مباراة الهلال والنصر الاخيره كادت ان تكون مباراة ندية كالتي عهدناها بين الفريقين لولا ان الحكم رفض احتساب هدف كان سيعادل النتيجه لصالح النصر ...
هنا قامت القيامة !
وكانت الثورة على كل المفاهيم الرياضية والاخلاقية التي تمثلها كرة القدم المحترمه عندما ثار الجمهور وصار يقذف العلب الفارغه والمناديل والأحذية ...
وزاد الموقف بنزول جحافل الجماهير يقود أرتالهم رؤساء النصر وباقة من مسؤوليه إلى ساحة الملعب لإعلان الحرب والضرب والهياج .. ضد شخص واحد ..
حكم المباراة !
والهدف الذي لم يحتسبه الحكم ما كان يستدعي كل هذه الثورة .. لأنه وببساطه لن يحرك النصر من الترتيب الثامن الذي استحقه بإنجازاته القليلة منذ عدة مواسم ...
انما هذا التصرف يدل على شيء واحد لابد ان نضعه بالحسبان ...
اننا وسط غابة يحكم القوي فيها وينطق العنف ليكون أعلى صوتاً من الروح الرياضية والعقلانية
حيث أن ما فعله نادي النصر بجماهيره ومنسوبيه لا يعدو كونه عملاً من أعمال عصابات الشوارع مما لا يتناسب أبداً من الأخلاق الرياضية ...
من هنا يجب أن يتدخل الزمان والقدر بيد من الإنصاف حتى نقارن ونتعلم ...
فلقد قامت مباراة بين فريق مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي الإنجليزيين من نفس المدينة والتي تعتبر مبارياتهم كديربي العاصمة القوي والذي لا يقبل القسمة على إثنين ...
وحدث موقف مشابه لهذا الموقف ... حيث احتسب الحكم الهدف الثالث الذي أحرزه (كريستيانو رونالدو) وهو في موقف متسلل والنتيجة كانت تقدم مانشستر بهدفين لهدف وكان بإمكان مانشستر سيتي تعديل النتيجة والكل يعلم مدى أهمية الحصول على نتيجة إيجابية في مباراة كهذه ...
وماذا فعلت الجماهير .. لا شيء سوى التبرم والتنهد بضيق وحسرة على الهدف الذي لم يحتسبه الحكم ...
حتى اللاعب المحترف العربي (حاتم الطرابلسي) الذي سجل هدف مانشستر سيتي - والذي يعتبر أجمل أهداف المباراة, قال بالحرف الواحد " انا مجرد لاعب محترف لا يحق لي النقاش في أمر تراقبه لجنه فنية ولجنة دولية من الحكام" ...
هنا ايها الساده يتكلم العقل والمنطق ..
بينما ما فعله فريق النصر ومنسوبيه وجماهيره لغة تشابه لغة رعاة البقر التي يرفع رايتها بوش على العالم حالياً ..
العنف والحزبيات .. ولغة قتال الشوارع تحل محل لغة الرياضة التي تجمع الشعوب على الرغم من اختلاف مذاهبهم والسنتهم ...
المقارنه هنا مقارنة عادله فالقضية تتسم كلها بالندية في مشهد ( ديربي ) متناسق من حيث المدينة الموحده للفريقين ولكنه متشتت بتصرف الجهيتين, إنما هناك تعويل بسيط علينا أن نميل إليه في هذه الموازنه التي تكتسح الخاطر عند التطرق لهذا الحدث ...
وهي أن الفريقين الإنجلزيين أحدهما متصدر الدوري وهو ( مانشستر يونايتد ) والآخر من الفئة المتوسطه وهو (مانشستر سيتي) إنما فوزه المعنوي الجماهيري هو في هزيمة مانشستر يونايتد وكذلك الحال بالنسبة لفريقي الهلال والنصر, فالهلال متصدر الدوري السعودي منذ عدة مواسم أما النصر فلا يملك في رصيد الفوز أية نقاط تسمح له بالتصدر أو أن يكون نداً للهلال إنما له فوز جماهيري يعشقه ويتأمله دوماً وهو هزيمة الهلال وربما هذا كان الدافع الأساسي لتلك الهجمة الشوارعية المستهجنه والتي لا تنم عن أية عقلانية أو تعقل في حدث يفترض فيه الكفاءة والروح العالية ...
ما نخرج به من هذه التجربه العصيبه هو أمرٌ نعرفُهُ سَلَفاً ...
العقلية النصراوية لا تزال في شوارع الحارات السوداء في نيويورك القديمة ولغة الهراوات والعصي والمقابض الحديديه هي سيدة مواقف النصر كالعاده ...
وكما يقول الانجليز دائماً ما دمنا في هذا الصدد ( البرميل الفارغ يصدر صوتاً أعلى من الممتليء ) ...
