مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 14/03/2007, 07:36 AM
almuneef almuneef غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 23/12/2006
المكان: السعودية
مشاركات: 779
مقااااااال أعجبني!!!! وينطبق على أغلب لاعبي الزعيم

الكاريزما

فهد عامر الأحمدي

رغم أن متابعتي لكرة القدم تقتصر على (كأس العالم فقط) إلا أنني اكتشفت أن شهرة اللاعب (والدخل الذي يتحصل عليه) لا تعتمد على موهبته ومهارته في اللعب فقط ؛ بل على جاذبيته الشخصية ونسبة «الكاريزما» التي يتمتع بها ... فهناك لاعبون يملكون موهبة فذة ومهارة عالية (كالانجليزي مايك أوين) ولكنهم لا يملكون «كاريزما» تؤهلهم للشهرة وتوقيع عقود ضخمة . وفي المقابل تجد لاعبين آخرين (مثل زميله ديفيد بيكهام) يتمتع بشهرة كبيرة وثراء فاحش وجاذبيته طاغية (رغم تسببه في إحراج المنتخب الانجليزي في منافسات كروية عديدة) !!
.. وال«كاريزما» - أيها السادة - كلمة اغريقية قديمة تعني «موهبة ربانية أو منحة إلهية» .. وهي بالتأكيد موهبة ربانية كونها تشير إلى الجاذبية الكبيرة والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص . ففي حين يمكن لكل إنسان اكتساب «شعبية» خاصة ومدروسة، يصعب على معظم الناس اكتساب «كاريزما» تضمن ولاء الجماهير (وتعلقهم بحامل الرسالة أكثر من الرسالة نفسها) !!

.. ولو نظرت حولك مثلاً للاحظت أن جميع الناس يسعون لجذب انتباه الغير بكل الوسائل الممكنة ؛ وفي المقابل يوجد شخص فقط يملك كاريزما خفية تجذب إليه العقول والقلوب بدون جهد يذكر (وهذا الرجل بالذات قد يكون أقل معارفك شأنا واهتماما بلفت الانتباه) ..

و«الكاريزما» عنصر مهم في شخصية «القائد» كونها تضمن اجتذاب الجماهير والاحتفاظ بولائهم - بل وغسل أدمغتهم في كثير من الأحيان - .. وقد تتجسد في مجال السياسة (كما في شخصية تشرشل وغاندي ومانديلا) أوعالم الرياضة (كمايكل جوردن وبيكهام وزيدان) أو نجوم الطرب (مثل الفيس برسلي ومايكل جاكسون وفرقة البيتلز) .. كما توجد بنسبة طاغية لدى نجوم السينما (لدرجة تطلق عليهم صحافة هوليود لقب أنصاف الآلهة) !!

وفيما يخص كرة القدم - التي بدأنا بها المقال - يأتي بيكهام كأكثر النجوم المشاركين في كأس العالم جاذبية وثراء (بدخل سنوي يفوق 120 مليون ريال) .. وهذا الدخل الكبير ليس له علاقة براتبه السنوي في ريال مدريد بل بنسبة الكاريزما المرتفعة التي أهلته للمشاركة في حملات إعلانية ضخمة ( أتت بشكل أساسي من شركتي بيبسي وأديداس) !!

ورغم ارتباط ظاهرة الكاريزما بالقادة العظماء (كنابليون ولينين وكيندي وماوتسي تونغ وجمال عبد الناصر) إلا أنها غير مشاهدة أو ملموسة في قادة اليوم ؛ فرؤساء حاليون مثل بوتين وبوش وبلير وشيراك لايتمتعون بأي جاذبية أو كاريزما شخصية - بل اتضح أنهم يثيرون ملل الناس أثناء خطبهم المعتادة - . وقد يعود السر هنا إلى وجود «نظم انتخابية» تضمن وصولهم للمنصب القيادي اعتمادا على الترشيح - والترجيح - وليس على الشعبية أو الكاريزما الذاتية !!

.. ويختلف خبراء القيادة والتدريب حول إمكانية (أو عدم إمكانية) خلق الكاريزما لدى الأشخاص المملين ؛ فالبعض يرى إمكانية خلق وبناء الكاريزما من خلال التدرب على أداء تصرفات وحركات معينة ؛ وفي المقابل يرى البعض الآخر - وأنا منهم - أن أمراً كهذا قد يؤدي لنتيجة عكسية تماما .. ففي حين تأتي قوة «الكاريزما» من غموضها وتلقائيتها وحضورها بشكل طبيعي ؛ قد يؤدي تصنع حركات معينة (مثل الجلوس بطريقة أنيقة أو تركيز النظر باتجاه معين) إلى تأكيد عدم الثقة بالنفس وفضح هشاشة الإنسان من الداخل !

.. أنا شخصياً أرى أن لكل إنسان نسبة معينة من الكاريزما يخاطر بطمسها إن تصنع تصرفات غير أصيلة في شخصيته .. وبناء عليه ؛ قد تكون أفضل نصيحة لاكتشاف جاذبيتك الخاصة هي : أن تتصرف على سجيتك، وتنسى تماما رأي الناس فيك !!


تعد وتغلط في كريزما لاعبي الهلال
اضافة رد مع اقتباس