أخطاء الحكام والشحن الإعلامي بقلم محمد الدويش

شهدت الملاعب الرياضية خلال الفترة الأخيرة بعض أعمال الشغب والخروج عن الروح الرياضية التي بررها البعض بأنها نتيجة للاحتقان الجماهيري، وخلال فترة لم تتجاوز الأسبوع الواحد شاهدنا تصرفات مرفوضة من قبل "بعض" جماهير النصر أولاً، ومن "بعض" جماهير الأهلي ثانياً، وإن كانت تصفات الأهلاويين أكبر وأخطر، حيث تمثلت في قذف العلب الفارغة داخل الملعب وعلى طاقم التحكيم، ثم إحراق الأعلام وما تلاه من اعتداء على السيارات والأشخاص.
ومما يؤسف له أن هناك من ظهر مؤيداً لمثل هذه الأعمال بحجة أنها ترجمة للاحتقان الجماهيري الناتج عما يحدث من أخطاء تحكيمية، ونحن وإن اتفقنا على أن الأخطاء التحكيمية موجودة فلا يعني ذلك غض الطرف عن الخروج عن الزواج الرياضية والسماح أو التأييد المبطن لهؤلاء، وإيجاد العذر لهم حتى لا نصل إلى مرحلة من مراحل الشغب الجماهيري يصعب التعامل معها.

@@ "الرياض" طرحت الاستبيان خلال الثلاثة أيام الأولى متساوية تقريباً لعاملي أخطاء الحكام وقلة الوعي فيما كانت النسبة الأقل وإن لم تبتعد كثيراً تشير إلى الشحن الإعلامي، وفي اعتقادي أن عامل الشحن الإعلامي يأتي في المقام الأول كأحد الأسباب الرئيسة في نشوء هذه الظاهرة وتغذيتها حتى كبرت، فالإعلام بواسطة بعض أقلامه وخاصة تلك التي تكتب بألوان الأندية ولا ترى غير أنديتها استغل قلة الوعي لدى قلة من الجماهير لتمرير آرائها المتعصبة والإساءة للآخرين، خاصة وأنها وجدت الأرض الخصبة والمناخ الملائم وظل وجود المتلقي وعدم وجود الرقيب، كما أن الإعلام أيضاً هو الوسيلة أو القناة التي تمر من خلالها تصريحات منسوبي الأندية التي تجد في أخطاء الحكام الشماعة المناسبة لتبرير الخسائر وتعليق أسباب الفشل.

@@ قد تكون أخطأ الحكام أحد الأسباب، ولكنها ليست السبب المباشر، فالرياضيون يتفقون على أن الأخطاء جزء من اللعبة وأن الحكم بشر غير معصوم من الخطأ وأن أفضل الحكام أقلهم خطأ، ويجد المناصر للحكم العذر له في أخطائه كونه يتخذ القرار في الجزء من الثانية وقد يخطئ التقدير في قرار أو اثنين، ويمكن أن يؤدي تكرار الأخطاء وتأثيرها على نتيجة المباراة إلى نوع من الغضب لدى الجماهير.. وهو غضب قد يزول لو لم يجد إعلاماً غير مسؤول يقوم بتغذيته حتى يتحول إلى احتقان يكبر ويؤدي بالتالي إلى تصرفات غير مقبولة وخطرة.

باختصار:
@@ ما قامت به بعض الجماهير الأهلاوية وإن كانت قلة يمثل اساءة للنادي الراقي وجماهيره. وما حدث هو نتيجة شحن إعلامي لن توقفه سوى القرارات القوية لكل من يثير أو يساهم في إثارة الشغب.

@@ يقول الأستاذ أحمد المرزوقي رئيس النادي الأهلي أن مباراة الهلال هي مباراة دورية لا تستحق الاهتمام ولا تستدعي إعداد لاعبينا نفسياً لها. ولكن الواقع يقول غير ذلك، فالواضح أن سوء الإعداد النفسي بدا على أداء بعض لاعبي الأهلي الذين بدأوا اللقاء بعصبية وارتكبوا عددا من الأخطاء التي فات على الحكم التصدي لبعضها.

@@ خسر الاتحاد من الشباب بثلاثة جاء الهدف الثاني منها من ركلة جزاء مشكوك في صحتها.. ولكن التعامل الإعلامي مع الخطأ كان هادئاً جداً بخلاف الأخطاء التي تحدث في لقاءات طرفها الهلال.

@@ كان على لجنة الحكام الجديد استبدال حكم لقاء الهلال بالأهلي (الشريف) لقلة خبرته، سيما وأن المباراة جاءت بعد مشاكل تحكيمية انتهت بحل اللجنة السابقة وإيقاف مساعد الحكم (الكابلي)، وعذر ترتيبات الحجز والسفر التي قدمها الناصر ليست مبرراً أمام اللجنة التي حاول رئيسها تحميل اللجنة السابقة أسباب فشل الحكم، فالهلاليون استطاعوا خلال يومين تأمين حجز لأكثر من "45" شخصاً وليس لثلاثة أشخاص!

@@ طرد العبدلي وبدره "والأخير كلف خزينه الأهلي الكثير" كان نقطة التحول إلى اللقاء الذي انتهى لمصلحة الهلال، وكان على الأهلاويين توجيه العتاب لهذين اللاعبين لعدم تقديرهما للمسؤولية، وارتكابهما لأخطاء أدت لطردهما رغم تقدم فريقهما.

@@ يبالغ النصراويون كثيراً إذا اعتقدوا بامكانية فوز فريقهم ببطولة خلال الموسم الحالي في ظل وجود فرق الهلال والشباب والاتحاد الأهلي والوحدة، وهي فرق تفوق النصر كثيراً من الناحية الفنية.