------------------------------------------
سعوديون نجحوا في فك شفرات قنوات أوروبية لمتابعة المونديال
ART الشركة الناقلة لأحداث كأس العالم تضررت من قراصنة التشفير
الرياض: عبد العزيز الغيامة
اكثر ما يقلق ويغضب مسؤولي الشركة التلفزيونية الناقلة لمنافسات كأس العالم التي تجري حاليا على ملاعب كوريا الجنوبية واليابان وحصرها في منطقة الشرق الاوسط هو قراصنة التشفير الذين يسعون جاهدين للبحث عن اي قناة تلفزيونية فضائية تقوم بنقل مباريات المونديال وبثها على منطقتها ثم فك شفرتها وجعلها متاحة امام المشاهدين لا سيما في السعودية ومنطقة الخليج.
ويعرف الكثيرون ان قنوات راديو وتلفزيون العرب ART هي المحتكرة لمنافسات كأس العالم 2002 وذلك للمرة الاولى في تاريخ المونديال لا سيما ان مشاهدة كأس العالم بفرنسا 1998 كانت متاحة لجميع مواطني السعودية والخليج والعرب ايضا.
وقبل انطلاقة المونديال وجماهير السعودية وما جاورها يسعون للبحث عن اي قناة فضائية تنقل لها المنافسات دون عناء الدفع المادي للشركة الناقلة وكثيرون جدا ممن نجحوا في تحقيق الهدف الذي ارادوه.
ويقول نايف العنزي (موظف بشركة الاتصالات السعودية ـ 33 عاما) انه منذ انطلاقة كأس العالم وهو يشاهد منافساتها عبر قناة اوكرانية نجح في فك شفرتها بواسطة بطاقة تسمى في الشارع السعودي الذهبية وهي تؤمن للمشاهد العديد من القنوات المشفرة لا سيما الاوروبية منها والاميركية.
ويضيف قائلا: تكلفة هذه البطاقة لا تتجاوز 50 ريالا اي نحو 13 دولاراً اميركياً وتتيح لي بعد ذلك فرصة مشاهدة ما اريد من قنوات متنوعة بالطبع، وذهلت حقيقة عندما رأيت احدى هذه القنوات تنقل مباريات كأس العالم واستغنيت بعد ذلك عن الاشتراك في ART او حتى الذهاب الى المقاهي الشعبية او استئجار غرفة في فندق من اجل متابعة المنافسات.
واشار العنزي الى ان اكثر ما يؤرقه هو غياب القناة عن ترددها احيانا بسبب حجبها احيانا او تشفيرها «لكنني انطلق بعدها الى محلات الاتصالات الموجودة بكثرة في حي السليمانية (شمال الرياض) وهذه الحملات مهمتها فقط تعبئة البطاقة الذهبية بثلاثة عشر دولاراً فقط ثم بعد ذلك تعود القناة الى الظهور واؤكد انني منذ بدء المنافسات وانا اتابع المباريات في منزلي دون هم الاشتراك وفتح الاشارة والانتظار الممل لاجل المشاهدة.
من جهته ابدى بدر الموسى (طالب جامعي ـ 23 عاما) سعادته بمشاهدة كأس العالم بمبارياتها الاربع والستين بدولارات معدودة مضيفا انه امضى اياما عديدة لأجل البحث عن قناة اوروبية تؤمن له متعة متابعة مباريات المونديال ونجح في ذلك عبر قناة ارمينية شاهد من خلالها جميع المنافسات بيد انها انقطعت مساء اول من امس وهو يسعى حاليا للبحث عنها او غيرها.
وقال: مهما بلغ الامر لن اشترك بمقابل مادي، ليس بخلا بل من اجل المبدأ، اعتقد ان ما تقوم به تلك الشركة الناقلة مجرد استغلال بتكاليف اشتراكاتها الباهظة الثمن وللتأكيد على ذلك بامكانكم معرفة التسعيرة لمشتركي السعودية والفارق الكبير بينها وبين التسعيرة لمشتركي مصر. نجد ان الامر ينصب لمصلحة الاخيرة الاقل تكلفة من حيث قيمة الاشتراك.
واوضح الموسى بان قنوات الاوربت والام بي سي وكذلك ال بي سي والسعودية الاولى اتاحت له مشاهدة التحليل اليومي لجميع المباريات وكذلك ابرز اللقطات واهم الاحداث والاهداف.
ويقول احد العارفين بكيفية فك شفرات القنوات وهو ناصر الرميح (رجل اعمال ـ 36 عاما): «لا اجد اي صعوبة في البحث عن ما اريد، تعودت على الدخول في هذا المجال منذ 5 اعوام وخلال الايام السبعة الماضية تابعت بعض المباريات على ثلاث قنوات اوروبية نجحت في فك تردداتها خلال الاسبوع الماضي وما زلت قادرا على فعل المزيد. اعتقد انني اسبب متاعب للشركة الناقلة لان جميع زملائي يشاهدون المباريات في منازلهم دون اي مقابل مادي».
وفي ما يخص الشركة الناقلة لاحداث كأس العالم فقد اكد مصدر داخل شبكة راديو وتلفزيون العرب ART ان مسؤولي الشركة سيلاحقون قضائيا اي قناة تبث المنافسات مبينا ان حقوق النقل محفوظة لهم في الشرق الاوسط مقابل مبالغ مادية تجاوزت87 مليون دولار اميركي.
بقيت الاشارة الى ان هناك تذمرا كبيرا من المشتركين في قنوات ART يخص تأخر الشركة في تشغيل بطاقاتهم بالرغم من مرور اكثر من اسبوع على انطلاقة المونديال علما بان مسؤولي قناة ART اكدوا بأن التأخير يشمل الذين جاءوا قبل بدء المنافسات بيوم او يومين في حين ان الذين اشتركوا قبل النهائيات بأسبوع او اكثر يشاهدون حاليا المباريات.
------------------------------
المنتخبات الأفريقية حزينة لغياب «سحرة اليويو» من وفودها
لندن: «الشرق الأوسط»
تشهد نهائيات كأس العالم لكرة القدم الجارية حاليا في كوريا الجنوبية واليابان ظاهرة غريبة لم تشهد اية نهائيات مثلها وتتمثل في عملية السحر الذي تستعين به بعض المنتخبات الافريقية في الفوز بمباريات مجموعاتها، اذ افادت مصادر ان المنتخبات الافريقية المشاركة في النهائيات وهي نيجيريا والسنغال والكاميرون وجنوب افريقيا ضمت الى وفودها مشعوذين مختصين لمساعدة فرقها ومن ثم تسهيل مهمتها في اجتياز المرحلة الاولى من التصفيات، كما سيقوم هؤلاء بوضع طقوسهم الخاصة خلف الملاعب التي تقام عليها مباريات المونديـال لتحقيق الهدف المنشود.
واللجوء الى استخدام تقنيات السحر في مباريات كرة القدم من التقاليد الاكثر رواجا في القارة السمراء اذ يستعين بها ايضا مسؤولون كبار في الحكومات الافريقية كما يعامل المشعوذون باحترام كبير خاصة الذين يعملون كمساعدين للمنتخبات الوطنية الاولى والذين يطلق عليهم اسم (رجل اليويو) والمقصود باليويو هو ذلك الساحر العظيم عند رجال القارة السمراء، ورغم أن الاستعانة بالمشعوذين غير محرم دوليا، لكن منظمة الفيفا لا تستطيع عمل شيء حيال الفرق الأفريقية، وجلبا على التخلي عن الشعوذة كونها لا تعرف عن السحر الذي تستخدمه تلك الفرق ولا تعتبره الا مجرد طقوس بالية لا تؤثر في مجرى المباريات.
وهناك كثير من التقارير التي اهتمت بهذه الظاهرة كان آخرها الذي صدر عن مجلة رياضية افريقية اذ اعتبرت عدم استعانة المنتخبات الافريقية برجل اليويو كالذي يذهب الى الامتحان بدون قلم، كما افادت ايضا انه منذ مدة وبعض الفرق الأفريقية التي تشارك حاليا في المونديـال تستعين ببعض السحرة او رجال اليويو كما يطلق عليهم لعمل مزيد من الخلطات السرية وكذلك ذبح بعض الحيوانات ودفنها في الملاعب التي ستجرى فيها المباريات لجلب الحظ لهم.
ويسود هذه الايام اعتقاد كبير بأن يكون منتخب مثل السنغال قد استعان باليويو في فوزه في المباراة الأولى على حامل اللقب فرنسا بهدف وحيد في أولى مفاجآت المونديـال الحالي، اذ لم يؤكده مسؤولو المنتخب او ينفوه لكن أحد أعضاء فريق نيجيريا الذي رفض الإفصاح عن اسمه أشار الى أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة، وان هذه الفكرة كانت مرتبطة تاريخيا في عقلية بعض المنتخبات لكنها شبه معدومة حاليا، مبينا ان الفرق الأفريقية اليوم هي في غنى عن هذه الخزعبلات ولا تحتاجها اصلا نظرا لمستواها الراقي في اللعب والذي دفع بالاتحاد الدولي بمنح افريقيا مكانا خامسا في كأس العالم بدلا من اربعة.
واضاف ان المنتخبات الافريقية المشاركة حاليا في نهائيات المونديـال لها من المهارات التقنية والبدنية ما يمكنها بالفوز على اكبر المنتخبات العالمية كالبرازيل والمانيا والدليل على ذلك فوز الكاميرون على الارجنتين بطل العالم في نهائيات ايطاليا .1990 ورغم أن الفرق والمنتخبات الافريقية تولي اهتماما كبيرا لرجال اليويو، لكنهم لا يستطيعون المراهنة اليوم عليهم للتغلب في مباريات المونديـال، وقد ينقلب السحر على الساحر يوما. الغريب في الأمر أن البعض في المونديـال يتحدث عن منتخبات نيجيريا والسنغال والكاميرون، بأنها منتخبات حزينة باعتبارها لم تستطع جلب رجال اليويو معها بعد اعتماد 23 شخصا في الوفد، ومنع أي مرافقين، لكن المسؤولين عن تلك المنتخبات ينفون هذا الأمر، ويرون أنها إشاعات تهدف الى تشويه صورة المنتخبات الأفريقية وترسيخ أمر السحر لدى الناس والحكومات، وهو أمر غير صحيح تماما.
يبقى القول، إنه مهما كان الأمر صحيحا أم لا، فإن رجال اليويو هم حقيقة لا خيال ولا من وحي الإعلام، إنما هم في القارة الأفريقية السوداء، وكثيرا ما تعتمد عليهم الأندية الصغيرة لجلب الحظ إذا ما ارادت الشهرة، بينما المنتخبات الأفريقية بما تمتلكه من مواهب ولاعبين كبارا ليست بحاجة الى رجال اليويو وإنما بحاجة الى رجالها داخل المستطيل الأخضر.
-------------------------------