لقاء الثلاثاء
المدّ الأزرق
عبدالكريم الجاسر


واصل الهلال هيمنته على النصر والتفوق عليه بشكل كامل، وبات الهلاليون اليد الطولى في التعامل مع مبارياتهم مع المنافس، مستفيدين من التفوق الفني لفريقهم والفارق الشاسع بين الفريقين عناصرياً وفنياً؛ حيث أبطل الهلاليون كل المحاولات الصفراء للعب المباراة خارج الميدان وجرّ الهلاليين لأمور أخرى قد يستفيدون منها لتجيير المباراة لمصلحتهم؛ فقدم الهلال أمام النصر مباراة مثالية من حيث التحكم في مجرى اللعب وعدم السماح للحماس الأصفر بالتفوق لإلغاء الفوارق الفنية خلال اللقاء؛ فأنهى لاعبو الهلال الشوط الأول بشكل مثالي ثم أكملوا مهمتهم في الحصة الثانية بكسب النقاط الثلاث وتقديم جزء من مستواهم المعهود وما يتفق مع إمكانات الفريق الحقيقية.

في مباراة الديربي نجح باكيتا في اختيار الأسلوب الأمثل للتعامل مع المباراة؛ فلم يندفع لاعبوه مع الاندفاع النصراوي، واستنفدوا كل الجهد الأصفر والحماس الزائد في الشوط الأول، ثم عادوا للقاء في الوقت المناسب، وحسموا النتيجة لمصلحتهم مكتفين بهدف وحيد كان يمكن أن يتضاعف مرتين لو استثمرت الفرص كما يجب.

** باكيتا عاد أخيراً لطريقته الناجحة بالاعتماد على الوسط. ورغم أن هذه العودة جاءت على حساب القناص ياسر القحطاني الذي سحبه باكيتا وأبقى مواطنه ألفين، إلا أن البديل - وهو لاعب وسط - أعاد التوازن والسيطرة للهلال وسط الملعب، وسمح للوسط الهلالي بالتفوق والسيطرة؛ وبالتالي تحقيق فوز سهل ضمن للهلال الصدارة؛ فالهلال - كما أثبتته المباريات السابقة - يجيد تماماً اللعب بطريقة 4-5-1 وهي تساهم في تغطية الكثير من العيوب الفنية، وتتيح للاعبي الوسط إظهار قدراتهم الهجومية بشكل كامل؛ فشاهدنا الشلهوب يستعيد خطورته، وشاهدنا الفرص العديدة أمام مرمى النصر، والتي كانت بحاجة إلى تواجد القناص الكبير ياسر القحطاني؛ فلو استمر ياسر لنجح بالتأكيد في التسجيل واستفاد من التحضير الجيد لفريقه وسط الميدان، وهو ما افتقده في مباريات عديدة؛ حيث يبذل ياسر جهداً خرافياً ليصنع لنفسه الفرص في ظل طريقة اللعب السابقة، بينما توفر له الطريقة الأخيرة الفرص السهلة للتسجيل دون عناء في ظل وجود لاعبين عديدين خلفه وحول منطقة جزاء الخصوم؛ ولذلك فعودة القناص للتسجيل باتت قريبة بشرط استمرار اللعب بنفس الطريقة التي أنهى بها الهلاليون لقاء النصر.

** الظروف العديدة التي عاشها الهلاليون قبل اللقاء أثرت كثيراً في أداء الفريق في الشوط الأول.. وحين تخلص منها الهلاليون في الشوط الثاني ظهر الفريق بوجهه الحقيقي وقدم مباراة جيدة إلى حد كبير.. ويبقى فقط نقطة واحدة ليضمن الهلاليون الصدارة ويبدأوا في إراحة لاعبيهم والاستفادة من لاعبي الصف الثاني بإشراكهم في المباريات لتوفير بدائل عديدة تتيح للفريق مواصلة مشواره بارتياح.

بندر عراف الهلال

** سمو الأمير بندر بن محمد يثبت يوماً بعد آخر أنه أهم أعضاء شرف الهلال وأكثرهم تأثيراً وإدراكاً للظروف المحيطة والأنجح في التعامل معها.. وما حدث بعد عودة الفريق من أوزبكستان وما صاحب ذلك من اجتهادات هنا وهناك كشفت السرّ الحقيقي في تعلق الجماهير الهلالية بعضو الشرف الخبير بندر بن محمد؛ فالوسط الرياضي - عموماً - يحتاج إلى شخصية تعرف كيف تدير الأمور وتتجاوز الأزمات لتحقق النجاح، وهو ما فعله بندر حين تدخل لتوجيه السفينة الهلالية والوصول بها لبرّ الأمان بعيداً عن أي اجتهادات جانبها الصواب؛ ولذلك أقول إن عودة بندر لتولي سدة الرئاسة مجدداً باتت مطلباً جماهيرياً ملحاً بعد ابتعاد الإدارة الحالية التي يبدو أن استمرارها بات ضعيفاً، كما يعلن ويكرر سمو رئيس النادي؛ فالأمير محمد بن فيصل وصل - كما يبدو - إلى مرحلة الملل، وعلى الهلاليين أن يبدؤوا من الآن في ترتيب أوراقهم لتهيئة مستقبل أفضل لفريقهم بعد رحيل الإدارة الحالية، خصوصاً أن الأوضاع الاستثمارية الجيدة للنادي, عموماً، تشجع أي شخصية على التقدم للترشح للرئاسة بوجود موارد مالية ضخمة قد تسيّر النادي دون الحاجة إلى مبالغ ضخمة يدفعها أعضاء الشرف، وحين يصل الهلال إلى هذه المرحلة يكون قد تجاوز منعطفاً كبيراً في مسيرته الرياضية.

لمسات

** أمام النصر قدم باكيتا للهلاليين اكتشافاً كبيراً بتقديم العنقري للوسط الأيمن؛ حيث كان نجماً كبيراً في المباراة كان له حضور لافت بين النجوم