السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الامس كنت أتصفح جريدة الرياض وقرأت هذا المقال للكاتب الكبير والمبدع دائماً/ سعد الدوسري 0

فهاهو أمامكم ، وعطونا أرائكم0

يحق لها، لا يحق لكم

التاريخ: 5/15/2002 م

تتحفنا شركة الاتصالات، بين كل فترة وأخرى بالجديد والتجديد، مما يفتح أبواباً إضافية لاستثماراتها من ظهور خلق الله، الذين لا يعرفون من أين يجدونها: من الشركة أو من غيرها من الشركات. ولو كانت خدمات الهاتف لدينا بحجم الرسوم، لقلنا: لا بأس. الجماعة متفانون في خدمتنا، لكن أن يكون العكس، فهذا ما يجعل المشتركين، متأففين دوماً من الشركة. ولن أسرد كل أوجه القصور، ويكفي مثلاً عملية انقطاع الخدمة بدون مبرر أو اعتذار، ويكفي الإجراءات المزعجة لإعادة الخدمة، لو أن الشركة فصلت الخدمة لسبب أو آخر عن المشترك، سواء كان الفصل مشروعاً أو غير مشروع، بمعنى أن هناك تعاملاً فوقياً تمارسه الشركة على المشتركين والمشتركات (المشتركات يعانين أكثر، ولا نعرف السبب)، لأنها تعرف أن لا بديل لها، وأن لا أحد يستطيع أن يؤمن الهاتف للمشترك سواها.
ومن باب فوقية الشركة، نجدها تضع الشروط على مزاجها: تقبل، إقبل، وإلا لن تحصل على الخدمة. آخر الشروط العظيمة للشركة العبقرية، ما وضعته للحصول على خدمة بطاقة الجوال مسبقة الدفع، المسماة "سوا". هذه الشروط تتعامل مع الراغب في الاشتراك، بكل تعالٍ، وكأنهم سيعطونه البطاقة كهدية، وليست كمادة مدفوعة الثمن، ويا للثمن. وسأسرد لكم هنا، بعض الشروط، كما وردت في شروط وأحكام الاستمارة:
- أجور المكالمات في هذه الخدمة، تختلف عن أجور المكالمات في خدمة الهاتف الجوال العادي. (لماذا لا تشيرون إلى الفرق بين الأجور؟؟!! هل هي أعلى أو أدنى؟؟!! لماذا تجعلون المسألة عائمة؟؟!!).
- عدم تشغيل البطاقة، سيؤدي إلى إلغائها بعد مدة معينة، ولا يحق للمشترك المطالبة بقيمتها. (من أعطى الشركة الحق في التدخل في حرية المشترك، في تشغيل بطاقته من عدمه؟؟!!).
- يحق لشركة الاتصالات السعودية، تعديل أسعار الخدمة من وقت لآخر، ولا يحق للمشترك المطالبة بدفع أية تعويضات جراء التعديل. (متى كانت شركة الاتصالات ملتزمة بالرسوم؟؟!! ومتى أعطت تعويضات لأحد؟؟!!).
- يحق لشركة الاتصالات السعودية إيقاف الخدمة، متى رأت ذلك، بدون أن يترتب عليها أية التزامات مالية تجاه المشتركين بالخدمة. (هل هذا معقول يا ناس؟؟!!).
- في حال فقدان الشريحة، وتقدم المشترك خلال فترة الخدمة، بطلب شريحة بديلة، فإن شركة الاتصالات السعودية، تضمن للمشترك الحصول على شريحة بديلة بنفس الرقم، ولا تضمن المبالغ الموجودة، عند فقدان الشريحة. (وأين تذهب كل هذه المبالغ التي لا تردها الشركة؟؟!!).
سأكتفي بهذه الشروط، لكي لا أزيد من حموضة أمعائكم، ولأني أعرف أنكم جميعاً تتساءلون: إلى متى وشركة الاتصالات تمارس هذه السلوكيات في استغلال المشتركين، وهي التي نعرف أنها لا تقدم خدمات توازي أشكال الاستغلال هذه؟؟!!