مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 29/04/2007, 10:45 PM
الهارف الهارف غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/07/2002
المكان: حيث تسكن الحروف
مشاركات: 205
و لم ا ستطع تجاوزها ابدا!!

عندما كنت أسير في طرقات الدروب الظليلة حيث الضوء يكاد يكون خيوط من أشعة الشمس المتساقطة من بين أوراق الأشجار المتعانقة بأغصانها على تلك الممرات الضيقة و المكان المنتمي لفوضى أوراق الخريف الراقصة على الامتداد الذي توغلت أليه حقيقة لا أعلم عن هذا المكان غير تواجدي في محيطة فحتى الساعة لم يخيل لي أني قد اجتزته في حياة أخرى أو حتى حلم ..

لم يهزمني الظل و لا أصوات العزلة الموحشة و التي تكاد تثقل الفراغ فتجعل من الصعوبة إكمال تلك المنحنيات التي تحتوي المكان لبرهة كنت استحث الخُطأ للعودة من حيث بدأت لا كيف لي أن أعود إلى حيث انتهيت !! هناك رأيت هالة من نور بين الأحجار خلتني رأيتك أصغي بتركيز لعلي أهتدي لصوت ألفت سماعه عبثا أحاول فلم أجد سواء أصوات حفيف الأشجار و تساقط الأوراق و زقزقة بعض طيور و ترقرق مياه جدول كأنها موسيقى تعزفها الطبيعة يبدُ أن حالة من الإعياء جعلتني أتخيل أو شيطان الفكر صور لي ذلك آه كم تؤرقني ليتها تدعني أو تغادر فربما أجد نفسي أو أتخلص من بعض قيود ..
هي بلا شك تقودني حيث تريد فقط أتبع إرادتها نعم أنا أريد الإصغاء إليها و إن كان بغير وعي مني هناك مقصد أو نهاية تريد إدراكها فلِما أُخالف عقارب الزمن أو أعاكس مجرى الرياح هي من تحمل زورقي المتهالك أبحث عن منارة ما بين فسح الأشجار و لا أرى سواء انغماسي في الوحل كلما ابتعدت اكثر فأكثر هذه الدوامات تجتذبني إليها اختفت خيوط الشمس الذهبية المتسللة من بين الأوراق أدرك الآن بأن الوجه الآخر قد أخذ ينسل رويدا رويدا حتى احتوى الأفق لم أرى هذه الصورة من قبل لمعان النجوم الثلجي في سماء حالكة بالسواد كيف لي أن أكون أعمى فجمال الأشياء في طبيعتها فكيف عندما تكون الطبيعة هي الجمال!! ربما تلك القلعة الزجاجية و الأضواء من صنعت منا أشباه بشر تسعى لغرائزها متناسين كيف نكون بشر لن أبحث عن مخرج سأنتظر هنا حتى أتخلص من أصفاد الحضارة هي خطوة إذا نحو التعقل الآن المساء انسدل و يشع الندى بريقا من فوق العشب الذي يكسوا وجه الأرض هدوء متناهي فقط أنغام المحيط و أنا مصغ لتمازج الألحان الممزوج بأصوات قاطني المكان بدت لي نافذة تتدفق منها رائحة البحر وكأنه يطلب حضوري طفقت إليه وجدت أنيسا أقضي بصحبته الوقت حتى يذوب الزمن ..

هاهنا أو أعلق في هذا العالم العذري رمال بيضاء وارتطام مياه غاضبة على الحيد الصخري يلوح في الأفق البعيد ظل يحجب نور القمر المنعكس هناك سفينة تصارع الأمواج وتقاوم الريح وعدد من النوارس محلقة حولها مودعة البحارة قبل التلاشي الأخير ..
لهذا المساء لغة بدت لي واضحة و الأفكار عادت تتزاحم هل أنا الوحيد هنا هل أنا فعلا موجود و ما ألمسه من حولي واقع ها أنتِ تعودين مرت أخرى هنا واقفه كعادتكِ تنظرين إلى كأنكِ تريني للمرة الأولى وها أنا كعادتي أمد لكِ يدي إلى أقصى ما أستطيع و ما إن أمسك بكِ حتى ترحلين وأقف أنا ممسك هالة من نور أعود لمكاني و أصلي من أجل أن تعودي لحظات و شريط الماضي يعود بي حيث إلتقيتك أذكر جيدا عندما كنتِ جالسة على الطاولة و كيف كنت ممسكا بالقلم وأنا أسرق النظرات لم أتمالك نفسي ضاعت مني الكلمات حينها تمنيت لو كنت ممسكا بريشة ولوح آه لو كنت بالفعل كذلك لما تمنيت سواء هذا الشعر و هو يطوق وجها كأنه البدر و تلك العيون و اليدين الناعمتين أحسد النادل حين يقترب و تهمسين له وددت لو كنت اسمع ما تقولينه وبأي طريقة سيقع وقعه على …!!! …

في زاويتي من المكان أين ذهبت تلك الطفلة من تبيع الزنبق أين هي على عجل أبحث فتاتي اقتربي ..
-نعم سيدي كيف أخدمك ؟؟ هل تريد شراء بعضا مما أحمل !! ..
- بل كل ما تحملين في سلتكِ ..
- لم أعهدك تحب الزنبق…
- بل أنا كذلك و كفي عن أسئلتك الطفولية أترين تلك الحسناء..
- نعلم من تجلس في المنتصف يا سيدي ..
- هي تلك أذهبي إليها وقولي هذه الورود خلعت من أرضها و تحتاج إلى أرض خصبه فهل مددت يدكِ لتحي الزنابق حيث تنتمي ..
-
كم كنت صبيانيا بتفكيري وتصرفي بعد انصرافك ذهبت إلى نافورة إله الحب كيوبيد ألقيت كل ما أملك من قطع نقدية في المياه وأمنية واحدة فقط بأن تنطلق سهام الشغف و الوله و الجوى نحو قلبها حتى يتدفق الحب كتدفق الحمم المنصهرة ..
بعد هذا لم أعد أرى الدنيا كما كنت أدركها بالمعتاد من الحواس فحتى خفقان الجزء الضعيف من صدري قد ازداد نبضا كأن الحياة قد عادت له بعد سبات …

لماذا عندما يمتلكني الفراغ تخرجين خسرتكِ بحماقاتي وهي الحقيقة الوحيدة التي أرقتني ولم أستطع تجاوزها أبدا أبدا أبدا..



الهارف
اضافة رد مع اقتباس