السلام عليكم
( انتحار مدرس )
شاب بدأ حياته مكافحاً ساعياً للأفضل كطموح أي شاب آخر .
توفي والده وهو يبلغ من العمر ما يقارب 17 عاماً
عمل حتى يستطيع تدبير شؤون حياته وحياة أسرته المكونة من أم وأختان ، أكمل الدراسة الثانوية بجانب العمل وتخرج منها بتقدير يحسد عليه ، فضل مهنة التدريس ليكون قريباً من أهله يرعاهم ويخدمهم وألتحق بكلية المعلمين، عانى الأمرين اثناء الدراسة لكن صبر وحقق المراد وأصبح مدرساً .
عمل كمدرس طيلة 5 سنوات كان مثالاً للأخلاق والتواضع فأحبه الجميع طلاب ومدرسين ، حتى أولياء أمور الطلاب كانوا يثنون عليه ويحمدون في جده وإجتهاده مقدرين له دوره من خلال الآثار الواضحة على مستويات أبنائهم من تفوق واضح مقارنة بالمواد الأخرى .
كان مضرب المثل بين جيرانه من شيوخ ( كبار السن ) وشباب لما يرونه من تعقل وتأني في هذا الشخص .
كان فخوراً بنفسه ليس لدرجة الغرور وإنما لدرجة وضوح السعادة على وجهه في كل حين لقدرته على تجاوز المحن بكل صبر وثبات .
وفي يوم من الأيام حاصر منزله رجال المخدرات وفتشوه ولم يعثروا على شيء لكنهم إقتادوه للتحقيق وبعد أسبوع أطلقوا صراحه لعدم ثبوت شيء عليه ( السبب في ذلك كان دين له على شخص قيمته ألف ريال قبض على هذا الشخص واعترف أنه أخذ المبلغ دين من هذا المدرس لكن رجال المخدرات لم يقتنعوا بقوله وفضلوا التحقيق مع هذا المدرس ) .
الجميع أستغرب ما حدث وكثر حديث الناس عن هذا الأمر مما كان له الأثر البالغ على حياة المدرس فاصبح قليل الإختلاط بالناس وبالمدرسين فقل عطائه وحماسه للعمل حتى أصبح مدرساً عادياً لا يميزه عن غيره شيء وعلى هذه الحال لمدة عام كامل .
وألقي القبض عليه مرة أخرى بتهمة أكبر ( مخدرات لكن بكمية كبيرة وأشخاص يتجاوز عددهم الـ 6 ) منهم ضابط
وموظفون آخرون وهذا المدرس من بينهم وكالعادة تحت التحقيق دون إثبات أي تهمة بإستثناء الضابط المدان بالعملية كلها والمقبوض عليه أولاً .
طال التحقيق شهر وإثنان وثلاثة وأحيلت القضية والأشخاص للرياض وبعد شهرين من التحقيق هناك سمعنا بخبر إنتحار المدرس في أحد الزنزانات الإنفرادية .
وبشهادة من كانوا يحرسونه من السجن أنه كان قليل النوم قليل الأكل لا يستقبل زائراً ولا يحدث من حوله ، ومن ملفات التحقيق عدم وجود إدانة ، عدم وجود إعتراف ، بل شبة ضعيفة .
بعد حادثة الإنتحار أعترف الضابط أنه لا يعرف هذا الشخص وأن الإسم الذي ذكره كان مجرد إسم من الخيال فتطابق مع إسم هذا الشخص ( المدرس ) .
هكذا أنتحر المدرس طبعاً الأسباب نفسية وأعتقد أن تفكيره كان يدور حول :
المرة الأولى كثر حديث الناس عنها بعد أن كنت مضرب للأخلاق بينهم ومحل لثقة أولياء أمور الطلاب لكن المرة الثانية ؟ ماذا سيقولون ؟ وما الذي سيشفع لي كي تظهر الحقيقة ؟
هذه القصة وهي من الواقع
ملاحظه: الموضوع نقول
