كل يوم كلمة
الحكم الأجنبي بين رفض الاتحاديين وتوجه الأمين العام
عبدالعزيز الهدلق


استطاع اتحاد الكرة أن يخرج من أزمة التحكيم المحلي في المباريات الكبرى والنهائية من خلال القرار التاريخي الذي أصدره سمو الرئيس العام بالاستعانة بالحكام الأجانب قبل أربعة مواسم تقريباً. حيث عاد الهدوء إلى ملاعبنا وإعلامنا وجماهيرنا وأصبح الجميع على درجة كبيرة من القبول والرضا بالنتائج وبالأخص الأطراف الخاسرة.

وبعد مواسم الهدوء والقبول خرجت على السطح أصوات (نشاز) تطالب بالتوقف عن هذه التجربة والعودة مرة أخرى للحكم المحلي بعد أن لاحظ أصحاب هذه الأصوات أن فرقهم خسرت كثيراً بتواجد الحكم الأجنبي. ولم يعد لها ذلك الحضور أو النتائج اللافتة والتي يعرف الجميع كيف كانت تتحقق وبأي أسلوب.!!

ويبدو الصوت الاتحادي هو الأكثر حدة في المطالبة بتوقف تجربة الحكم الأجنبي. حيث بدأت الحرب على هذه التجربة من خلال التشكيك في هؤلاء الحكام ثم إثارة التساؤلات التشكيكية حول جنسياتهم لمجرد الإساءة للتجربة وتشويهها.

ورغم اليقين بأن أصحاب القرار في اتحاد الكرة قد لمسوا مقدار التغيير الإيجابي الذي أحدثه قرار الاستعانة بالحكام الأجانب مما جعلهم يدعمونه أكثر بتوسيع دائرته ليشمل المباريات المهمة والحاسمة في الدوري أيضاً وليس النهائيات فقط. إلا أن تصريحات أمين عام اتحاد الكرة بشأن الاستعانة بحكام خليجيين وعرب لقيادة مباريات سعودية محلية قد أثار حفيظة واستغراب الكثيرين لأسباب عدة أهمها أن الحكم الخليجي أو العربي لا يتميز عن الحكم السعودي بشيء والاستعانة به ستعيد مبارياتنا إلى دوامة المشاكل والاضطراب والضجيج. ودوري أبطال العرب خير شاهد على تواضع مستوى هؤلاء الحكام وشكوى جميع الفرق منهم ولعل ما تعرض له النصر أمام وفاق سطيف الجزائري والأهلي أمام القادسية الكويتي خير دليل على ذلك.

كما أن التحفظ على تصريحات أمين عام اتحاد الكرة إلى درجة رفضها جملة وتفصيلاً ينطلق من الخشية من أن تكون الاستعانة بالحكم الخليجي والعربي هي بداية التخلي عن التجربة الناجحة جداً مع الحكم الأجنبي. ولا نعتقد أن أمين عام اتحاد الكرة يسعى لإعادة المشاكل والاحتقان إلى ملاعبنا بعد أن اختفت خلال المواسم الأربعة الماضية.

كما يخشى الرافضون لما قاله أمين عام اتحاد الكرة أن يكون توجهه ذلك استجابة لرغبة الاتحاديين في إنهاء تجربة الحكم الأجنبي ووضع حدٍ لها لذلك طرح فكرة الاستعانة بالحكم الخليجي والعربي بهدف سحب البساط شيئاً فشيئاً من تحت أقدام الحكم الأجنبي.

ولكن يبقى حسن الظن وارد ومقدم بل إنني شخصياً اتفق مع الأمين العام في توجهه بالاستعانة بالحكم الخليجي والعربي إذا كانت هذه الاستعانة ستوجه نحو مباريات دوري الدرجة الأولى أو مباريات الفرق المتأخرة في الممتاز.