مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #64  
قديم 19/03/2007, 03:28 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الحضرمي
الحضرمي الحضرمي غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 31/05/2004
المكان: أرض الله الوآسعة
مشاركات: 3,922
ماهو مصحف فاطمة ؟؟؟
فلما لم أجد ردا يفي بغرضي ، ويرفع عني غيمة التساؤلات الحائرة ، وجدت نفسي مضطر للبحث بنفسي في كتب الشيعة لعلي أجد مخرجا لهذا النفق والدهليز ، أو حلا لهذا السر ، وأنا وإن بحثت فلا أزال أحتاج مساندة ومساعدة الله أولا ثم مساندة الإخوة الأفاضل .
ماهو مصحف فاطمة في منطق الروايات ؟؟؟
روى الكليني عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : وإن عندنا لمصحف فاطمة (ع) وما يدريهم ما مصحف فاطمة (ع) ؟
قال : قلت : وما مصحف فاطمة ؟
قال مصحف فاطمة فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد.
قال: قلت :هذا والله العلم ) [الكافي للكليني / 1-457]
وقد صحح سند هذا الحديث .... انظر (الشافي في شرح أصول الكافي / لعبد الحسين المظفر - 3/197) .
لماذا قال الإمام عليه السلام (قرآنكم) ؟؟؟
هل هناك قرآن آخر !!
ولماذا أراد التفريق بين مصحف فاطمة -اذا كان هو ليس قرآنا - وبين القرآن باسم الإشارة (هذا) المميز بين المشتركين ؟؟
ولماذا يقارن بين مصحف فاطمة وبين القرآن إذا لم يكن بينهما اشتراك حتى أن مصحف فاطمة ليس فيه من قرآننا حرف واحد ؟؟!
وروى الكليني عن أبي الحسن عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك إنا نسمع الآيات من القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم ؟
فقال : لا اقرأوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم ) [ الكافي / 4 - 433 ]
وقد أيد ورجح هذه الرواية الشيخ أحمد بن خلف آل عصفور البحراني في هامشه على الأنوار الوضية في العقائد الرضوية للشيخ حسين البحراني ( ص 28) .
ويروي الكليني بسنده عن حماد بن عثمان قال سمعت أبا عبدالله (ع) يقول :
(يظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة وذلك إني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام .
قال : قلت : وما مصحف فاطمة ؟
قال : إن الله تعالى لما قبض نبيه (ص) دخل على فاطمة (ع) من وفاته من الحزن مالا يعلمه إلا الله عز وجل فأرس الله إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت ، قولي لي ، فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا .
قال : ثم قال : أما والله إنه ليس فيه من الحلال والحرام شيء ولكن فيه علم ما يكون )[ الكافي / 1 - 240]
قال الشيخ علي الغفاري معلقا على قوله (فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ) قال :
( لعدم حفظها وقيل لرعبها عليها السلام من الملك حال وحدتها به )
[ حاشية أصول الكافي - تعليق / الغفاري : نفس الصفحة ]

*** وهنا لدينا وقفات أساسية :

(1) يدل هذا الحديث على أن مصحف فاطمة عبارة عن إخبار عن مغيبات ستقع بدليل :
- معرفة أبو عبد الله لوقت خروج الزنادقة بفضل نظره إلى هذا المصحف .
- نص الحديث بأن هذا المصحف فيه (علم ما يكون ) .
(2) لا شك أن علم المغيبات ، لا يعلمه إلا الله وحده ، أو من ارتضى أن يخبره ، وهنا الرواية تدل على أن ما كان يلقيه الملك على فاطمة (ع) من أمور الغيب لا شك أنه وحي ، وإلا كيف جاز أن يعلم الملك بنفسه علم الغيب !
(3) أيضا في الحديث إشارة على أن حديث الملك وإخباره مما أختصت به فاطمة ، وإلا لو كان هذا الحديث والأخبار قد أنزل على النبي (ص) فنحن نجزم أنه (ص) لا يبخل على فاطمة بإخبارها حال حياته بجميعها ، كي لا يتركها كما نصت الرواية (دخل عليها من وفاته (ص) من الحزن مالا يعلمه إلا الله ) وهو (ص) الحريص على حماية بنته من الحزن .

*** وهناك وقفات فرعية :
(1) الذي أعرفه من تجربتي مع إخوتي الشيعة ، أن علي (ع) هو نفس الرسول وهو وارث علمه ، وأن المعصوم حين وفاته ينتقل علمه جميعا إلى المعصوم الذي بعده ، فهل كان علي (ع) يجهل هذه الأخبار وهذا الحديث ؟
بل هل كانت فاطمة (ع) تجهل هذه الأمور لتحتاج إلى ملك يسليها ؟؟
(2) المعصوم هو من عصمه الله ، واعتصم هو بالله ، فهل لمن هذه حالته أن يصيبه الحزن ويبلغ مبلغه ؟ وهل يحتاج المعصوم إلى من يسليه ويزيل غمه ؟
(3) ثم كيف تكون تعزيت الزهراء (ع) بإخبارها بما كان وفيه كما يعلم الجميع قتل أبناءها وما فعل بالحسين ولدها وما فعل بأحفادها وبناتها وشيعتها وما يجري من محن عليهم ومصائب ونوازل وكروب تزيد في الحزن وتبعث على الغم !!
وفي رواية أخرى عند الكليني :
قال أبو عبد الله عليه السلام - عن مصحف فاطمة - : ( ما أزعم أن فيه قرآنا ، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش )
[ الكافي : 1 - 240]
وهنا تلاحظ أن هذه الرواية تناقض التي قبلها حيث قررت التي قبلها أن مصحف فاطمة ليس فيه شيء من الحلال والحرام ، وهنا قرر نقيض ذلك !
وجاءت رواية في كتاب (دلائل الإمامة ) للشيخ محمد بن جرير بن رستم الطبري .. تصف مصحف فاطمة ... تقول :
( خبر ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، وفيه خبر سماء سماء ، وعدد ما في السموات من الملائكة وغير ذلك ، وعدد كل من خلق الله مرسلا وغير مرسل ، وأسمائهم ، وأسماء من أرسل إليهم ، وأسماء من كذب ومن أجاب ، وأسماء من خلق الله من المؤمنين والكافرين ، وصفة كل من كذب ، وصفة القرون الأولى وقصصهم ، ومن ولي من الطواغيت ومدة ملكهم وعددهم وأسماء الأئمة وصفتهم وما يملك كل واحد .. فيه أسماء جميع ما خلق الله وآجالهم ، وصفة أهل الجنة وعدد من يدخلها وعدد من يدخل النار ، وأسماء هؤلاء وهؤلاء ، وفيه علم القرآن كما أنزل وعلم التوراة كا أنزل ، وعلم الإنجيل كما أنزل وعلم الزبور كما أنزل وعدد كل شجرة ومدرة في جميع البلاد )
[ دلائل الإمامة / لإبن رستم : 27-28]
قالت مقدمة هذا الكتاب والذي طبع في المطبعة الحيدرية بالنجف عام 1369هجرية
(وهذا الكتاب لم يزل مصدرامن مصادر الشيعة في الإمامة والحديث تركن إليه وتعتمد عليه في أجيالها المتعاقبة منذ تأليفه وإلى وقتنا الحاضر ) ص 5
ويقول المجلسي عن الكتاب وصاحبه :
(من الكتب المعتبرة المشهورة أخذ منه جملة من تأخر عنه كالسيد بن طاوس وغيره .. ومؤلفه من ثقات رواتنا الإمامية )
[ بحار الأنوار / 1 - 39]
تعليق على هذه الرواية :
نجد أن هذه الرواية تضيف أشياء جديدة وكثيرة لا تعد ولا تحصى إلى مصحف فاطمة (ع) فنقدر أن نقول فيه كل شيء !
ولكن الذي استوقفني قليلا هو هذا النص :
( وفيه علم القرآن كما أنزل وعلم التوراة كا أنزل ، وعلم الإنجيل كما أنزل وعلم الزبور كما أنزل)
فما هو المقصود من علم القرآن هنا ؟؟؟
ولماذا كما أنزل ؟ وهل علم القرآن منزل على النبي (ص) ؟؟
ولماذا يقترن ذلك بالكتب السماوية التي حرفت ؟؟
وهنا نقول :
هل ما أنزل على فاطمة الزهراء (ع) وحي خاص بها ؟ أم هو مما أنزل على النبي (ص) ؟
وقد بحثت عند بعض الشيعة المعاصرين لعلي أجد جوابا شافيا كافيا عن مصحف فاطمة (ع) ، فوجدت آية الله عبد الحسين الموسوي يقرر أن مصحف فاطمة إنما هو تأليف ألفه علي (ع) لفاطمة كي يعزيها .... يقول عبد الحسين :
( بعد فراغ علي من جمع القرآن بعد وفاة الرسول ألف لسيدة نساء العالمين كتابا كان يعرف عند أبنائها الطاهرين بمصحف فاطمة يتضمن أمثالاً وعبراً وأخباراً ونوادر توجب لها العزاء عند فقد سيد المرسلين أبيها )
[ المراجعات / 336]
فهنا تلاحظ أن مصحف فاطمة (ع) هو مجرد تأليف من الإمام علي (ع) يجمع النوادر والعبر والأمثال !!!
هل كانت فاطمة (ع) تجهل مثل تلك العبروالأمثال ؟
هل يحتاج المعصوم ليتعزى إلى مثل تلك ؟
إذن ليس مصحف فاطمة بوحي ولا هو كتاب عن طريق ملك !
يقول الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء :
( ويعتقد الإمامية أن كل من اعتقد أو أدعى نبوة بعد محمد أو نزول وحي أو كتاب فهو كافر يجب قتله )
[ أصل الشيعة وأصولها / ص 101 ]
لكن الشيخ محسن الأمين يقول بعد سرده للروايات السالفة الذكر :
(أنهما مصحفان أحدهما من إملاء رسول الله (ص) وخط علي (ع) والآخر من حديث جبريل .... ويقول : أنه لا استبعاد ولا استنكار أن يحدث جبرائيل(ع) الزهراء عليها السلام ويسمع ذلك علي ويكتبه في كتاب يطلق عليه مصحف فاطمة بعد ما روى ذلك عن أئمة أهل البيت ثقات أصحابهم )
[ أعيان الشيعة / 1 - 190]
وهناك رواية في بحار الأنوار وبصائر الدرجات تقول :
( وخلفت فاطمة عليها السلام ما هو قرآن ، ولكنه كلام من كلام الله أنزله عليها )
[ البحار / 26-48 والبصائر ص 42]
يا أخوتي :
يجد الإنسان نفسه في حيرة ومتاهة
اضافة رد مع اقتباس