مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #4  
قديم 30/03/2007, 12:19 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الحضرمي
الحضرمي الحضرمي غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 31/05/2004
المكان: أرض الله الوآسعة
مشاركات: 3,922
إقتباس
"‏ وقال تعالى ‏"‏ لا يستوي منكممن أنفق من قبل الفتح وقاتل ‏"‏ الآية وقد قال تعالى ‏"‏ هم درجات عند الله ‏"‏وقال صلى الله عليه وسلم ‏"‏ الإيمان عريان ولباسه التقوى ‏"‏ الحديث وقال صلى اللهعليه وسلم ‏"‏ الإيمان بضع وسبعون باباً أدناها إماطة الأذى عن الطريق ‏"‏ فهذا مايدل على ارتباط كمال الإيمان بالأعمال وأما ارتباطه بالبراءة عن النفاق والشركالخفي فقوله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أربع من كن فيه فهو منافق خالص وإن صام وصلىوزعم أنه مؤمن‏:‏ من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وإذا خاصم فجر ‏"‏وفي بعض الروايات ‏"‏ وإذا عاهد غدر ‏"‏ وفي حديث أبي سعيد الخدري ‏"‏ القلوبأربعة‏:‏ قلب أجرد وفيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن وقلب مصفح فيه إيمان ونفاق فمثلالإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء العذب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدهاالقيح والصديد فأي المادتين غلب عليه حكم له بها ‏"‏ وفي لفظ آخر ‏"‏ غلبت عليهذهبت به ‏"‏ وقال عليه السلام ‏"‏ أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها ‏"‏ وفي حديث ‏"‏الشرك أخفى في أمتى من دبيب النمل على الصفا ‏"‏ وقال حذيفة رضي الله عنه ‏"‏ كانالرجل يتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصير بها منافقاً إلى أنيموت وإني لأسمعها من أحدكم في اليوم عشر مرات ‏"‏ وقال بعض العلماء‏:‏ أقرب الناسمن النفاق من يرى أنه بريء من النفاق‏.‏
وقال حذيفة‏:‏ المنافقون اليوم أكثر منهم على عهد النبي صلى اللهعليه وسلم فكانوا إذ ذاك يخفونه وهم اليوم يظهرونه وهذا النفاق يضاد صدق الإيمانوكماله وهو خفي وأبعد الناس منه من يتخوفه وأقربهم منه من يرى أنه بريء منه‏.‏
فقد قيل للحسن البصري‏:‏ يقولون أن لا نفاق اليوم فقال يا أخي لوهلك المنافقون لاستوحشتم في الطريق‏.‏
وقال هو أو غيره‏:‏ لو نبتت للمنافقين أذناب ما قدرنا أن نطأ علىالأرض بأقدامنها وسمع ابن عمر رضي الله عنه رجلاً يتعرض للحجاج فقال‏:‏ أرأيت لوكان حاضراً يسمع أكنت تتكلم فيه فقال‏:‏ لا فقال‏:‏ كنا نعد هذا نفاقاً على عهدرسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ وقال صلى الله عليه وسلم ‏"‏ من كان ذا لسانين فيالدنيا جعله الله ذا لسانين في الآخرة ‏"‏ وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم ‏"‏ شرالناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه ‏"‏ وقيل للحسن‏:‏ إنقوماً ما يقولون إنا لا نخاف النفاق فقال‏:‏ والله لأن أكون أعلم أني بريء منالنفاق أحب إلي من تلاع الأرض ذهباً‏.‏
وقال الحسن‏:‏ إن من النفاق اختلاف اللسان والقلب والسر والعلانيةوالمدخل والمخرج‏.‏
وقال رجل لحذيفة رضي الله عنه‏:‏ إني أخاف أن أكون منافقاً فقال‏:‏لو كنت منافقاً ما خفت النفاق إن المنافق من أمن النفاق‏.‏
وقال ابن أبي مليكة‏:‏ أدركت ثلاثن ومائة - وفي رواية خمسين ومائة - من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخافون النفاق‏.‏وروي ‏"‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً في جماعة منأصحابه فذكروا رجلاً وأكثروا الثناء عليه فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم الرجل ووجههيقطر ماء من أثر الوضوء وقد علق نعله بيده وبين عينيه أثر السجود فقالوا‏:‏ يا رسولالله هو هذا الرجل الذي وصفناه فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ أرى على وجهه سفعة منالشيطان فجاء الرجل حتى سلم وجلس مع القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ نشدتكالله هل حدثت نفسك حين أشرفت على القوم أنه ليس فيهم خير منك فقال‏:‏ اللهم نعم ‏"‏فقال صلى الله عليه وسلم في دعائه ‏"‏ اللهم إني أستغفرك لما علمت ولما لم أعلمفقيل له‏:‏ أتخاف يا رسول الله فقال‏:‏ وما يؤمنني والقلوب بين أصبعين من أصابعالرحمن يقلبها كيف يشاء‏!‏ وقد قال سبحانه ‏"‏ وبدا لهم من الله ما لم يكونوايحتسبون ‏"‏ قيل في التفسير‏:‏ عملوا أعمالاً ظنوا أنها حسنات فكانت في كفةالسيئات‏.‏
وقال سري السقطي‏:‏ لو أن إنساناً دخل بستاناً فيه من جميع الأشجارعليها من جميع الطيور فخاطبه كل طير منها بلغة فقال‏:‏ السلام عليك يا ولي اللهفسكنت نفسه إلى ذلك كان أسيراً في يديها فهذه الأخبار والآثار تعرفك خطر الأمر بسببدقائق النفاق والشرك الخفي وأنه لا يؤمن منه حتى كان عمر بن الخطاب رضي الله عنهيسأل حذيفة عن نفسه وأنه هل ذكر في المنافقين وقال أبو سليمان الداراني‏:‏ سمعت منبعض الأمراء شيئاً فأردت أن أنكره فخفت أن يأمر بقتلي ولم أخف من الموت ولكن خشيتأن يعرض لقلبي التزين للخلق عند خروج روحي فكففت‏.‏
وهذا من النفاق الذي يضاد حقيقة الإيمان وصدقه وكماله وصفاءه لاأصله‏.‏
فالنفاق نفاقان أحدهما‏:‏ يخرج من الدين ويلحق بالكافرين ويسلك فيزمرة المخلدين في النار‏.‏
والثاني‏:‏ يفضي بصاحبه إلى النار مدة أو ينقص من درجات عليين ويحطمن رتبة الصديقين وذلك مشكوك فيه ولذلك حسن الاستثناء فيه‏.‏وأصل هذا النفاق تفاوت بين السر والعلانية والأمن من مكر الله والعجب وأمور أخر لا يخلو عنها إلا الصديقون‏.‏


جزاك الله خير وبارك فيك

ونفع بما كتبت
اضافة رد مع اقتباس