الموضوع: "لحظات لاتموت"
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 12/03/2007, 04:24 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عريب عبدالله
عريب عبدالله عريب عبدالله غير متواجد حالياً
إشراقة المجلس العام
تاريخ التسجيل: 13/10/2004
المكان: الرياض
مشاركات: 3,979
"لحظات لاتموت"

"وما في الأرض أشقى من محب
وإن وجد الهوى عذب المذاقِ

تراه باكياً في كل وقت
مخافة فرقة أو لاشتياق

فيبكي إن نأوا شوقاً اليهم
ويبكي إن دنوا خوف الفراق

فتسخن عينه عند التنائي
وتسخن عينه عند التلاقي "





إعتادت أن تعيش داخل عالمها المصنوع من أحلامها الكبيرة
في ذلك الحوض الزجاجي الصغيرالمزين بالألوان المبهجة
فلا تعرف من الحياة غير تلك البقعة الصغيرة التي تقطنها
وكل ماتراه حولها من خلف الزجاج هو العالم الكبير بالنسبة لها
كان العالم من خلف الزجاج شيء غريب لتلك السمكة ,لم يكن
له صوت كان هادئ لذا لم يكن ملفتاً اومميزا .




ذات مساء كان هناك شيئاً غريباً لم تتبينه من البداية يدور حول عالمها المعزول
إقترب منها حتى الفته كان طائراً عظيماً مميزاً لم يكن كبقية الطيور
قيل لتلك السمكة إن الطيور لها مخالب تغرسها في جسد السمكة
حتى إذا تمكنت منها التهمتها بمنقارها , هذا كل ماسمعته عن الطيور
إلا أن ذلك الطير كان وديعاً مسالماً محباً ومختلفاً






إقتربت من الزجاج أكثر لتتعرف على الطير بوضوح .......
لمحت في عيني الطائر نوراً عظيماً وحزنا دفينا لم تتبين سببه
همست له لم يسمعها في البدايه أو لم يظن أنه المعني ....
بعد ذلك إقترب منها ليصطدم بحاجز الزجاج ......
كانا قريبين إلى أقصى درجة إلا ان الزجاج لم يسمح بالإقتراب أكثر
كان الطائر يحوم حول الحوض ...وكانت السمكة تراقبه كلما بتعد
على امل ان يعود مرة أخرى...





كانت الحيرة تسيطر على الطائر كلما اقترب من الزجاج ....
يحبها ولايستطيع الوصول او الإقتراب أكثر وكلما عزم على الرحيل
يعيدة الحنين الى سمكته ليتعرف على غموضها أكثر فأكثر
هناك شيء خفي يقربهما من بعضهما .......





أحبت السمكة الطائر حباً عظيما لكنها لاتريده أن يغرق في عالمها
ولاتعرف كيف تصل الى عالمه ولاماينتظرها هناك فهي لاتعرف
أبجديات الحياة كل خبراتها سمعتها من الآخرين ولا تملك تجربة حقيقية
فلا تعرف حقيقة ما وراء الزجاج ....




سألها الطائر ذات مساء.......

"وش يسوي من عشق إنسان ماهو من نصيبه
لا له بهالوضع يد ولا لك بهالوضع سبه

وش يسوي لو غدا من بين خلق الله حبيبه؟؟
ما قدر يوصله ويشوفه ولكنه يحبه"





لم تكن تملك الإجابة فهي تعيش وضعاً مشابهاً
هي لم تتعود على لوم الظروف فهي دائماً تردد...


"الليالي عن هوانا مانهتنا
البلا حنا عن الحب أنتهينا"




كان الصمت لغتهما المشتركه يثرثران بجميع الكلمات ويعبران بكل حرية
كانت كل لحظة يتوقف أمامها الزمن فلا زمان أو مكان .....



"لحظة مرت بنا ياحب من قبل الغروب
إذ تولى الشمس قبل الليل أعراض الشحوب
ورأينا الليل في أعطافه النور يذوب

فصمتنا وتناجت بالهوى خرس القلوب"





تضاربت المشاعر بين السعادة والخوف كان الطائر حبيس لظروفة في حرية العالم
وكانت السمكة حرة في حوضها الزجاجي الصغير
ومابين القيد والحرية أمل يائس في إيقاف الزمن في "لحظات لاتموت"...

إخترق الطائر الزجاج فتناثرت أجزاءه الصغيرة في العالم الكبير
مات الطائر غرقاً وماتت السمكة عطشاً في بحر الحرية

الا أن الحب أعادهما الى حياة لاتنتهي





بالحب والإشراق
اضافة رد مع اقتباس