احترسوا من حمى الهلال
- صالح بن ناصر الحمادي - 26/11/1427هـ
هل نحن صادقون مع أنفسنا ؟ سؤال مبحوح التقطته من على حافة الهاوية وأردت أن أطرق به مسامعكم فالذي أعرفه أننا شعب مسلم نؤدي الصلاة خمس مرات في اليوم والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
أعيد السؤال بصيغة الدهشة للوسط الرياضي المحتقن بالذات: هل كل ما تنثرون من مناحات وتهويل قبل وبعد كل مباراة محلية يندرج تحت بند الصدق مع النفس ؟ الإجابة لن أنتظرها لأنني أعرف الإجابة التي لا يملك الطرف الآخر البوح بها.
حاصروا الهلال بتهمة مساندة الحكام له وبالغوا في هذه التهمة التي لا تليق بمن يؤدي الصلاة خمس مرات في اليوم لأنهم يعرفون أن كل الأندية استفادت وتضررت من هفوات التحكيم. ولأن هفوات التحكيم والحكام في كل أصقاع المعمورة بشر، والأخطاء جزء من اللعبة فكما يخطئ الحكم بقرار سريع يحوِّل فيه مجرى المباراة أو البطولة يخطئ أيضا المدرب بتشكيلته أو تغييراته أو خطته كما يخطئ الإداري بجهله أحيانا، وتكبره وصلفه وغروره أحيانا أو مجاملته للاعب على حساب آخر. وفي كل الحالات يأتي الخطأ لأن الجميع ليسو ملائكة
في الموسم الماضي تشدق مسؤولو القادسية في لقائهم الدوري وخرجوا رافعين أيديهم إلى السماء، ومع إعادة كل القرارات التحكيمية المهمة ظهر إن بني قادس لا توجد لديهم ملاحظة واحدة على التحكيم. وتكرر المشهد المبرمج مسبقا في لقاء الهلال والأهلي الدوري ووضح بعد الاحتجاجات والتصريحات الأهلاوية النارية أن الهلال هو الذي تضرر من التحكيم. أما لقاءات الهلال أمام النصر والاتحاد في السنوات القليلة الماضية، فحكايتها حكاية عدا مباراة يد النزهان أو يد القدر كما يقول مارادونا.
أعود لسؤال البداية عن المصداقية في عملنا وتعاملنا فكل الأندية شربت من كأس السلب والإيجاب للتحكيم سواء من الحكام السعوديين أو من الحكام الأجانب. وبالعودة إلى الماضي الذي لا يرحب بطرحه أحد نجد أن رياح التحكيم هبت لصالح النصر فترة من الزمن أبكت الهلاليين في مناسبات كثيرة وكان ماجد عبد الله مجرد سقوطه داخل صندوق العمليات يعني ضربة جزاء ضد الهلال. ومرت الأيام متداولة بين الناس وهذه سنة الحياة لتبدأ رياح الأهلي الذي حقق عشرة كؤوس بتحكيم محمد الشريف وعبد الله مظهر ومحمد فودة. وفرض الأهلي هيمنته على الاتحاد عقدين من الزمن لا يفرح فيها الاتحاد بالتعادل ناهيك عن الفوز. وصمد الاتحاد أمام إعصار شجرته العارية من الواهب في منتصف طريق القلعة. ثم جاءت رياح الاتحاد الذي جلب الثلاثية ثم الرباعية وترنح حينها الأهلي والنصر وبقي الهلال يجاهد للفوز بالرياح نفسها التي خدمت الفرق الأخرى فجاءت رياحه أقوى وأمتع لأن مخزونه من اللاعبين الموهوبين والقاعدة الجماهيرية تجبر رياح حظه لتعصف بالجميع بقوة الفن أو قوة الذراع. ومن حق بني هلال استغلال زمنهم بكل الوسائل لن الأيام لا تدوم وقد تتحول هذه الرياح لغيره عنوة قريبا والله أعلم.
عموما هذا زمن الهلال أبى من أبى وشاء من شاء وسوف تتسع مساحة حظوظ الهلال في البطولات والانتصارات لأن كل الفرق تعاني من تحفيز إداري غبي يعتمد على التشكيك وإيغار الصدور فيقابلون الهلال بانفلات أعصاب وحمى تهز أبدانهم وتفقدهم السيطرة وتجبرهم على العجز عن مجاراة الهلال وبالإمكان الرجوع لآخر مباراة دورية بين الهلال والاتحاد وستعرفون غباء العمل الإداري بالذات.
نصيحتي لكل الفرق التي تقابل الهلال أن تلعب وفق إمكاناتها ووفق استراتيجية أن الهلال أفضل فنيا، أما التفكير في التحكيم فهذه أزمة توغر الصدور وتشتت الذهن والمستفيد في كل الأحوال الهلال.
يقول ابن باز رحمه الله: وصيتي لكل مسلم تقوى الله سبحانه وتعالى في جميع الأحوال، وأن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلام ظهرت فيه المصلحة، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه وذلك كثير بين الناس.

معلومة
آخر ست بطولات محلية فاز الهلال بخمس منها بحكام أجانب !!!

[email protected]