مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 19/06/2002, 01:46 AM
أزرق نت أزرق نت غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 20/05/2002
المكان: في قلب السعوديه 00الريـاض
مشاركات: 463
مـشـاهـد مـؤلــمـة

[gl]الـمـشـهـد الأول[/gl]

في صبيحة أحد أيام الأسبوع الأول من الإختبارات ... وعند السابعة بالتحديد كنت متوجها للكلية التي أدرس بها ؛ وأثناء سيري إذ بسيارة من نوع فورد قديمة بعض الشيء تمرمن جانبي بسرعة جنونية أتوقع أنها تزيد على مائة وثمانين كيلا في الساعة وماهي إلا لحضات .... وتــحــدث الــكارثــة

أتدرون ماذا حصل؟

انفجر الإطار الأمامي للسيارة ؛ وللأسف كان الحاجز الخرساني قريب جدا من المسار الأيسر ؛ حيث ارتطمت به السيارة بعد اختلال توازنها ؛ ومن شدة ذلك الإرتطام التفت السيارة من جانبها المقابل للحاجز على أحد أعمدة الإنارة التي كانت مزروعة على ذلك الحاجز ؛ وقد توفي السائق ومن يركب بجانبه على الفور ... بل إنه لزم الأمر ساعات عدة كي يتمكن رجال الدفاع المدني من إخراج الجثتين من بين أكوام الحديد بعد أن تمزقت خصوصا جثة السائق ... وبعد الحادث بأيام علمت بأن ذلك السائق كان في طريقه نحو الجامعة ليوصل صديقه الذي يركب بجانبه إليها .. وكان يسير بتلك السرعة كي يتمكن من الوصول في الوقت المناسب فلم يبق عن توزيع أوراق الإجابة سوى نصف ساعة أو أقل .. ولكن القدر كان أسرع


[gl]الـمـشـهـد الـثـاني[/gl]

وفي الأسبوع نفسه ؛ وعندالساعة العاشرة من أحد أيامه ... كان أحد الشباب يمارس بكل فخر وزهو وإعجاب بنفسه مايسمى بالتفحيط الذي أصبح من أكثر الوسائل إزهاقالأرواح الممارسين له أو المعجبين بفنه ... وأخذ ذلك المغرور يتلاعب بالحديد الذي يقوده يمنة ويسرة ؛ ويقوم بأداء حركات سخيفة .. تحيي في داخله إعجابا وفخرا مزيف0

ولكن الأمر لم يطل ... فبينما كان صاحبنا يؤدي تلك الحركات الهمجية وغير المسؤلة ... إذبسيارته وهي تواصل زحفهاحال تنفيذه إحدى حركاته ترتطم بقوة بأحد الأطفال الصغار الذي كان يسير جانب الطريق عائدا إلى منزله وترديه قتيلا وماكان من ذلك المفحط إلى أن ولى هارباتاركا خلفه جثة طفل هامدة ؛ بعد أن أزهق مهجتها وقتل برائتها وقضى على الأمل المعقود بهذا الطفل من قبل والديه وإخوانه0

وبعد إخواني الأعزاء .... ففي المشهد الأول قضى ذلك الشاب على حياته واختار لنفسه تلك النهاية الموجعة ... كم من الألم عاشه أهله وهم يرون إبنهم مجموعة قطع ممزقه أمام أعينهم ... وكيف هو حال تلك الأسرة التي واجه إبنها اختباره الأخير بعد أن قضى نحبه بجانب صديقه .. ولاأعتقد بأن اختبار في مقرر ما أفضل من حياة الشخص ؛ أو أن التضحية بالنفس أهون من الرسوب في ذلك المقرر ... وكلا الأثنين قد استحقا الأثم وذلك أنهما قد رميا بأيديهما إلى التهلكة وقاداها نحو نهاية مأساوية .. ولا نقول غير اللهم ارحمهم برحمتك وتجاوز عنهم يارب العالمين:sad:

وأماذلك الشاب المستهتر فالويل له كل الويل على مافعل ... ولئن أفلت من العقوبة في الدنيا .. فسيجني ثمرتها المرة في الأخرة ؛ والله يمهل ولا يهمل ... تُُرى ماذنب ذلك الطفل البريء الذي سال الدم من رأسه ومن فيه وغطى ذلك الدم مساحة ليست بسيطة من ذلك الإسفلت الذي وقع الطفل عليه صريعا ؟ .. ترى ماذا فعلت أمه المسكينة حين وصول الخبر إليها؟ وهي التي استيقضت باكرا لإعداد الفطور له وهي التي ودعته وقلبها قد ملئ حباله ونطق لسانها بالدعاء من أجله؟ .. وكيف يكون حال أبيه حينما يرى فلذة كبده في ثلاجة المستشفى وقد فعل به ذلك الطائش بسيارته مافعل؟ .. كيف يكون حال كلا والديه وحال جميع أسرته وهم يشاهدون برعمهم البريء الذي اغتالته يد ذلك المستهترالذي لم يرعى حقوق الله ولاحقوق عبادالله0

إخواني كفى كفى ... فوالله أنا قد سئمنا من رؤية مثل هذه المشاهد ؛ في كل يوم يموت الكثير الكثير بسبب هذه السيارات .. عفوا بسبب من يقودها؛ كم فجعنا بوفاة قريب .. وكم هز ومزق أفئدتنا فقدان حبيب أو صديق ؛ ولو كان الموت على الفراش لكان أهون ... ولكن لم يكن ذلك الموت إلابين أكوام الحديد ليبقى حطام تلك السيارات شاهدا يقف أمامنا ويذكرنا بمرارة الرحيل وعظيم الفاجعة وشديد الألم0

لماذا نلقي بأيدينا إلى التهلكة ؛ ونسير شريطا من النهايات الحزينة يبقى هما مسلطا على من خلفنا ..... كفى سرعة ؛ وكفى تهورا ... التزموا بقواعد المرور ... وليتذكر الجميع أن خلفه من ينتظره .. وأمامه من يحاسبه إن كان هو السبب في ماٍِْآل إليه0

نسأل الله السلامة والهداية للجميع ؛ وأن يكتب لنا الله جميعا حسن الخاتمة وأن يكفينا مصائب الدنيا وعذاب الأخرة .. اللهم امين0

وإليكم أحبتي بعضا من صور الحوادث0




اضافة رد مع اقتباس