مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 17/05/2002, 04:55 AM
أبو علي القصيمي أبو علي القصيمي غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 10/03/2002
المكان: السعودية
مشاركات: 62
Post مقال العلامة ((سلمان بن فهد العودة))

قال سلمه الله :

-نعم !!

بإذن القائل في تنـزيله : " وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) .

لقد ذهب (( سامر بن صالح السويلم )) يتطلب الشهادة مظانّها فوقف إلى جانب جهاد إخوانه المسلمين في أفغانستان ، ثم رحل إلى الشيشان ، مُوحّد الهم ، ولا يشغله سوى هم الجهاد في سبيل الله ، ونصرة قضايا المسلمين في كل مكان .

وكأنما دخلت المصيبة بفقده كلَّ بيت ، فهو تعبير شفاف صادق عن تعاطف المسلمين مع إخوانهم ، وجهادهم ضد العدو المحتل ، وسعيهم في تحرير أرضهم من الغاصبين .

ومن يصدق أن هذا الاسم الهائل الذي أقض مضاجع الروس ، حتى كان موته آثر لديهم من إبادة شعب بأكمله.... إنه في الثلاثين من عمره ، أو بعدها بقليل ، قضى منها أربعةَ عشرَ عاماً في جهاد متواصل لا ينقطع لقد كان (( الخطاب )) كما أحب أن يُسمّى ، مألَفَة للقلوب، محضناً للتربية الرشيدة على الهدف السامي ، قانعاً من دنياه باليسير ، معرضاً عن القيل والقال ، والمراء والجدال ، سلم منه المؤمنون وتعنّى منه الكافرون المعتدون . ولم تكن دهشتي شديدة حين سمعت من إخوانه وصاياه الناضجة التي تركها من بعده لمن يواصلون الطريق، والتي هي :-

1) الذي لا تكسبه صديقاً لا تكسبه عدواً.

2) عدم التدخل في القضايا الداخلية للناس إلا بالإصلاح .

3) القتال دائماً مع الكفر البَواح ( يريد : القتال ضد الكفر البَواح ) .

4) لا تُقم الجهاد في مكان إلا إذا تبنّاه أهله.

5) استشارة العلماء الأفاضل ، وأهل الحكمة والخبرة بشكل دائم ، والابتعاد عن الاجتهاد الشخصي قبل أي عمل .

6) اقرأ عدوَّك ، ولا تستهن به ، واختبر رد فعله أولاً .

7) استخدم عنصر المفاجأة ، واستغل نقاط ضعف عدوك .

8) استعن بأهل الكفاءة ، ثم الأصدقاء ، بعد الإعداد المتقن .

9) الابتعاد عن التحزب ونبذ الفرقة ، واتباع السنة ، والبعد عن الترف ، والعمل لنصرة هذا الدين .

لقد كانت حياته – رحمه الله وتقبله في المهديين – ترجمة أمينة لهذه الكلمات الموصية ؛ ولهذا عظم المصاب به على الإخوة المجاهدين ، بل على عموم المسلمين ، ونسأل الله أن يحسن فيهم الخلافة ، ويعوضهم خيراً . لقد رحل سامر وترك زوجته الداغستانية ، وطفلته سارة ( 5 سنوات )، وصالحاً ( 3 سنوات ) وساجدة ( سنة ونصف ) دون أن يترك لهم شيئاً من متاع الدنيا الرخيص ، وترك والدته المتصبرة التي تحس باللوعة وحرارة الفقد ، ولكنها تدفع ذلك بقوة الإيمان واليقين ، فتعزّي زوارها بدل أن يعزوها ، وتدعو أبناءها إلى أن يقتدوا بأخيهم ويقتفوا سيرته ونهجه.

نعم !! رحل وترك لهم الذكرى الطيبة التي يحملها كل مسلم متابع لجهاد إخوانه في الشيشان ، والذي أصبح الخطاب رمزاً من رموزه وعلماً من أعلامه ، ولسان حاله يقول :

باللهِ يَا صِــبيــتي لا تهلكوا جزعاً** على أبيِكم .. طـريقُ الموتِ أقدارُ

تركتُكم في حـمى الرحمنِ يكلؤكُم** من يحْــــــمِهِ اللهُ لا توبقْه أوزارُ

وأنتمُ يا أُهــيلَ الــــحيِّ! صِبيتُكُم** أمانةٌ عندكم .. هلْ يهمل الجارُ؟!

إني أحسب الرجل - والله حسيبه – طاهرَ القلب ، صادق النية ، نقي السيرة ، طاهر السريرة ، كان رحمة للمؤمنين ، وعذاباً على أعداء الدين ، فاللهم ارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله ولجميع المسلمين ، اللهم افسح له قبره ونور له فيه.

وهذه كلمات للأخ الأستاذ تركي اليحيى ترسم صادق الشعور تجاه الراحل العظيم :

ملأ الجـــــبَانُ مِنَ السُّمومِ خِطَابَا ** فَدَعَا الِخـــــطَابُ إِلَى العُلا خَطّابَا

يَا مَنْ عَشِقْتَ الخُلدَ تَخْطُبُ حُورَهَا** للهِ دَرُّكَ عَـــــــاشِقاً خَــــــــــطَّابَا!

مَنْ لِي بعشـــــقٍ مثل عشقِكَ يبتغي ** حورَ الجـــــــــــنانِ كواعباً أترابَا!

ناداك من مــــــــــلأ السماءِ ملائكٌ** مَا ضـــــــلَّ سَعيُكَ يا فتى أو خابَا

كم خضتَ أهوالَ الوغى من أجلها!** وظلـــــــــــلتَ تَقْرعُ للرّدى أبوابَا

تغـــــشي الكريهةَ بل تحبُّ لِقَاءَهَا** وتُغِيرُ لا وَجِـــــــــــــلاً وَلا هَيَّابَا

ما زلت في الشيشان طوداً شامخاً** ليثاً هصــــــــــــوراً فارساً وثَّابَا

كم ذا سفكتَ من ا لدماءِ دم العِدا** رأت الجبـــــــالُ فكبَّرت إعجابَا

ورحلتَ لم يُر من دمـائِكَ قَطرة** هل كان موتُك للعدى إغضابا !!

أكرِمْ بغلـــظةِ فاتكٍ يَفْري العدا!!** ما ذمَّ يومــــــــاً مسلماً أو عابَا

يكفيكَ أن تلقــــــى الإلهَ مُسَلَّمَاً** ما كنـــــــتَ يوماً فاحشاً سبابا

أفــــــــعالُكَ الغرّاءُ مَفْخَرَةٌ إذا** كانــــــــت مفاخرُ قومنا ألقابَا

ستظلُّ يا خطابُ! رمزاً للعُلا ** وتـــــــظل بدراً ساطعاً أحقابَا

ولئن قُتلــــتَ ففي العرينِ بقيةٌ** ما زال شيــــمةُ أمتي الإنجابَا

وَلدتْ بموتِكَ ألفَ ألفِ غَضَنْفَرٍ** يتلون فينـــــا الفتحَ والأحزابَا

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وسلم .

سلمان بن فهد العودة

28/2/1423

11/05/2002
اضافة رد مع اقتباس