبابه بعد معاناته مع المرض
يرثي بها نفسه وأخترتها لأهديها له وأرثيه بها
ففي القصيدة عزاء لنا وله وكأنه يخاطبنا بقصيدته أطيلي الوقوف
التي أختم بها حديثي أمير الشعرو الشعراء



هو الداء يعبث في أضلعي
إذا مانعيت فلا تفزعي
ولاتطلقي صرخة في الفضاء
ولاترسلي مدمع الموجع
فلا بالمدامع برء الجراح
فخلي النواح ولاتجزعي
ولكن عليك بحفظ الوداد
وصوني عهود الفتى الألمعي
وعيشي مدى العمر بالذكريات
وطوفي بمغنى الهوى واخشعي
وزوري ثراي إذا مالسكون
أطل وعند الثرى فاركعي
لئن ضم جسمي ذاك الثرى
فقد ضم عهدي وحبي معي
وحطي على القبر بعض الزهور
ففي الزهر ذكرى لقاً ممتع
أطلي الوقوف على مدفني
إذا مااعتزمت بأن ترجعي
فطيفك يخفق في خاطري
وصوتك ينساب في مسمعي





ملحوظة....

تعمدت أن لاأقحم كلماتي كثيراً فليس هناك أبلغ من المرحوم في الحديث عن نفسه
فما أقلامنا وشعرنا وكتاباتنا بشيء في حضور أمير الكلمة وفارس الحرف
رحم الله عبدالله الفيصل وأسكنه فسيح جناته
أهدي ما جمعته من كلمات المرحوم لروح المرحوم
وأسأل الله أن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة






بالحب والإشراق

اخر تعديل كان بواسطة » عريب عبدالله في يوم » 12/05/2007 عند الساعة » 12:06 AM
اضافة رد مع اقتباس