مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 27/06/2002, 08:01 PM
نجمة الإبداع نجمة الإبداع غير متواجد حالياً
نجمة المجلس العام
وعضو سابق باللجنة الإعلامية
تاريخ التسجيل: 03/09/2001
المكان: على جناح الحب وبساط الأمل
مشاركات: 3,624
هيدينك، نجم مدربي مونديال 2002

[c] [/c]
[c]كفاءة واخلاص هيدينك اصبحت مضرب الامثال في كوريا[/c]

[c]اذا كان كأس العالم يمثل ساحة لاكتشاف افضل اللاعبين، وسوقا لتحديد اسعارهم وتسويقهم، فانه ايضا ساحة لاكتشاف قدرات المدربين ومهاراتهم، وما يدخلونه على عالم الساحرة المستديرة من افكار جديدة.

ويكاد يجمع خبراء اللعبة على ان المدرب الهولندي غوس هيدينك الذي تولى تدريب فريق كوريا الجنوبية هو نجم مدربي كأس العالم بلا منازع. فقد استطاع هيدينك ان يحجز لفريقه موقعا بين اكبر اربع فرق في البطولة، وهي المرة الاولى في التاريخ التي يستطيع فيها فريق آسيوي تحقيق هذا الانجاز.

ورغم ان الكثيرين يرون ان الحكام ساعدوا فريق كوريا الجنوبية على تحقيق هذا الانجاز بتحيزهم الواضح لكوريا على حساب فرق البرتغال وايطاليا واسبانيا، الا انهم لا ينكرون الارتفاع الهائل في مستوى اللاعبين، وضخامة الانجاز الذي حققه هيدينك.

ولم يتوقف نجاح "اسلوب" هيدينك على كرة القدم فقط بل اجتازه الى اكثر من ذلك حيث اصبح مثالا يحتذى به في مختلف انحاء كوريا الجنوبية، حتى ان اصحاب المؤسسات الصناعية الكورية الجنوبية اعتبروه رمزا للفاعلية والعطاء. وبات الدواء الذي يصفونه من أجل رفع معنويات وطاقات ومردودية العاملين لديهم.وكان الهدف الذي وضعه الاتحاد الكوري والمدرب هيدينك خلال توقيع عقد الاشراف على تدريب المنتخب في كانون الثاني/يناير 2001 هو قيادة كوريا الجنوبية الى تخطي الدور الاول للمرة الاولى في تاريخها وتقديم صورة جيدة تليق بسمعة المنتخب المضيف للنهائيات مشاركة مع اليابان.

وكان هذا الهدف بمثابة وهم بالنسبة الى الكوريين الذين لم يحققوا اي فوز في النهائيات في 5 مشاركات سابقة.وظهرت البوادر الايجابية لاسلوب هيدينك وقدرته على تحقيق نتائج ايجابية على رأس كوريا الجنوبية في 26 ايار/مايو الماضي اي قبل 5 ايام من انطلاق المونديال حيث أحرج المنتخب الكوري نظيره الفرنسي في مباراة ودية عندما خسر امامه 2-3 علما بانه تقدم 2-1 في الشوط الاول، وهو الذي تلقى خسارة مذلة من المنتخب الازرق صفر-5 في كأس القارات العام الماضي.

وأوفى هيدينك بتعهداته في الرابع عشر من حزيران/يونيو الحالي عندما قاد المنتخب الكوري الى الدور الثاني بعدما أنهى الدور الاول في صدارة المجموعة الرابعة عن جدارة امام الولايات المتحدة ومنتخبين من العيار الثقيل هما البرتغال وبولندا.ولم يتوقف انجاز هيدينك عند الدور الثاني بل تخطاه الى دور الاربعة باقصائه منتخبين عريقين يملكان في صفوفهما افضل اللاعبين في العالم وافضل الامكانيات التي يمني اي منتخب النفس بالحصول عليها فاخرج ايطاليا في ثمن النهائي بالهدف الذهبي 2-1، ثم اسبانيا بركلات الترجيح 5-3 في ربع النهائي.

وكان يكفي مواجهة منتخب الماني قوي لوقف الزحف الكوري نحو المباراة النهائية، ليس لان المانيا كانت الاكثر حماسا وعزيمة على بلوغ مباراة القمة ولكن لانهم وجدوا امامهم منتخبا متعبا ومنهكا بسبب الجهود التي بذلها منذ انطلاق المونديال.مباشرة بعد تسلمه الادارة الفنية للمنتخب الكوري ادرك هيدينك ان اللاعبين الكوريين لا يتمتعون بمؤهلات فنية فردية تضاهي افضل المنتخبات على الصعيد العالمي، فكان اتجاهه نحو اعداد عسكري لمدة ثلاثة اشهر ركز فيه على تلقينهم الانضباط الجماعي والصرامة التكتيكية وتقوية لياقتهم البدنية حتى يكونوا في القمة في المباريات الثلاث في الدور الاول دون اية مشاكل.ونجح مخطط هيدينك في الدور الاول وتفوق الكوريون بفضل ايقاعهم العالي الذي خنق خصومهم، فتغلبوا على بولندا 2-صفر، وعلى البرتغال 1-صفر، ووحدها الولايات المتحدة نجحت في مجاراتهم واضطرتهم الى التعادل 1-1.وكانت المفاجأة عندما اظهرت الكتيبة الكورية ان ذخيرتها لم تتنته في الدور الاول بل تعدته الى ثمن النهائي عندما انتزعت بطاقة التأهل الى ربع النهائي على حساب ايطاليا، حيث لم يستسلم لاعبوها برغم تخلفهم صفر-1 منذ الدقيقة العاشرة، فنجحوا في ادراك التعادل في الدقيقة 88، والفوز الهدف الذهبي في الدقيقة 117.واتضحت بوادر الخلل في صفوف المنتخب الكوري في الدور ربع النهائي ضد اسبانيا ولولا الحظ الذي ساعدهم بشكل كبير سواء في الوقتين الاصلي والاضافي او ركلات الترجيح لما بلغوا الدور التالي.

وبلغت معنويات لاعبي كوريا الجنوبية الاوج في نصف النهائي بيد ان المحرك الكوري لم يكن فعالا، وبدا المنتخب الذي اخرج العمالقة في طريقه الى نصف النهائي بمثابة شبح، فتوقفت المسيرة الموفقة لهيدينك على رأس كوريا في دور الاربعة مثلما فعل مع منتخب بلاده هولندا في مونديال 1998، لكن الفرق بين الانجازين كبير، فقد انتقد بعد الخروج من المونديال الفرنسي، لكنه اليوم خرج مرفوع الرأس من المونديال الاسيوي، ويبقى امامه تحقيق الانجاز الذي فشل فيه قبل 4 اعوام وهو احتلال المركز الثالث عند مواجهته تركيا السبت المقبل.

يذكر ان هولندا انهت مونديال 1998 في المركز الرابع بخسارتها امام كرواتيا 1-2.
[/c]