مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 27/05/2002, 06:39 PM
عـ العاشقين ـذاب عـ العاشقين ـذاب غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 24/03/2002
المكان: بلاد الله الواسعة
مشاركات: 1,676
أقم صلاتك قبل مماتك .. واللغط الفاضح

[shdw]السلام عليكم[/shdw]

أيها المشاهد إنتبه !
"أقم صلاتك .. قبل مماتك" ....... إعلان ملغوم !


لطالما أعجبتني الدعايات والإعلانات التلفزيونية الغربية... وطالما وقفت مشدودا أمام أحدها معحبا بالأفكار الذكية التي تتضمنها والجهود والإمكانات الضخمة التي وظفت ببراعة في إعلان قد لا تتجاوز مدته ثواني معدودة, ولكنه يتضمن حزمة من المعلومات والرسائل الموجهة التي قد تتطلب ساعات طويلة لإيصالها باستعمال الوسائل التقليدية كالكلمة المكتوبة مثلا أو الكلام المجرد.
بالطبع أنا لا أكشف سرا هنا لوقلت لكم أن معظم شركات الإعلان الغربية تستعين بجيش من الخبراء وأخصائيي علم النفس ليشاركوا في "طبخ" الإعلان وإعداده مع المخرج و فنيي المؤثرات الخاصة بالصوت والضوء ... وطبعا الهدف هو إيصال الرسالة للمستهلك بصورة شديدة الإختصار (بسبب الكلفة العالية لوقت البث ) ولكنها بليغة .. ومبهرة .. بدرجة تكفي لأن "تعلق" بذهن المشاهدين وتؤثر - بصورة غير مياشرة احيانا- على تطلعاتهم و أذواقهم و سلوكهم الإستهلاكي !

وقبل الدخول في التفاصيل .. أود أن أبدي إعجابي الشديد بفكرة الإعلان "الموعظة" الذي ظهر على شاشة ال MBC والموجه بشكل خاص لجيل الشباب .. ويدعوهم لإقامة الصلاة ويذكرههم بالموت الذي قد لا يكون بعيدا عنهم كما يظنون !

ولكنني أعترف بأن سر إعجابي "الشديد" لم يأت من هذه "الموعظة" التي أظهرها لنا الإعلان .. وإنما من الرسائل "المشفرة" والإشارات ا"الخبيثة" التي غلفت بالهدف "الظاهري" النبيل وهو الدعوة لإقامة الصلاة ! ... إعجابي كان بالوسيلة التي أخفت بها الرسائل والاهداف الحقيقية لهذا الإعلان والتي تدل على تدخل عقول اعلى مستوى بكثير من عقول "الإعلانيين" المحليين !
حقيقة ! ..... فقد كانت هناك رسائل وإشارات مدسوسة بذكاء وحرفية عالية لم نتعودها من قبل "دلوخ" و "مساطيل" الإعلانات في عالمنا العربي والذين لا يعرفون شيئا في "علم" الإعلان سوى قشوره , ولا يستخدمون من أسلحته سوى أكثرها بهيمية واستغلالا لتضاريس الجسد الأنثوي!

العديد منا طبعا قد شاهد هذا الإعلان في قناة MBC وهو الإعلان الذي أثار العديد من علامات الإستفهام وجعلني أبحث عن سبب ظهوره بهذا الوقت وفي هذه القناة بالتحديد!
..الإعلان - لمن لم يشاهده من قبل - تكرر ظهوره كثيرا في قناة MBC الفضائية خلال فترات الإعلانات التجارية العادية , ويتكون من عدد من المشاهد السريعة التي تحمل (في شكلها الخارجي !) رسائل ومضامين ذات أهداف سامية لم نتعود ان نراها في ... إعلان !

الإعلان يبدأ بمشهد لشاب جالس في غرفته .. يعبث بمفاتيح كمبيوتره المحمول .. معطيا ظهره لجهازتلفزيون مشعل في احد اركان الغرفة البعيدة ,لا يتبين منه شيء سوى ومضات شاشته وأصوات صاخبة غير مفهومة.
... بينما الفتى يبدو منهمكا في الكتابة على كمبيوتره ( الذي - بالمناسبة - لا نرى شاشته بسبب جلوسه مقابلا للكاميرا) .. يدخل أبوه للغرفة مسرعا وقد بدت عليه آثار الوضوء !
يتجه الاب نحو التلفزيون الصاخب ليطفئه.. ثم يدلف خارجا بعد أن القى نظرة خاطفة على ابنه الذي بدا متململا على كرسيه وكأنه يهم بالنهوض للصلاة تلبية لنظرات والده الصامته ..

المشهد الذي يليه تظهر فيه صورة نهارية للمسجد ما تلبث أن تتحول لمشهد ليلي تشعل فيه أنوار المسجد كناية عن مرور الوقت !

المشهد الثالث .. عودة سريعة للشاب في غرفته وهو ما زال متسمرا امام شاشة الكمييوتر ..... وبالطبع فاتته عدة صلوات!

علامات الإرهاق بدأت تظهر على عيني الشاب ولكنه بدا منهمكا في "الكتابة" على جهازه .. ويمر الوقت .. ونسمع دقات رتيبة منخفضة .. تبدأ بالتعالي معلنة إقتراب المشهد من ذروته ....................................... آآآهه !
يشهق الفتى شهقة قوية واضعا يديه على صدره ... ويمرسريعا أمام عينيه شريط ذكريات طفولته وصباه لينتهي المشهد بمنظره ملفوفا في كفنه !

تتالى المشاهد المؤثرة بعد ذلك من مشهد النعش المحمول في المقبرة وسط نحيب الأب ومشهد إنزاله وحيدا في القبر المظلم الموحش .. ثم سماعنا لصوت أحدهم يقول للمشيعين : يا إخوان .. أدعوا التثبيت لأخيكم فإنه يسأل الآن !
وفي النهاية ... يختتم الإعلان بكادر كئيب أسود مكتوب عليه بخط أبيض "الرسالة" التي يراد توصيلها للمشاهد (وهي زبدة الإعلان والهدف الظاهر منه) :

" أقم صلاتك .. قبل مماتك"


لا أخفيكم !.......عندما رأيت هذا الإعلان في المرة الأولى .. إنتابني مزيج غريب من مشاعر الإستحسان والدهشة .. الصدمة ... وعدم الإرتياح!
مشاعر متناقضة بالتأكيد! .. لم يكن سببها فقط تناقض وتضارب أهداف هذا الإعلان مع الصورة المعروفة عن هذه القناة الفضائية!
لقد كان هناك شعور متنامي لدي بعدم الإرتياح من هذا الإعلان بالرغم من مضمونه "الظاهري" النبيل ! .. فقد أحسست أن هناك شيئا لم أهضمه في هذا الإعلان ... لقد كان هناك غموض لم أفهمه .. هناك "رسالة " يريد أن يقولها هذا الإعلان ولكني لم أفهمها ..... شيء محير فعلا!!

كنت أقول لنفسي .... كيف يمكن أن يكونوا بهذا الغباء ؟
كيف يستقيم إعلان مثل هذا مع نهج قناة مثل MBC ؟ ...... وكيف يلائموا موعظة "أقم صلاتك قبل مماتك " بكل ما تحمله من مفاهيم ومضامين محاربة للفحشاء والمنكر ... مع ما يبثوه ليل نهار من دعوات صريحة للفحشاء والمنكر؟!
كيف تسمح قناة مثلMBC لنفسها أن تعظنا وتدعونا لإقامة الصلاة ...... هل من المقبول أن تقوم عاهرة بالدعوة للصلاة؟
هل فاتهم الإحساس بهذا التناقض الصارخ ؟!
ألم يخشوا أن نتهمهم بالنفاق ؟!
أم يا ترى هناك شيئا ما يريدون قوله لنا ولا يستطيعون البوح به؟! .... هاه ؟!
هل يا ترى هناك رسالة مخفية في ثنايا الإعلان ؟!
لا بد أن هناك شيئا لم افهمه ... لا بد أن هناك شيئا قد فاتني إلتقاطه من هذا الإعلان !

وهذا ما دعاني للحرص على تتبع الإعلان ومشاهدته مرة بعد مرة والتدقيق في مشاهده وتصرفات أبطاله وتسلسل أحداثه لعلي أفهم ما الذي يحدث ... لعلي أجد شيئا من المنطق في هذا الخليط السوريالي من الإغراءات البهيمية المعتادة ودعاوى التسامي الذي بدأت تبثه لنا هذه القناة فجاة!
كنت أبحث عن إجابات منطقية ... إجابات تفسر لي هذا التوجه الجديد و تريحني من هذا التناقض المقيت !

في البداية .. أي بداية البحث والتحليل .. كانت هناك إشارات مبهمة .. إشارات غير مترابطة زادت من حيرتي وقلقي بدلا من ان تريحني!
لابد ان هناك شيئا ما يريد ان يقوله هذا الإعلان ولكنني لم افهمه .... لا بد ان هناك شيئا يختفي بين سطور الرسالة التي يريد معدوها ان تصل لهدفهم.

لكن مع تكرار مشاهدتي للإعلان.. ما لبثت أن بدأت تتضح الرؤية ... بالفعل !
نعم .. هناك إشارات وإيحاءات خفية في هذا الإعلان ... هنالك سطور بين السطور تنتظر من يقرأها ويعقلها.
كانت هناك رسائل "مبطنة" ... كانت هناك بالفعل إيحاءات كامنة تتختفي خلف الرسالة الظاهرية النبيلة للإعلان !

تقولون لي كيف ؟!

تقولون لي أين ؟!!

أقول لكم .. إرجعوا ودققوا في مشاهد الإعلان مرة ثانية وقولوا لي :

1) ما المغزى من ظهور الشاب مهتما "بالكتابة" على الكيبورد معطيا ظهره لجهاز التلفزيون الصاخب في خلفية المشهد؟!
2) ما المغزى من دخول الأب وتوجهه فورا لإطفاء التلفزيون ... بينما كان من الأولى أن يتجه للكمبيوتر الذي كان هو ما يشغل ولده عن القيام للصلاة ؟!
3) ما سر بقاء الشاب متسمرا طوال هذا الوقت أمام شاشة الكمبيوتر ... ولماذا ظهر طوال الوقت وهو" يكتب" ... وماذا كان يكتب يا ترى؟!


سأقول لكم ماذا فهمت من هذه المشاهد وما هو تفسيري لظهورها بهذا الشكل :

* جهاز التلفزيون المهمل في هذا المشهد كان يرمز ل .... القنوات الفضائية .. أو بالأحرى قناة MBC .. فهي صاحبة الإعلان!!!
* وضعية التلفزيون وهو شغال بدون وجود من يشاهده في هذا المشهد كان يقصد منه لفت إنتباهنا "منذ البداية" أن التلفزيون ليس مسؤولا عن تصرفات هذا الشاب ... وأنه (أي التلفزيون!) .. وبالأحرى القنوات الفضائية ومن ضمنها القناة صاحبة "الموعظة" .... بريئون مما سيفعله هذا الفتى من معصية !

* مشهد إطفاء التلفزيون من قبل الأب بينما الإبن كان مشغولا بالكمبيوتر! هو مشهد يراد منه التأكيد على أن التلفزيون "مظلوم" بالإتهامات التي توجه له كما ذكرنا ... وهو أيضا مشهد يقصد منه توجيه رسالة للآباء مفادها أن "إنحراف" أبناءكم وتركهم للصلاة ليس سببه ال MBC أو غيرها من القنوات الفضائية عموما كما كان يشاع ..... بل هو الكمبيوتر !!!
... فعليكم بإطفاء كمبيوترات أبنائكم بدلا من تلفزيوناتهم ... ألم ترو - في الإعلان- كيف أضاع الإبن نهاره كاملا جالسا أمام الكمبيوتر وليس التلفزيون؟!!
فيا معشر الآباء ... عليكم بتصحيح مفاهيمكم المغلوطة عن جهاز الكمبيوتر !..... فهو لم يعد وسيلة تعليمية كما كان سابقا بل أصبح وسيلة إفساد لأبنائكم ! فانظروا ماذا يفعل أبنائكم طوال الليل والنهار متسمرين أمام كمبيوتراتهم !

* تعمد إظهار الشاب طوال الوقت وهو " يكتب" على الكيبورد دون إظهار شاشة الكمبيوتر ... الغرض منه هو توجيه الإتهام للإنترنت بالذات بإلهاء الشباب وتضييع دينهم! ... والإتهام موجه هنا للمواقع والمنتديات الحوارية تحديدا!! ..... وإلا فما الذي يمكن ان يشغل هذا الشاب _كما ظهر في الإعلان- طوال الليل والنهار وهو يكتب ؟! .... وما هي المواقع التي تدعوا مستخدميها لبذل كل هذا الجهد في الكتابة.. غير المواقع الحوارية ؟!
بالطبع لا يمكن ان يكون المقصود هنا أن الشاب كان منشغلا بالمواقع الإباحية!! .. فمثل هذه المواقع لا تتطلب الكتابة ... بل تكفي المشاهدة ! (كما ان ظهور الأب في المشهد وهو يلقي نظرة خاطفة على شاشة الكمبيوتر قبل ان يخرج للصلاة كفيل بإبعاد هذه الشبهة عن أذهاننا فورا)
إذا .... فقد حدد لنا هذا الإعلان مكمن الخطر العظيم على الشباب .. فانتبهوا أيها الآباء !! ..... إنتبهوا أيها الشبان !! ... إن الخطر على دينكم ودنياكم يأتي من الإنترنت! .. ومن الإنهماك في الكتابة في المواقع والمنتديات الحوارية !!!
إنها هي السبب في تضييع وقتكم وإلهائكم عن صلواتكم .. وليست القنواة الفضائية التي اتهمتوها زورا وبهتانا!


آآآ هاااا ..... وصلت الرسالة !
,
,
,
,
,
,

فيا معشر الشباب ................... أطفئوا كمبيوتراتكم واتركوا الكتابة في منتدياتكم .... قبل مماتكم !
هذا هو إذا الغرض الحقيقي من الإعلان !
وهذا هو ما اراد "موارنة" ال MBC "ومن خلفهم " من إيصاله لنا من رسالة !!!


هذا هو ما فهمته من هذا الإعلان .... فهل هناك من تفسير آخر لما شاهدناه ؟!
..... ولا تقولوا لي رجاءا أن "موارنة" الMBC كانت نواياهم صافية وكانوا بالفعل يدعوننا لإقامة الصلاة .. فهذا كلام لا يقوله عاقل !



تحياتي لكم ,,,
اضافة رد مع اقتباس