دائما منشغل حتى انه كان لايفكر ان ياخذ اجازة
في يوم من الايام فتكفيه العطل الاسبوعيه..
لكنه فجأة شعر بملل وقرر اخذ اجازه
ليريح جسده ورأسه من هموم العمل
وان يقطع كل علاقة له به..
في اول يوم من اجازته وفي ذات مساء جميل
ذهب الى البحر للاستمتاع باصوات الامواج..
وهناك اسلتقى على ظهره ونظرالى النجوم..
بدأ شريط الذكريات يمر امام عينيه
فتذكر مدينته الواقعة على الحدود الشمالية.. والتي لا يوجد بها بحر
تذكر ايام طفولته وفترة مراهقته
التي يعتبرها افضل فترة مرت عليه في تلك المدينه..
تغير مزاجه..فلم يعد يرغب في الجلوس على الشاطيء..
فالحنين الى تلك المدينه تملكه..
ذهب عائدا الى منزله وفي نيته
التوجه في صباح اليوم التالي الى تلك المدينه
التي طالما اعتبرها معشوقته..
وفي الصباح ركب سيارته متجها اليها..
والخيالات تداعب راسه..
لايعرف ان كانت تغيرت ام لازالت كما هي عليه..
هل سوف تعرفه ام ستنكره وتجفاه..
وبعد ثمان ساعات من المسير لاحت له اطلالها من بعيد
فهي شبه مهجورة الآن..
وكأنها فاردة ذراعيها تريد ان تحتضنه..
وكان هو لشوق احضانها اكثر..
ولكنه كلما اقترب منها يلاحظ
ان تغيرا واضحا باديا على محياها..
فلم تعد تلك التي كانت تستقبله باسمه
اذا غاب عنها يوم اويومين في مرحلة مراهقته..
فأخذت تلعب به الظنون مالها ..
وماذا جرى لها في غيابى..
لم تقطع حبل تساءلاته الا برودة احضانها..
لم تعد ذلك الحضن الدافىء المحب
هنا عرف انها لم تعد مدينته
انها مدينة المراهقه ليست مدينة للرجال..
فما كان منه الا الرحيل عائدا في نفس اليوم..