مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 19/06/2002, 12:30 AM
طالب العلم طالب العلم غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 11/10/2001
المكان: الامارات - دبي - ديره
مشاركات: 277
من معوقات طلب العلم (1)

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. أما بعد:

سأتكلم عن المعوقات التي تعيق طالب العلم عن طلب العلم، والاستمرار في تحصيله والسعي فيه، وهذه المعوقات كثيرة، لكن يمكن أن تجمل في عشرة معوقات.

المعوق الأول: ( فساد النية ):

والنية هي ركن العمل وأساسه، إذا تخللها خلل أو دخن، فإن العمل يعتريه من الخلل والدخن بقدر ما يعتري النية.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى " [متفق عليه].

فالنية ركن كما سبق:
والبيتُ لا يُبتنى إلا بأعمدةٍ *** ولا عماد إذا لم تُبنَ أركانُ

فإذا كانت النية مصحوبة بشيء من اللوث على اختلاف أنواعه من: حب تصدر أو حب شهوة أو تسنم مجالس، فإن هذا كفيل بأن يكون حاجزاً منيعاً في طريق صاحب تلك النية.

والنية يعتريها ما يعتريها، لكن: " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا وإن الله لمع المحسنين " [سورة النعكبوت:69].

وسفيان الثوري رحمه الله على ورعه وجلالة قدره يقول: (( ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي ))(1).

وإذا كان هذا الإمام الثوري فما بالك بنا نحن؟ فلذلك ينبغي أن يكون الواحد منا متجرداً في طلبه للعلم، لا يريد بذلك إلا وجه الله عز وجل، فإن صاحب النية ما صاحبها من تلبيس إبليس، فإن هذا ليس بغريب، إنما الغريب والعجيب أن يستمرئ صاحبها بقاء تلك اللوثات في نيته، فلزاماً عليه: أن يجاهدها، وأن يحارب ذلك اللوث والدخن ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ولا يفتُرن أو ييأسن، وليقرأ ما ذكر أهل العلم عن أنفسهم: فهذا الدارقطني أبو الحسن على بن عمر، أمير المؤمنين في الحديث، يقول رحمه الله: (( طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلأ لله )) (2).

يفسر بعضهم هذه المقالة: بأن الطالب قد يكون في نفسه حظ من حب تصدر، فإذا أوغل في العلم، وقرأ النصوص والسير، وتمعن فيها وكان ممن أراد الله به خيراً، رده إلى رشده، ولم يزده ذلك التمعن إلا رجوعاً إلى جادة الصواب والخير، أما إذا كان ممن غلب هواه واتبع شهوته، فلا يلوم إلا نفسه.

نقلا من كتاب معالم في طريق طلب العلم للشيخ عبدالعزيز السدحان حفظه الله وراعاه

سبحانك اللهم وبحمدك، اشهد أن لا إله إلا أنت، استغفرك وأتوب إليك

-------------------------------

(1) تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة ص68.
(2) تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة ص47.
اضافة رد مع اقتباس