مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #49  
قديم 08/12/2006, 11:59 PM
ابؤاسامة ابؤاسامة غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 20/09/2002
مشاركات: 4,490
السهل الممتنع
الفوضى والشغب الأصفر..!!
صالح السليمان

لست بصدد مناقشة هل كان المشعل متسلِّلاً أم لا.. وإن كانت الأغلبية انجرفت مع التيار ومع الضجيج الأصفر.. في حين اختلف الخبير التحكيمي المعروف غازي كيال وهو يؤكد أن قرار مساعد الحكم صحيح والهدف تسلُّل.. إذن لا بد من التحفُّظ والتروِّي عند الحُكْم على صحة الهدف من عدمه.. ولكن هل قرار الحكم مهما كان يبرِّر ما حدث من فوضى وشغب وما شهدناه من مناظر مؤذية تبارى فيها اللاعبون والجماهير في الشغب واقتحام الملعب من مشجعين يحملون (عقلهم وعقولهم) بأيديهم وإداريين وأعضاء شرف وإيقاف المباراة لفترة طويلة؟! هل وجود خطأ تحكيمي يبرِّر كل ما حدث؟!!
** إذا كان هذا مبرّراً فلننتظر إذن عشرات من الأحداث ومن اقتحامات الملاعب؛ فالأخطاء التحكيمية العفوية جزء من اللعبة، والمفترض أنها تدور على الجميع، ولكن هناك من يريد الأخطاء التحكيمية تجري دوماً لصالح فريقه وضد الآخرين!.. أما ما واكب هذا من تصريحات وحملة إعلامية صفراء فهو لتبرير ما حصل من شغب .
** الهلال نفسه تعرَّض مؤخراً وليس قديماً إلى أخطاء تحكيمية قاتلة.. في الموسم المنصرم وفي مباراة الصراع على الصدارة مع الشباب تغاضى الحكم ممدوح المرداس عن ضربة جزاء صريحة للهلال، وأتبعه بإلغاء هدف الفوز الصحيح للهلال الذي أقرَّه جميع النقاد وخبراء التحكيم، ولم نشهد هذه الفوضى ولم يحدث شغب أزرق، ولم يتقاطر إداريُّوه وأعضاء شرفه إلى الملعب، ولم ينزل مشجِّعوه (شاهرين العقل) بأيديهم.. كل هذا لم يحدث.. وهو الآن يحدث في مباراة دورية بين المتصدر وصاحب المركز الثامن.. ولأجل خسارة (نقطة وحيدة).
** أيضاً هذا الموسم ألغى الحكم خليل جلال هدفاً صحيحاً للتمياط أمام فريق منافس (الاتحاد)، وقبلها بدقائق تغاضى عن ركلة جزاء واضحة لياسر اعترف بها جميع النقاد.. وكل هذه الأخطاء حدثت في ملعب الهلال وبين جمهوره ولم يحدث أي شغب جماهيري أو اعتراض، ولم تتوقف المباراة، ولم ينزل مجلس الإدارة.. بل سارت المباراة بشكل طبيعي جداً.
** عدم اعتياد النصر على الأخطاء التحكيمية ضده هل يبرِّر ردة الفعل هذه؟! هل نرى الأندية مستقبلاً تقلِّد النصر بإثارة الفوضى والشغب وإيقاف المباراة حتى يُصنَّف أي خطأ تحكيمي ضدها ككارثة تحكيمية وتكبر وتهول كما حدث مؤخراً.. وليكون لها وقع مؤثر يحرِّك الوسط الرياضي والرأي العام والأدلة الإعلامية؟! هل ننتظر من بقية الأندية (وبالذات الهلال) أن تقلِّد النصر في الضجيج والعويل؛ لأن تلك الأندية أحياناً تُصاب بأخطاء تحكيمية فادحة لا يكاد يشعر بها أحد ولا يكون لها صدى إعلامي مناسب بسبب أن ردة الفعل للفريق وجماهيره تجاه هذا الخطأ كان مثالياً وواعياً؟!

(الملغى) نتاج هجمة غير مشروعة!!
ما بُني على باطل فهو بطل؛ فالحكم هو صانع الهجمة المثيرة للجدل.. هذه هي الحقيقة دون رتوش.. المطلق تسبَّب في المشكلة وظلم الهلال، فقبل أن تتجه الكرة للاعب النصر كان هناك خطأ صريح ضد أحد لاعبي الهلال وفقد الكرة دون أن يوقف الحكم اللعب ويمنح لاعب النصر إنذاراً مستحقاً.. ليأخذها لاعب النصر وتتحوَّل من هجمة هلالية مستحقة إلى هجمة نصراوية غير مشروعة نتج عنها الهدف المثير للجدل.. ليتورَّط الهلال بكرة كانت في الأصل كرة هلالية سُلبت من لاعبه بشكل غير شرعي وبحركة خشنة صريحة والحكم يغمض عينه عنها!

بين (العويران) و(المشعل) اتّضح الفارق..
ما حدث يعيدنا إلى ذكرى هدف الفوز الذي سجّله خميس العويران في الدقيقة الأخيرة في مرمى النصر وألغاه الحكم عمر مهنا بعد أن أشار بيده تجاه نقطة المنتصف ثم تراجع فجأة.. لم تكن مباراة دورية وخسارة (نقطة واحدة)، بل مباراة حاسمة من النوع الثقيل؛ مباراة مربع (نصف نهائي) والوصول إلى النهائي الكبير.. وكان النصر وقتها فريقاً قوياً ومنافساً وليس فريقاً يقبع في المركز الثامن.. وقتها لم يشاغب الجمهور الأزرق، ولم ينزل أعضاء مجلس الإدارة للملعب ربما لعقد اجتماع، ولم يلحق بهم أعضاء الشرف لإكمال النصاب، ولم (تشهر العقل) بحثاً عن ظهر الحكم، ولم يستهبل بعض اللاعبين ويحدثون الفوضى.
** ما حدث فقط هو دخول مدير الكرة الهلالية وحده محتجاً على قرار الحكم، وصدر ضده قرار صارم جداً!.. لو صدرت قرارات بمستوى هذا القرار لشطب الكثيرون في الحدث الأخير، ولمنعوا من دخول الملاعب والمنشآت الرياضية.. وبالمناسبة ففي (صحوة ضمير) اعترف المهنا أن هدف العويران صحيح، واعترف أيضاً بصحة ركلة الجزاء الصارخة للكاتو في مباراة مربع آخر.. وبعدم شرعية الهدف الذي فاز به النصر بأحد الكؤوس أمام الهلال.. ولا زال لديه أخطاء كارثية أخرى لم يعترف بها بعدُ.

ما الفرق بين الجبلين والنصر؟!
لنستحضر القرارات الصارمة جداً التي عُوقب بها الجبلين بسبب محاولة عدد من لاعبيه الاعتداء على الحكم في مباراة درجة أولى جرت في الظل وبعيداً عن الإعلام ولم يشاهدها سوى قلة من الجمهور.. شطب تسعة من لاعبي الفريق الكروي، وحُلَّ مجلس الإدارة ومنعوا من العمل في المجال الرياضي مع أن بعضهم كان في حائل في تلك اللحظة.. قيسوا ذلك بمباراة نزل فيها مجلس الإدارة وأعضاء الشرف وشاركت الجماهير مع اللاعبين في حفلة فوضى وشغب شاهدها عشرات الملايين.. بسبب خسارة نقطة وحيدة وليست بطولة!!
اضافة رد مع اقتباس