مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 12/06/2002, 06:40 AM
المسلم المسلم غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 10/05/2002
مشاركات: 217
فاتورة 00فاتورة00فاتورة00يالطيف

فاتورة ...
فاتورة ... ولكن بالذنوب
فجأة .. يطرق الباب رسول لا يرد... وزائر لا يحد ... فيدخل بلا إذن من حاجب ولا التماس من بواب ... ثم يؤدي الرسول رسالته ... فيسل روحه ويفرغ كنانته ...
( حتى إذا جاء أحدهم الموت توفته رسلنا وهن لا يفرطون )
ومع ذلك ترى قوماً ... يدفنون أنفسهم في الملذات والأغاني ويفرون من الموت الى الشهوات والمقاهي ... ويبعدون شبحه بالطرب والملاهي ... ويرغون من رائحة الموت بالسياحة في البلاد ... ويتحصنون منه بالاشتغال بالمال والأولاد ... وينسونه ... ويظنون أنها تمنعه منهم ... ويمعنون في الشهوات فتعمى قلوبهم عن الموت ... والموت مبصر نافذ إلى من أراد ، ولو كان دونه ألف باب وبواب ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة)
فالمدة محدودة ... والأنفاس معدودة ... وهكذا يفرون ويفرون ... ويمنعون من الفرار .. أما الموت فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ... "
إنه ملاقيكم .. إن للموت صورة عجيبة فهو ملاقيهم كما يلقى السيد عبده الآبق ، ولكن في نفس الطريق الذي سلكوه فراراً منه .. نعم إذا جاء النفس الأخير لقيهم الموت لقاء زائر لم يرتقبوه ... ووجدوا أنفسهم وجها لوجه في موقف لم يحتسبوه ... ردوا إلى رب قد نسوه ، ردوا إلى رب كانوا يهربون منه... وعنه يصدون ، ردوا إلى رب لا تخفى عليه خافية .. ( ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة ).
وهناك ينظرون الى أيديهم فإذا هي صفر من كل شيء صفر من الشهوات ... وصفر من الملذات ، صفر من كل شيء إلا الذنوب فإنها أمثال الجبال ظلمة وسوادا... حينئذ يجدون كشفا بالحساب ... وفاتورة ولكن بالذنوب ... وسرعان ما تنكشف في هذا الموقف العصيب الحقيقة المرة التي تناسوها ... ويضمحل السراب الخادع الذي عاشوه ... ويبدو للعيان أشر أم خير ما عملوا .. أفي هدى أم ضلال كانوا... ( هناك تبلوا كل نفس ما أسلفت وردوا إلى مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون) .
هنالك تختفي كل الدروب التي ابتلعتهم وتنمحي كل الشهوات التي غمرتهم... ويقفون فرادى إلا من صحيفة ضخمة تثقل كواهلهم بالذنوب والخطايا ... صحيفة لم يقرؤوها ... وكتاب لم يعهدوه لا يترك خطيئة إلا دونها ... لا يغادر صغيرة ولا كبيرةإلا أحصاها .. فيصرخون ( ياليتني لم أوت كتابية .. ولم أدر ما حسابية .. ياليتها كانت القاضية ).
فبللي بدموع التوبة مآقيك ... ونادي بعزيمة الأوبة حواليك... بصوت يقطعه الأنين... ويمزقه خوف وضع الموازين..
قد مضي في اللهو عمري ... وتناهي فيه أمري
ويح قلبي من تـناسيـه ... مقامي يوم حشري
وأشتغـالي عن خطايـا ... أثقلت والله ظهري
اضافة رد مع اقتباس