الموضوع: راحة النفس
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 04/06/2002, 01:01 PM
هلالي خارق هلالي خارق غير متواجد حالياً
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 17/05/2002
مشاركات: 32
راحة النفس

راحــــــــــــة النفــــــــــــس
تسأل بعض الناس : كيف حالك يافلان ؟ فيجيبك بنبرة حزينة تنم عن ألم موجع و ضيق مفجع يقبض على الصدر
ويكتم الأنفاس ، طفشان ، قلقان ، زهقان ، يكاد أن يقتلنى الملل ، وتذبحنى السآمة ، لم اتلذذ بحياتى ولم اذق طعــم
السعادة ، وقد هدنى القلق ، وأزعجنى الأرق ، وأشعر أنى أعيش فى شقاء وعناء ، وينهال عليك بكلمات حزينة تنم عن حال بئيس وواقع تعيس يعيشه ويعانى منه ، لو وزع على أهل الأرض لكفاهم وأشقاهم .
وعندما ترى ألمه وندمه ، وتشعر بحسرته وحزنه ، يلوح أمام ناظريك فول الله تعالى
((ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى .... الآية )) سورة طــــــــه
فتسأله هل تحافظ على الصلوات ؟ وهل تحس بالخشوع فيها ؟ هل لسانك رطب بذكر الله ؟ هل تقرأ القران وتكثر
من الشكر والذكر ؟ هل تسمع الأغانى وتنظر الى المسلسلات ؟ هل أصحابك أخيار أو أشرار.
ومن خلال اجابته تدرك أنه ضعيف الصلة بربه ، منغمس فى اثمه وذنبه ، قد أحرقت قلبه السيئات،واظلمــــــت
بصدره الموبقات ، فمسه الله بشىء من العذاب الأدنى لعله يتوب أو يؤوب، ولكنه سادر فى غيه،مفرط فى امر
ربه،مضيع لشرائع دينه. فلا عجب أن يتألم ويتندم ويتحسر ويتعذب،مع أ، دنياه فى زيادة وعيشه فى رخاء
ولكن أبى الله الا أن يذل من عصاه ويعذب من خالف رسوله ومصطفاه .
وتسأل السؤال ذاته لغيره :كيف حالك يافلان ؟؟ فيبادرك بالحمد والثناء على الله تعالى ، قد رضى بالقضاء
وحاول ارضاء مولاه فأرضاه الله،فحياته طيبة،وعيشه سعيد،فهو فى راحة وسكينة ومسرة وطمأنينة
مستقر العيش دائم السرور،ولو تأملت حاله لوجدته ربما يعيش فى شظف من العيش قليل ذات اليد، وعندما تراه
قد طفح السرور على محياه تردد قول الله تعالى :
(من عمل صالحآ من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملــون)
فالايمان طريق الأمان،والعبادة سبيل السعادة، وهذا ما نحتاجه فى واقعنا المعاصر الذى تشتتت فيه النفــوس
وتشعبت فيه القلوب،ولم يبق لنا الا أن نجعل الهموم همآ واحدآ،وهو كيف نرضى الله عنا ليرضينا فى حياتنا
وبعد مماتنا ويوم نشرنا وحشرنا...... والى الله مرد أمرنا
(يمكن الرجوع لكتاب(وداعا للأحزان) للكاتب دار القاسم. فهو يتناول هذا الموضوع

المقال مأخوذ من مجلة (( مواكب )) العدد العاشر محرم 1423ه


للشيخ ( عبد اللطيف بن هاجس الغامدى)
اضافة رد مع اقتباس