السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وأسعد الله أيام جميع الشباب .. والله لكم وحشة واشتقت لكم كثير ..

أعود إليكم بعد قضاء بعض المدة في تايلند حيث ذهبنا للدعوة إلى الله تعالى والحمد لله كانت الرحلة موفقة جدا بفضل الله ولازال باقي الشباب يكملون جهدهم حيث أني رجعت وحدي لظروف خاصة ..

وسبحان الله يا إخواني .. عندما كنا نسمع ما نسمع عن تايلند وبانكوك بالذات كان الواحد منا يعتقد أن هذه المدينة ليس بها إسلام نهائيا وإنما هي مكان للعربدة والفسوق بشتى أنواعه ولكني فوجئت ولله الحمد أن بانكوك وحدها بها 200 مسجد وبها الكثير من العلماء والكثير من الحفاظ لكتاب الله تعالى والكثير من المعاهد الإسلامية ومركز كبير للدعوة إلى الله !! ..

والله لقد فرحت أيما فرح بهذه الأخوال التي تسر القلب ففي هذه الدولة البوذية التي يعبد معظم أهلها الأصنام !! تجد أهل الدعوة يجتهدون لدينهم ويعملون ليل نهار في هذا السبيل الذي جعله الله تعالى هو الشرف لهذه الأمة ( كنتم خير أمة أخرجت للناس .. تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله .. ) وكم يسر القلب عندما تجد الشباب أبناء العشرينات أو أصغر من ذلك في وسط تلك الفتن التي تجعل الحليم حيران وهو يلبس لباس السنة ويدعو هذا ويعلم ذاك القرآن ويجتهد هنا وهناك لإعلاء كلمة الله في الأرض ..

أسأل الله لباقي الشباب ( 5 شباب ) التوفيق وأسأل الله لأهل البلد المؤمنين العاملين التثبيت والتوفيق وأن يفتح الله على أيديهم ويهدي الناس للهدى عن طريقهم .. وأسأل الله أن يهدينا لنقوم على مقصدنا الذي خلقنا من أجله وأن نجتهد لديننا ولطاعة ربنا ولنشر إسلامنا الذي إذا ما نمنا نحن أحفاد الصحابة وأهل ديار الحرمين فمن بالله عليكم يجتهد لديننا نحن ؟!!

هل ننتظر غيرنا ليجتهد لديننا ؟! .. الواحد فينا إذا ما نقص من بيته أي شيء فإنه يسعى لإكمال هذا النقص لأن البيت بيته ..
ولكن .. أوامر الله تعالى تكسر في كل مكان والمسلمين في تراجع للوراء وهم في حاجة وشوق لمن يعلمهم أمر دينهم ولكن تجد الإتكالية في هذا الأمر الذي هو والله أهم من الطعام والشراب والتنفس أيضا وكل إنسان يقول هذا ليس شغلي بل هو شغل العلماء أو المطاوعة أو ........... أو ............... !!!!

أخي الحبيب .. ألا تقرأ قول الله تعالى ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله أنا ومن ابتعني .. وسبحان الله وما أنا من المشركين ) ؟! .. هذا هو طريق المصطفى عليه الصلاة والسلام وكل من آمن به وكل من اتبعه فلا بد أن يكون هذا أيضا طريقه ..
ألم تسمع لنبيك وحبيبك عليه الصلاة والسلام وهو يقول ( أدوا عني رحمكم الله .. بلغوا عني ولو آية ) ؟؟ .. فمن منا بالله من لا يعرف آية والفاتحة وحدها سبع آيات ؟!!!

والله لقد وجدنا في بعض البقاع من لا يحسن قراءة الفاتحة وهو مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله !!! .. فمسؤولية من تعليمه ؟!!!

فقط يا إخواني نسأل الله الهداية والتوفيق ثم نجتهد .. لا بد من الجهد لتحصيل الهداية فطلب الهداية من دون جهد لها وعمل لتحصيلها هو كالذي يدعو الله أن يحصل الذرية والأولاد بدون زواج أو كالذي يدعو الله لتحصيل الفواكه والخضار بدون زراعة ، والله سبحانه وتعالى قد جعل الهداية أغلى ما في السموات والأرض فبها الإنسان يتحصل على قمة السعادة في حياته الدنيا ثم يخلد في دار النعيم أبد الآبدين .. وجعل الله تعالى للهداية شرطين أساسيين .. هما ..
أولا .. الطلب الصادق من الله تعالى .. وجعل هذا الطلب فرضا على كل مسلم 17 مرة في اليوم في قوله ( إهدنا الصراط المستقيم ) .. فلا تقوم لمسلم صلاة إذا لم يقرأ بفاتحة الكتاب ومقصود الفاتحة هو طلب الهداية ..
والشرط الثاني هو الجهد والمجاهدة لتحصيل الهداية .. يقول الله تبارك وتعالى .. ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) .. فلا بد من المجاهدة لتحصيل الغالي .. ولا بد أن تكون المجاهدة على طريق النبي صلى الله عليه وسلم .. فنسأل الله التوفيق والهداية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أخوكم / أبو خالد .