مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 08/07/2002, 03:15 PM
بحار 99 بحار 99 غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 22/06/2002
المكان: الرياض
مشاركات: 191
اراء تحليلية حول خصخصة الاندية الحلقة 2

مقدمة :

في الحلقة الماضية تطرقت للاستراجية المثلى لتطوير الرياضة السعودية والمتمثلة في تطوير الفكر الاداري في الاندية عبر احلال ادارة المؤسسات المنظمة كبديل للادارة الفردية و سأتطرق لاحقاً للهيكلة المقترحة لذلك ، وقبل الدخول في تفاصيل التخصيص واعادة الهيكلة اود ان اقدم وصفاً تحليلياً للنادي كنظام متكامل في ضل الاستراتيجية المقترحة وذلك لتتضح الصورة بشكل اكبر


تحليل النظام المكون للنادي ( العناصر و الاهداف ) في ضل الخيارات الاستراتيجية المقترحة :


العناصر المكونة للنادي:

العنصر البشري – المرافق- الاجهزة والمعدات- القاعدة الجماهيرية ( مجموعة المؤيدين)

1. العنصر البشري هو مجموعة الافراد الذين يرتبطون بالنادي وفق اتفاقيات معينة كاللاعبين المسجلين في النادي والاداريين والفنيين العاملين في النادي وفق عقود عمل
2. المرافق و المنشات الخاصة بالنادي مثل مقر النادي ، الصالات والملاعب الواقعة تحت تصرف النادي
3. الاجهزة والمعدات مثل وسائل النقل و اجهرة التدريب ، وسائل الاتصال ، الخ
4. القاعدة الجماهيرية وهي مجموعة الافراد الذين يساندون النادي خلال المنافسات الرياضية التي يخوضها
وتعتبر العناصر السابقة هي الاصول الثابتة للنادي

الاهداف المراد تحقيقها من خلال النظام ( النادي):

اذا مااؤخذ في الحسبان اعتماد النادي على التمويل الذاتي فان اهداف النادي تنقسم الى :
1. اهداف استثمارية وهي تحقيق النادي لربح مادي من النشاط الذي يقوم بةمن خلال تسويق منتجات معينة في سوق المستهلكين
2. اهداف جماهيرية وهي الحصول على البطولات والانتصارات التي ترضي الجماهير المساندة والداعمة لنشاطاتة
3. اهداف وطنية ومن اهمها اعداد الشباب السعودي الاعداد السليم ثقافياً ورياضياً بحيث يصبح قادراً على تمثيل الوطن خير تمثيل في المحافل الدولية وهي اهداف مكتسبة تبعاً لتحقيق الاهداف السابقة

ومن هنا يمكن تحديد العمليات داخل النادي في النشاط الرياضي والنشاط الاستثماري وتبقى القدرة على ادارة هاذين النشاطين وفق سياسة متوازنة تضمن التفاعل الايجابي لهما لتحقيق الاهداف المرادة



ولنفترض ان السيناريو المقترح للتخصيص هو اعتماد النادي على تمويل نشاطاتة مالياً من خلال قيامة بانشطة استثمارية مستفيداً من السوق الاستهلاكي المتمثل بجماهيرة ( الاستثمار من خلال الجمهور) ويدعمة في ذلك السمة الاستهلاكية للجمهور وعنصر الولاء للنادي بالاضافة الى مشاركة القطاع الخاص في دعم وتمويل الاندية وفق ألية محددة ( هذا السيناريو يناسب الاندية الجماهيرية فقط)

وعلى ضوء ذلك نرى اهمية الدور الفعال للجمهور في ضل الالية المفترضة للخصخصة كمايلي

دور القاعدة الجماهيرية في النادي: ( الخصائص ،الاطار التنظيمي، والادوار الفعالة) في ضل الخصخصة :

هنا يجدر تناول العنصر الاخير من العناصر المكونة لنظام النادي وهو القاعدة الجماهيرية بتفصيل اكثرلما لها من دور فعال في النظام ( النادي) تحت خيار التخصيص حيث تعتبر القاعدة الجماهيرية من الاصول الثابتة للنادي. حيث انها تلعب دوراً مهماً في تحديد القيمة اوالسعر المحدد لقيمة بيع او استخدام شعار النادي لا غراض تسويقية وتجارية ( النادي الاكثر جمهوراً اغلى سعراً)
ويبرز ذلك ايضاً من خلال دورها الرئيسي في تحقيق الاهداف الاستثمارية للنادي، فالجمهور هو من سيدفع دخل المباريات وهو من سيشتري المنتجات التي تحمل شعار النادي من اعلام وملابس واي منتجات آخرى يقوم بتسويقها النادي والقناة التلفزيونية التي تريد شراء حقوق نقل مباراة معينة ستأخذ في الاعتبار حجم القاعدة الجماهيرية للنادي كأساس للجدوى الربحية للنقل

اذن تكون القاعدة الجماهيرية في مجملها السوق الذي يمكن للنادي تحقيق العائد المالي من خلالة

كما يتميز الجمهور ( الانصار او المساندين ) بالولاء التام للنادي ككيان وهذا الولاء لايتأ ثر بالمتغيرات المختلفة كفشل النادي في تحقيق الاهداف الجماهيرية (غير الربحية) كالبطولات والنتائج المرضية التي قد يؤدي عدم تحقيقها الى انخفاض الدخل المادي للنادي بسبب عزوف الجماهير عن حضور المباريات مثلآ ( حدث ذلك في بعض المواسم الرياضيةالسابقة حوادث مماثلة) ومن هنا يتضح التأثير المتبادل للاهداف المختلفة على بعضها البعض ) كما تتميز هذة القاعدة الجماهيرية بالزيادة العددية من وقت لآخر و فقاً للنمو السكاني ووفقاً لانجازات النادي وكذلك قدرتهم على جذب انصار جدد للنادي ( نمو السوق بزيادة عدد المستهلكين/ المشجعين) ولا ننسى العامل الوراثي الذي يحكم كثير من حالات الانتماء )نمو السوق (
ولعل من ابرز السمات المميزة للجمهور الرياضي ايضاًً هو كونة غالبية عضمى في المجتمع استناداُ للاحصاء السكاني الذي يقدر عدد السكان الذين تقل اعمارهم عن الاربعين بمايقارب 80% من اجمالي عدد السكان
وهذه الشريحة السنية هي التي تضهر فيها الاهتمامات الرياضية بوضوح وذلك لاشباع غريزة التنافس لدى الافراد خلال هذا العمر .
وتتلخص اهداف الجمهور في رغبتة في ان يحقق النادي البطولات والانتصارات ويستلزم ذلك متابعة الجمهور لمباريات النادي عبر حضور تلك المباريات او من خلال القنوات الاخبارية التي توفر المعلومات حول هذة المباريات
وفي الغالب لايشارك الجمهور في توفيرالدعم المالي بشكل مباشر او مايعرف بالتبرعات للاندية ( فشلت محاولات سابقة لبعض الاندية في الحصول على تبرعات من الجمهور) بينما يقد يتم ذلك من خلال الاستفادة من عنصر الولاء للنادي وكذلك الصفة الاستهلاكية للجمهور في تسويق منتجات معينة لتحقيق الربح ( فشل بعض المحاولات السابقة مثل لبن الهلال 1986لايقلل فرص النجاح حاليا وذلك للتغيرات المتعددة سواء الاقتصادية او الاجتماعية او الثقافية كما ان الفشل السابق ارتبط بشكل كبير بطبيعة المنتج الذي لم يكن ملائماًً لشريحة المستهلكين المستهدفة آ نذاك )

ويتضح الدور الفعال للجمهور في منظومة النادي من خلال التعمق اكثر في تحليل الجمهور من حيث الشكل و السلوك الاجتماعي حيث نجد خاصية مهمة نجح الجمهور في تكوينها خلال السنوات القليلة السابقة وهي تكوين مجتمع رياضي حيث يعتبر الجمهور الرياضي الحديث مجتمع رياضي ان صح التعبير ، فاذا كان تعريف المجتمع لدى علماء الاجتماع هو : عبارة عن مجموعة افراد تملك نفس الضروف الزمانية والمكانية وتتفاعل فيمابينها عبر تيادل الخبرات والتجارب وتكو ين الافكار والمثل الاجتماعية واتباع اتجاة تغير اجتماعي معين
فأن هذا المفهوم ينطبق على الجماهير الرياضية بفضل وجود الانترنت التي مكنت جماهير كل نادي من تكوين مجتمع خاص فضهر المجتمع الهلالي و الاهلاوي والاتفاقي .....الخ حيث يتفاعل الجمهور من خلال تبادل الاراء ووجهات النظر حول الامور المتعلقة بالنادي الذي ينتمون الية و بالتالي تنشأ الحوارات والمناقشات التي تختتم عادة بتكوين رأي عام يعبر عنهم تجاة موضوع معين من مواضيع النادي .
وهذا المجتمع الالكتروني اصبح يمثل مجتمع لجماهير النادي من خلال تفاعلهم مع مايطرح من مواضيع تهم النادي. بل ان بعض المجتمعات الالكترونية ( المنتديات ) اصبح لة ثقل اعلامي واضح من خلال مايوفرة من اراء وتحليلات ورصد معلوماتي لانشطة النادي المختلفة
كما تجدر الاشارة هنا الى التطور الثقافي والفكري للجمهور من حيث الالمام بصناعة الرياضة عموماً وكرة القدم على وجة الخصوص حيث اصبح المشجع ملماً بالجوانب الفنية والبدنية و اصابات الملاعب و الانظمة الخاصة بالمسابقات وبقوانين الالعاب المختلفة .....
اذن فالجمهور الرياضي استطاع ان يكتسب ثقافة رياضية شاملة بفضل المتابعة الاعلامية للقطاع الرياضي واصبح بأمكان اي مشجع ان يحاور ويحلل ويشخص ويضع الحلول لاي قضية رياضيةمهما بلغ تعقيدها يدعمة في ذلك الوفرة في المعلومات وسهولة الحصول عليها وكذلك انتقال الخبرات بين افراد المجتمع الرياضي من خلال التفاعلات الحوارية والفكرية

ويبقى السؤال الآن هوما مدى استفادة الاندية من هذة المجتمعات الالكترونية ؟

في الواقع ان تكون او نشوء مثل تلك المجتمعات سيفيد الاندية بشكل كبير وسيسهم في تطور الاندية
فوجود المجتمع الالكتروني سيمكن ادارة النادي من معرفة اراء الجمهور حول كثير من مواضيع النادي ومن خلال هذة المعرفة تتم عملية التقييم والتصحيح للقرارات الصادرة حيث سيقوم الجمهور بدور المرآة الناقدة للقرارت الادارية بما يكونة من رأي عام حول مختلف قضايا النادي
سيتمكن النادي من عمل الاستفتاءات بين جماهيرة حول موضوع معين لمعرفة ارائهم والاستفادة منها حيث
سيتمكن النادي من مخاطبة جماهيرة عبر القناة الالكترونية التي تعمل على ربط النادي بجماهيرة وتفعيل عنصر الحوار بينهما
ومن هنا يبرز الدور الفعال للانترنت من خلال عملية الربط بين النادي والجمهور حيث يعرف كل منهما رأي الآخر وهذا د لايتوفر في وسائل الاتصال الاخرى من حيث الكم والكيف ( وهذا الربط مهم لتفعيل النشاط الاستثماري)
وازدياد فاعلية القناة الالكترونية بمرور الزمن امر محسوم كنتيجة طبيعية لازدياد عدد مستخدمي الانترنت و عدد المشجعين الملاحظ في الوقت الحالي وفقاً للنمو السكاني و نسبة الفئات العمرية للمجتمع السعودي
ولذا فأن دور الجمهور في الوقت الحاضر تعدى دور التشجيع والهتاف في المدرجات الى دور اكثر اهمية يبرز من خلال ما يطرحة من اراء حول الامور المتعلقة بالنادي مما سيزيد قاعدة اتخاذ القرار اذا ما تفاعلت ادارة النادي مع الطرح الجماهيري بالشكل الصحيح وهذا بلاشك سيسهم في جعل القرار اكثر قابلية لتحقيق المصلحة العامة للنادي في ضل انحسار الفردية التي تعتبر السمة السائدة للقرارالاداري الآن
هذا بالاضافة الى دور الجمهور الكبير في ضمان التدفق المالي للنادي عبر شرائة لمنتجات النادي المختلفة حيث يعتبر هو السوق الخاص بالنادي كمااسلفت

وهنا يبرز التساؤل حول سبل تفعيل دور الجمهور في تحقيق الهدف الاستثماري ؟ وهل التسويق لمنتجات وخدمات ذات جودة عالية و سعر مناسب هو السبيل الوحيد لتفعيل ذلك ؟ وكيف يمكن تنظيم الاستفادة من الثقافةوالفكر الجماهيري في صنع القرار الاداري في ضل جنوح الرأي الجماهيري لتحقيق المصلحة العامة دون اي اعتبارات اخرى وهل سيؤثر ذلك في دور الجمهور في تفعيل الاستثمار



( ارجو المشاركة بالرأي مع التركيز على السلبيات والايجابيات لكل جانب )


الحلقة القادمة سوف تكون حول تخصيص التمويل وكيفية تفعيلة وسلبيات تخصيص الملكية
وللحديث بقية ............