(من السوق)
استنزاف * استنزاف


خالد العبدالعزيز
تحركات إيجابية، وصعود طال غالبية الشركات، واغلاق غير ساخن حصلت عليه سوق الأسهم في تعاملات نهاية اسبوعها المنتهي أمس.
وبوضوح أكثر فان مناورات قوى السوق أفسدت على السوق احتفاليتها في توديعها لمنطقة مقاومة شديدة، حين فضلت تلك القوى استنزاف بائعين مهزوزين قذفوا بأسهمهم الى السوق بكيفما اتفق، اما مستغلين جهلهم بأبجديات الاستثمار وطرق التعامل مع أسواق المال، واما بترويعهم وسحب البساط من تحت أقدامهم.

تلك القوى لاتنظم استراتيجياتها الا من منافذ محدودة، ولا تنطلق الا من مصالح ذاتية،وهي تعي تماما أنها حينما تعمد الى رفع السوق، فإنها تقوم بجذب المشترين،وحينما تضغط على السوق، فانها تزيد من حجم البائعين.

ومثل تلك الاستراتيجيات قوضت من إعادة بناء الثقة بالسوق، بحيث لم يعد المستثمر يدرك حقيقة مثل تلك التحركات التي لاتضع السوق في اطارها الذي ينبغي أن تمضي عليه من حيث توديعها لهوتها السحيقة، ولا أيضا يدرك ما يحصل من حوله.

السوق لازالت في منطقة حرجة لاتستحق البقاء عليها، وتوجد ضغوط على السوق، وكلما أوغلت في هبوطها ازدادت عليها الضغوط.

سواء من بنوك تسيل محافظ حانت آجالها، أو من ملاك محافظ يبدون رغبتهم بالتسييل قبل الآجال، أو حتى من قوى سوق تؤجل أي تحسن وتطمس معالمه.

وإضافة الى ذلك فإنه من غير المستبعد أن تكون صناديق الاستثمار في البنوك السعودية قد تلقت طلبات من ملاك وحدات الصناديق بطلبات التسييل، من أناس نفذ صبرهم، حتى ولو كانت وفقا لهذه الأسعار المتدنية.

تعاملات الأمس توجد بها مؤشرات لا توحي بالاطمئنان بشكل كامل، وانما بشكل جزئي، خاصة أن السيولة التي تدفقت الى السوق كانت أكثر من ضعف حجمها في يوم سابق.

الأسبوع المقبل تنتظر السوق حدثا مهما يتمثل في ترقب اعلان الميزانية العامة للدولة، حيث ستواصل الدولة اتمام برامجها ومشاريعها التنموية وتخفيض الدين العام.

وربما يكون مثل ذلك الحدث عاملاً في تعزيز بناء السوق لمستوى دعم مناسب بعد تجاوزمستوى ال 8000نقطة.

استظهار أدلة على أن سوق الأسهم السعودية تمضي بعكس التيار حسب ماهو حاصل في أسواق أخرى، لايحتاج الى مجهود، وفوق ذلك فان المشترين يعزفون عن الشراء حينما يحين الوقت للشراء، ويبيع البائعون حينما لا يكون الوقت مناسباً